واقع مدينة هيت في ظل جائحة كورونا
نظمت منظمة شاقوفيان للتنمية والثقافة مساء يوم الأربعاء الموافق 20 آيار/ مايو 2020، وعبر خدمة ماسنجر رووم، ندوة الكترونية حول (واقع مدينة هيت في ظل جائحة كورونا)، التي استضافت فيها متحدثين مختصين من المدينة، وجرى الحديث عن الواقع الصحي في مدينة هيت، وطبيعة إجراءات خلية الازمة وتأثيراتها الإيجابية والسلبية على المدينة، والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية للحظر الصحي.
تحدث الدكتور فؤاد الهيتي اخصائي الباطنية في مستشفى هيت العام عن الواقع الصحي في المدينة بعد تفشي كورونا فايروس في البلد، وبين أن النظام الصحي في العراق بشكل عام ربما يكون عاجز عن صد فايروس بهذه الخطورة والأمر يتوقف على درجة وعينا ووعي المواطنين والتزامهم بالتعليمات الوقائية، وأكد بأن مدينة هيت وعلى الرغم من ضعف نظامها الصحي خصوصا بعد الدمار الذي لحق بالمؤسسات الصحية نتيجة الحرب الا انها الى اليوم تمكنت من ضمان عدم وصول الفايروس إليها وهذا يعود إلى نجاح الآليات التي اعتمدتها صحة هيت من حملات التوعية والتعفير والتعقيم، إضافة الى جهود الكبيرة التي مازالت تبدلها الكوادر الصحية في تأمين الخدمة الصحية لمواطني المدينة.
اما الأستاذ نهاد العاني، عضو خلية الازمة في المدينة، فتحدث عن طبيعة الإجراءات وتأثيرها على الحياة في المدينة، وبين أن لكل عمل إيجابياته وسلبياته، فالحظر الصحي هو اجراء سليم خصوصا مع زيادة اعداد المصابين في البلد، وخلية الازمة في المدينة تدرك بأن واحدة من اهم السلبيات هو عدم معالجة الوضع الاقتصادي لشريحة واسعة من مجتمع المدينة والبلد بشكل عام، ومع كل ذلك ولعدم تسجيل المدينة إصابات فهناك نية لدى أعضاء خلية الازمة لتخفيف الإجراءات بشكل تدريجي وضمان مزاولة أصحاب المهن أعمالهم شرط التزامهم بالتباعد الاجتماعي والتعليمات. وبين ان بعض الخروقات التي حصلت في مواضع معينة والمتعقلة بالحقوق والحريات ناتجة عن فهم افراد في الأجهزة الأمنية بأن الحظر هو حظر أمنى وليس حظر صحي ولذلك نعمل على إشاعة هذا الفهم ومنع وقوع احداث مماثلة من خلال تنسيقنا مع الجهات الأمنية. وشدد الأستاذ نهاد العاني على أهمية إلتزام أهالي هيت بتعليمات خلية الازمة في المدينة وذلك لضمان عدم وصول الفايروس لها.
وفي ختام الندوة، تحدث الكاتب والناشط حارث الهيتي، عن التداعيات الاقتصادية والاجتماعية في مدينة هيت بظل حائجة كورونا فايروس، وأكد على أهمية وجود خلية ازمة طارئة لمعالجة هذه التداعيات، وأهمية إيلاء العناية الكافية للعوائل النازحة ومعالجة وضعها الإنساني، وضرورة إطلاق حملة إغاثة شاملة على مستوى المدينة تنسق لها حكومة المدينة مع المجتمع المدني الذي ظهر بصورة مميزة من خلال سرعة استجابته ودوره في تعزيز سبل التكافل الاجتماعي داخل مدينة هيت التي واجهت ظروفًا غاية في الصعوبة منذ تطبيق إجراءات الحظر الصحي.
جدير بالذكر بأن الندوة تأتي ضمن سلسلة من الندوات الرقمية التي تعتزم المنظمة تنفيذها في ظل التباعد الاجتماعي الذي فرضه الفايروس على العالم، وهي بالشراكة مع المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي، ومنظمة CCFD، والمنتدى الاجتماعي العراقي، ومنتدى السلام في هيت.