نداء للتعاون من اجل تنفيذ توصيات اليونسكو لأعتماد إدراج الاهوار العراقية على لائحة التراث العالمي
بيان صادر عن حملة انقاذ نهر دجلة
22/9/2016 منتدى الاجتماعي العراقي
في البداية تتقدم حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية بخالص التهاني للحكومة العراقية والشعب العراقي وكذلك مكتب اليونسكو في العراق على المنجز الذي تحقق بإدراج الاهوار العراقية على قائمة التراث العالمي . ان هذا الاهتمام الدولي يمثل خطوة مهمة في طريق حماية التراث البيئي للأهوار واستدامة البيئة المعيشية للسكان المحليين فيها .
وللمحافظة على هذا الانجاز،اصبح من الضروري الان على العراق ان يتابع بعناية تنفيذ التوصيات الواردة بقرار اليونسكو بخصوص الاهوار والتي تم طرحها في الدورة ال40 لجسلة لجنة التراث العالمي في اسطنبول , يوليو 2016. هذا القرار اورد توصيات بخصوص معالم التراث الطبيعي والثقافي للمواقع المدرجة (الاهوار الوسطى والحمّار الشرقي والغربي وهور الحويزة بالاضافة لثلاث مدن اثرية هي اور واريدو والوركاء) ، حيث اصبح من المهم اتخاذ المزيد من التدابير لمتابعة تنفيذ التوصيات خلال فترة زمنية محددة , وفي حال الفشل في تنفيذ هذه التوصيات في موعدها قدد تتعرض الاهوار للأزالة من لائحة التراث العالمي خلال مراجعة ملف الاهوار في الدورة 42 للجلسة لجنة التراث العالمي عام 2018 .
ونحن بدورنا وفيما يتعلق بالاهوار العراقية ، نطالب الحكومة العراقية بالتالي :
١– تقديم خطة إدارة شاملة ورسم خارطة الطريق تضمن الحفاظ المستدام للاهوار العراقية . نطلب من الحكومة العراقية توفير معلومات واضحة عن الإجراءات والعمليات التي اتخذت فيما يتعلق بتنفيذ خطة الإدارة .و ينبغي أن تطرح هذه الخطة بالتشاور مع كل من المجتمع المدني والمجتمعات المحلية في الاهوار
٢– استكمال الحماية القانونية لمناطق الأهوار ، وتقديم تفاصيل عن الخطط التي تم وضعها لدعم الحفاظ على المعرفة البيئية التقليدية لدى الرجال والنساء في مجتمعات السكان المحليين للاهوار .
٣– إجراء دراسة شاملة لمعرفة الحد الادنى لتدفقات المياه اللازمة من أجل الحفاظ على المنسوب الطبيعي للاهوار ، كما هو مطلوب في قرار اليونسكو . ندعو الحكومة العراقية للعمل جنبا إلى جنب مع الأكاديميين والمجتمع المدني من أجل إنتاج مثل هذه الدراسة .
إن التنمية المستدامة للأهوار العراقية والثقافة البيئية والمعارف التقليدية للسكان المحليين في الأهوار تعتمد على استمرار توافر المياه العذبة من نهري دجلة والفرات . سدود المنبع ، تسبب الحد من تدفق المياه وكذلك زيادة تلوثها ، وهذا يضع كل من التراث البيئي والثقافي لأهوار جنوب العراق عرضة للخطر . وعليه ، نطالب الحكومة العراقية إجراء حوار مع تركيا وإيران فيما يتعلق بوقف بناء سدود على نهر دجلة وروافده ، وخاصة سد اليسو ، هذا المشروع التركي الذي شارف على الانتهاء تقريباً ويقع على نهر دجلة في تركيا ، وسد داريان ، الذي لا يزال قيد الانشاء ويقع على نهر سيروان في ايران (المعروف باسم نهر ديالى في العراق) احد روافد نهر دجلة . يجب تقييم الآثار الناتجة عن استمرار بناء السدود من حيث انخفاض تدفقات المياه في الاهوار العراقية . ونحن نشدد على الحاجة إلى مفاوضات دولية لتقسيم عادل لأسهم الحصص المائية لنهري دجلة والفرات بين الدول المتشاطئة . داخل العراق ، تدعو الحملة إلى التنسيق الكامل والمتكامل بين حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية فيما يتعلق بإدارة الموارد المائية المشتركة ، وخاصة في قضية بناء السدود أو مرافق المياه على أي من الانهر الرئيسية .
نحن نعتقد بأن المجتمع المدني والمجتمعات المحلية لديها دور أساسي لتلعبه في الحفاظ على التراث البيئي والثقافي لبلاد ما بين النهرين ، وعلى وجه الخصوص السكان المحليين للأهوار . في السنة المقبلة ، يجب على الحكومة العراقية التعاون مع المجتمع المدني والمجتمعات المحلية خلال عملية تنفيذ توصيات اليونسكو بشفافية كاملة .
هذا و من اجل إشراك اكبر للمجتمع المدني في ملف الأهوار ، أجرى حماة دجلة شركاء حملة إنقاذ دجلة والاهوار العراقية جلسة حوارية بعنوان ” ماذا بعد ادراج الاهوار على لائحة التراث العالمي ” وذلك ضمن فعاليات الموسم الثالث من المنتدى الاجتماعي العراقي في 22 سبتمبر 2016 .