الاحتجاجات الشعبية تتجدد في العراق
– قوات الشرطة وقناصين منتشرين في اعالي البنايات، يرتكبون مجزرة بحق الشباب المحتجين: اعداد الشهداء ترتفع الى اكثر من ٧٣ (معظمهم من المحتجين وبينهم ٧ من الشرطة)، اعداد الجرحى تتجاوز ٣٠٠٠ حسب مفوضية حقوق الانسان،
-شهود عيان و صور لشهداء قتلوا نتيجة لاطلاقات مباشرة من قناصين على سطوح المباني
– وصول الاحتجاجات الى مناطق في اطراف بغداد مثل منطقة الشعلة والزعفرانية،
– مطالبات واسعة باستقالة حكومة عبد المهدي ورجل الدين مقتدى الصدر يتبنى هذا المطلب،
– قطع الانترنت متواصل في جميع انحاء العراق ، ما عدى اقليم كوردستان.
#Save_the_Iraqi_people
تحديث مساء الخميس ٣ اكتوبر:
– تواصل الاحتجاجات بالرغم من الحضر في ٩ مدن : #بغداد ، #النجف، #بابل، #الناصرية، #البصرة، #العمارة ، #المثنى و #كربلاء
– الاحتجاج يتحول من الساحات الرئيسية الى المناطق المجاورة، المطاردات مستمرة.
– تعذر الوصول لمطار بغداد لعدد كبير من المسافرين بسبب غلق الطرق ، منطقة الكرادة مغلة ويتعذر الدخول او الخروج منها،
– سكان المنازل والمحلات المجاورة يقومون بفتح منازلهم للمتظاهرين وإيوائهم،
– نقابة المحامين تعلن عن تطوع عدد من محاميها للدفاع عن المعتقلين من المحتجين
– في البصرة، حشوداً غفيرة لتشيع جثامين الناشط المدني حسين عادل وزوجته واللذين تم اغتيالهما في منزلهما بعد مشاركتهما في الاحتجاجات مساء الأربعاء.
– نشطاء يتداولون فيديو عن مساهمة النساء في الاحتجاج، مرددات سلمية سلمية ، قمع المحتجين باطل.
لم تكن القضية يوماً فقط قضية ماء و كهرباء وخدمات بل كانت و ستضل قضية وطن وشعب مسلوب الحقوق يبحث عن ابسط حقوقه دون جدوى !
مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI)
٣- اكتوبر ٢٠١٩
لليوم الثالث على التوالي تتواصل الاحتجاجات السلمية في العراق وبالرغم من حضر تجوال في بغداد وعدد من المدن، فيما ارتفاع عدد الضحايا الى ١٩ شهيد وتزايد اعداد الجرحى ليصل ١٠٤١ حسب مفوضية حقوق الانسان العراقية.
وانطلقت شرارة الاحتجاجات في صباح يوم الثلاثاء الاول من شهر تشرين الاول، حين احتشد عدد من المتظاهرين من عموم ابناء الشعب العراقي في ساحة التحرير وسط بغداد للبدء بمظاهرة سلمية من أجل المطالبة بحقوقهم الاجتماعية التي يضمنها لهم الدستور العراقي كتوفير فرص العمل والخدمات وتوفير بنىً تحتية افضل ومكافحة الفساد الذي يستشري يوماً بعد يوم ليطال جميع مفاصل الدولة ومؤسساتها.
وخلال وقت قصير إمتدت حركة الاحتجاج لتصل الى مدن اخرى مثل الناصرية ، الديوانية ،العمارة ، النجف ، البصرة وكربلاء. وقوبلت هذه الاحتجاجات بالقمع من قبل القوى الأمنية، خصوصا قوات مكافحة الشغب ، التي طاردت المتظاهرين في الشوارع والازقة ورمت الغاز والرصاص الحي مما أسفر عن سقوط ضحايا بين المحتجين. وفي البصرة اغتال مسلحون مجهولون الناشط المدني حسين علي وزوجته سارة في منزلهم ، وذلك بعد عودتهم من ساحة التظاهر.
