رسالة من حملة أنقاذ نهر دجلة إلى مركز یونسکو للتراث العالمي، بمخاوف وطلبات المجتمع المدني لسد مکحول حول آشور والأهوار
قامت الحملة الدولية لإنقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية، بإرسال رسالة الى مركز اليونسكو للتراث العالمي، للتنديد بالتهديدات التي تتعرض لها ممتلكات التراث العالمي في آشور والأهوار، وركزت اتلرسالة على مخاوف ومطالبات المجتمع المدني. وجاء في نص الرسالة، التالي:
“نحن كائتلاف من منظمات المجتمع المدني من تسعة بلدان، ندعو الی حماية التراث في حوض دجلة والفرات. نود أن نعبر عن قلقنا لمركز التراث العالمي بشأن تنفيذ دولة العراق لسد مکحول، مما يعرض موقع آشور للتراث العالمي للخطر (قلعة شرقاط، المرجع رقم 1130) بالإضافة إلى ما لا یقل عن 184 موقعا أثریا آخر في المنطقة. نعتقد أيضًا أن ملء هذا السد وتشغيله ومشاريع الري المرتبطة به تشكل تهديدًا إضافيًا خطيرًا لقيم التراث الطبيعي في أهوار جنوب العراق (المرجع رقم 1481). إذ تعتمد أراضيها الرطبة على حجم وتوقيت تدفق المياه التي يسیطر عليها سد مکحول.
لقد بدأت أعمال بناء سد مكحول في مايو 2021، وجاري حالياً التحضير لإنشاء هیکل السد. يقع خزان سد مکحول على بعد 40 كيلومترا في اتجاه مجرى النهر عند منطقة آشور، ويغمر الجزء الجنوبي من المدينة القديمة لعدة أشهر خلال العام؛ ستعاني البقایا الأثرية من تسرب المياه اليها.
في تشرین الثاني 2002، تم تنظيم بعثة من قبل مركز التراث العالمي لتقييم تأثير بناء سد مکحول. وفي حينها، لم يتم تزويد الخبراء بأي معلومات تقنیة تتعلق بالسد أو بأي تقييمات للأثار البيئية أو التراثیة. وحتى الآن، لم يتم إتاحة تقييم كامل للمخاطر المحددة التي يواجهها الموقع الأثري أو التدخلات المطلوبة. وسيتطلب الموقع حماية من كل من مياه الخزان وعملیات التسلل والتسريبات النهائية إلى مواقع التنقيب الحالية والمستقبلية في آشور.
في أحدث تقرير عن حالة الحماية لعام 2020 (نُشر استجابة للقرار 43 COM 7A.18)، دولة العراق تطلب من مركز التراث العالمي “مساعدة تقنية من أجل الحفاظ على مدينة آشور والمواقع الأثرية في حوض سد مکحول “. نحن ندرك أن الاجتماعات قد عُقدت بين الدولة الطرف ومركز التراث العالمي والمركز الإقليمي للتراث العالمي في البحرين للتوصل إلى حل لحماية موقع التراث العالمي. نطلب من مركز التراث العالمي مشاركة نتائج هذه الاجتماعات.
نطلب من مركز التراث العالمي:
- مطالبة الدولة العراقية بنشر دراسة الجدوى / تقييم الأثر البيئي الذي يجب أن يدرس ليس فقط التأثيرات على موقع آشور ولكن أيضًا على المواقع الأثرية العديدة الأخرى التي قد يهددها سد مکحول وكذلك تأثير السد على بناء وتشغيل النظام الإيكولوجي لأهوار بلاد ما بين النهرين ضمن ممتلكات أهوار جنوب العراق للتراث العالمي؛
- توضيح بدائل السد التي تم النظر فيها، وما هي آثارها التراثية.
- توضيح موعد بدء تشغيل السد، ومقدار الوقت المتاح لإجراء أعمال الحفر والتنقيب والدراسات لإنقاذ الاثار المدفونة، وما إذا كان سيتم توجيه دعوة إلى البعثات الأثرية على المستوى الدولي للمشاركة في عملیات الحفر والدراسات المتعلقة بإنقاذ الاثار الواقعة في منطقة خزان سد مكحول.
- توضيح إذا كان مركز التراث العالمي سيساعد في إنقاذ أعمال الحفريات والتنقيب في 184 موقعًا أثريًا موجودًا في منطقة خزان السد إلى جانب المدينة القديمة.
- توضيح مدى تقلبات منسوب المياه في موقع آشور وما هي التغيرات الهيدرولوجية المتوقعة على أهوار جنوب العراق المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي أثناء ملء وتشغيل السد.
- بناءً على هذه المعلومات، ندعوا السلطة المعنية لتوضيح الخطة المقترحة للإنقاذ والتي سيتم تنفيذها في موقع آشور، وما هي تفاصيلها، مثل الجدار الساند المقترح وغيره.
- توضيح ما إذا كان يمكن تلبية متطلبات التدفق البيئي المستندة إلى أسس علمية إذا تم بناء السد وما هي المتطلبات التشغيلية المفروضة على خزان مكحول لحماية الأراضي الرطبة عند المصب.
- نرجوا توضيح ما ان سيتم ارسال فريق مشترك من المجلس الدولي للآثار والتراث (ICOMOS)ومركز التراث العالمي، وما هي تفاصيل هذه المهمة ان وجدت.
- العودة الى لجنة التراث العالمي قبل اتخاذ أي قرارات متعلقة بسد مكحول، وفيما يتعلق بالمنشآت التي يحتمل ان تتأثر.
وبالإشارة الى أجزاء من رسالتنا السابقة في نیسان 2021، نطلب من لجنة التراث العالمي مطالبة الدولة الطرف في العراق والبلدان المعنية بما يلي:
- إجراء تقييم بيئي استراتيجي على مستوى الحوض للسدود الحالية والمقترحة على نهري دجلة والفرات وروافدهما، مع تفويض محدد لتقييم التأثير المستقبلي على التدفقات إلى الأهوار. يجب إجراء التقييم البيئي الاستراتيجي وفقًا لإرشادات الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (IUCN) الخاصة بالتقييمات البيئية للتراث العالمي، مع إتاحة فرص للمشاركة العامة؛
- وقف تصميم وتمويل مشاريع السدود الجديدة حتى يتوفر تقييم بيئي استراتيجي لتوجيه هذه التنمية وإعلان استنتاجاتها ومراجعتها من قبل مركز التراث العالمي والاتحاد العالمي لحفاظ علی البیئة. بمجرد أن يصبح التقييم البيئي الاستراتيجي متاحًا، فإن تقييمات الأثر البيئي (EIAs) لكل سد كبير وخزان في أعالي النهر تحتاج إلى دمج استنتاجات التقييم البيئي الاستراتيجي بالكامل وتقديمها إلى WHC و IUCNللمراجعة؛
- مطالبة الدول الأطراف في تركيا وإيران اللتين تتحكمان في تدفق المياه من حوضي دجلة والفرات بالتعاون مع العراق لإعداد دراسات SEA ووقف مصادرة المياه وتحويل مجاري الانهار حتى تتم مراجعة استنتاج التقييم البيئي الإستراتيجي من قبل WHC والهيئات الاستشارية.
بإخلاص،
حملة انقاذ نهر دجلة