وتأتي هذه التظاهرات كإمتداد لحركة الاحتجاجات العامة التي شهدها ويشهدها العراق منذ اعوام للمطالبة بتحسين الواقع الخدمي ومكافحة الفساد وتوفير فرص العمل للشباب، فيما أضيف لدوافع الاحتجاج المستمرة هذه المرة سببين جديدين. الاول هو غضب شعبي ضد أمر رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي قبل يومين بنقل قائد جهاز مكافحة الارهاب الفريق الركن “عبد الوهاب الساعدي” الى إمرة وزارة الدفاع بدون أسباب واضحة، الامر الذي اعتبره الجمهور عقاب غير مبرر لقائد ميداني مهم كالساعدي كان له دور أساسي في عمليات التحرير من عصابات داعش، و دليل اضافي على الفساد والمحسوبية المتفشي في اركان الدولة العراقية.
والسبب الثاني هو تحرك الشباب من حملة الشهادات العليا في وقت سابق بالتظاهر ضد تعطيلهم عن العمل وعدم توفر فرص العمل لهم ومقابلة هذه الاحتجاجات بالقمع.
وفي بغداد إنطلقت الاحتجاجات بسلمية تامة في ساحة التحرير بدعوة من تنسيقيات الاحتجاج التي تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي للتحشيد للتظاهر. وحاول المحتجون كسر حاجز قطع وسائل الاتصال و التعتيم الاعلامي الشديد على الاحتجاجات، مطلقين هاشتاك باللغة العربية والإنكليزية بعنوان : انقذوا الشعب العراقي، تحول الى ترند لكسب مزيد من الاهتمام الدولي
الشاب مرتضى من مدينة الصدر، الذي استشهد اخيه في الحرب ضد داعش ، خرج محتجاً في هذه التظاهرات حاملاً لافتة كتب عليها (يا ايها الجندي لا تطلق النار، امك وامي تبكيان بنفس الدموع انت تقاتل من اجلي و انا اتظاهر من اجلك)، خرج الشاب مرتضى بكل سلمية ليطالب بحقوقه ولكن رصاصات الموت لم ترأف بشبابه ليكون قتيل هذه المظاهرات التي كان من المفترض ان تكون سلمية.
و قد احدث استشهاد الشاب مرتضى موجة كبيرة من الغضب في ارجاء العاصمة بغداد عامة ومدينة الصدر خاصة، مما ادى الى تجمع المحتجين من مدينة الصدر وقطع الطريق السريع لقناة الجيش في ساعات متأخرة من الليل لتمتد هذه المظاهرات لتشمل مناطق الحسينية القريبة من مدينة الصدر والزعفرانية غرب بغداد. تم بعدها إغلاق الطرق المؤدية الى هذه المناطق مع إغلاق تام لساحة التحرير الميدان التقليدي للتظاهر، ومنع المتظاهرين من الوصول اليها، فيما ذكر شهود عيان : (استخدام القوات المسلحة للرصاص الحي و الغاز المسيل للدموع في منطقة الزعفرانية في اليوم الثاني للتظاهرة، الثاني من تشرين الاول).
اجتمع المتظاهرون وانطلقوا بأتجاه ساحة الطيران لتأدية صلاة مشتركة لا خلاف فيها بين اي طائفة او مذهب لتشير الى وحدة الشعب واخوتهم و تجاوزهم جميع الانقسامات الطائفية والدينية ليجتمعوا على هدف واحد وهو المطالبة بحقوقهم في هذه المظاهرة التي احتشد فيها الاف المتظاهرين لأول مرة منذ وقت طويل.
كما انضمت عدد من النساء الى صفوف المتظاهرين للمطالبة بالحقوق والتحشيد لمشاركة النساء في التظاهرت، ولعل ابرز مشاهد دعم النساء للمتظاهرين هو ما تداوله نشطاء لفيدو لسيدة بسيطة تبيع المناديل توجهت الى ساحة التظاهر لمساعدة الشباب المصابين بقنابل الغاز. قامت هذه السيدة البسيطة بتوزيع المناديل على المتظاهرين بملامح تملؤها مشاعر حب الوطن والقلق على الشباب المنهك.
و وردت اخبار عن اصابة ثلاث نساء في ساحة الطيران وسط بغداد و نقل اثنان منهم الى مشفى الشيخ زايد بسبب تعرضهم الى الاختناق. ونشر النشطاء فيديو عن متظاهرات من النساء كان لهم دور قياي في التضاهر. ويردد المتظاهرات في الفيديو ادناه شعارات عن سلمية التظاهر وعن بطلان القمع ضد المحتجين.
وبالرغم من قلة تواجد الكوادر الاعلامية من القنوات العراقية او العربية في موقع التظاهرات، تم تسجيل عدد من الاعتداءات على الصحفيين الذين يحاولون تغطية الاحداث من خلال تكسير معداتهم، وهنالك أنباء عن اصابة احد الصحفيين بطلق ناري واعتقال مراسلين لقناه الرشيد منهم ارشد الحكم وعلي فاضل في ساحة الطيران ثم اطلاق سراحهم بعد ساعات. و يستمر التعتيم الشديد للاحداث حيث ان اغلب الاخبار التي تنتشر تكون عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي و البث المباشر من خلال المتظاهرين انفسهم و شهود العيان. فيما يتحدث النشطاء عن حظر لموقع فيسبوك كونه الشبكة الاجتماعية الاوسع والتي يستخدمها النشطاء في تغطية اخبار الاحتجاج مع توقعات بحظر كامل لشبكة الانترنيت في الساعات القادمة، إذ تداول عدد من الجمهور الغاضب على مواقع التواصل الاجتماعي بعض التقنيات للتواصل مع العالم الخارجي في حال قطع الانترنيت وتعتيم الاحداث امام الرأي العام، حيث شهد الشارع العراقي وضع مشابه خلال تظاهرات تموز من العام الماضي.
كما تضامنت عدد من منظمات المجتمع المدني مع المتظاهرين السلميين ، واصدرت جمعية الامل ومركز النماء بياناً عن المظاهرات ذكرت فيه: (ان ما حدث اليوم هو اعتداء صارخ و صريح على حرية التعبير عن الرأي و التجمع السلمي و انتهاك للمواد الحقوقية و الدستورية و الاتفاقيات و المعاهدات التي صادق عليها العراق) لقراءة البيان كاملاً اضغط هنا. من جانب اخر اصدر تحالف أوهارد لحقوق الانسان بياناً أدان فيه استخدام القمع والقوة المفرطة من قبل الشرطة وقوات منع الشغب ضد المتظاهرين العزل، للاطلاع على البيان كامل اضغط هنا. واعد مركز الخليج العربي للمدافعين عن حقوق الانسان بالتعاون مع منظمات اخرى بيانا عن التظاهرات تداوله عدد من النشطاء. كما واصدرت منظمة العفو الدولية بيان حول الاحتجاجات.
من الجدير بالذكر ان التظاهرات الحالية هي الأولى من نوعها بهذا الزخم والتحشيد خلال ولاية حكومة رئيس مجلس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي، غير انه لا جديد يذكر على مستوى التعاطي الحكومي مع حركة الاحتجاج ومطالبها، في مشهد منسوخ من تعامل الحكومات السابقة معها، حيث كان ولا يزال الاجراء الحكومي الأبرز للتعاطي مع مطالب المحتجين هو قمع الاحتجاج وترهيب المتظاهرين، في إشارة واضحة الى انه لا تغيير على مستوى الكيفية التي تدار بها البلاد مع تغيير الحكومة. علماً ان حكومة عبد المهدي الحالية هي وليدة تحالف لعدد من القوى التي كانت حاضرة سابقاً في ساحات الاحتجاج.
إن من ابرز المفارقات التي نشهدها اليوم هو ان يوم الثاني من تشرين الاول يمثل اليوم العالمي لللاعنف وهو تاريخ ميلاد المهاتما غاندي، زعيم حركة استقلال الهند ورائد فلسفة واستراتيجية اللاعنف. اليوم الذي كنا نتمنى على الحكومة العراقية ان تحترم فيه وسائل النضال اللاعنفي واهمها الاحتجاج والتظاهر، وان تتعامل مع المتظاهرين بعقلية منفتحه متفهمة لمطالبهم وداعية لمفاوضات حول تلك المطالب. ان الحكومة العراقية مطالبة بإحترام حق التظاهر والتعبير عن الرأي الذي كفله الدستور كما انها مطالبة بإحترام الخيار اللاعنفي كوسيلة للتغيير الاجتماعي والسياسي. يجب ان تتوقف التجاوزات على المتظاهرين اللاعنفيين وان يتم فتح تحقيق فوري عن من تسبب في قتل وجرح المتظاهرين العزل. كذلك على الحكومة اطلاق سراح المعتقلين من المتظاهرين في بغداد والناصرية والكوت.
وتطالب مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI) الامم المتحدة وبعثتها في اللعراق (اليونامي) ومكتب الاتحاد الاوربي في بغداد الى ضرورة التدخل لدى الحكومة العراقية كون ما يحل من انتهاكات تمثل خرقاُ لإلتزام الحكومة العراقية امام المجتمع الدولي في احترام حقوق الانسان وحرية التعبير عن الراي.