المنتدى الاجتماعي العراقي ينظم ندوة رقمية حول المشاركة السياسية وخيارات المقاطعة والمشاركة في الانتخابات
عقد المنتدى الاجتماعي العراقي عبر تطبيق زووم، يوم الخميس 8 تموز/ يوليو 2021، ندوة إلكترونية بعنوان “المشاركة السياسية وخيارات المقاطعة والمشاركة بالانتخابات”. والتي استضاف فيها كل من د. حسين الهنداوي مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات، والأستاذ وسام جعفر المدير التنفيذي لمنظمة تواصل، والأستاذ ياسر السالم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.
وقد تناول المتحدثون موضوع المشاركة السياسية ودورها في بناء الدولة خاصة الدولة التي تواجه تحديات عديدة على مختلف الأصعدة مثل الدولة العراقية ما بعد عام 2003، وتحديدا وضع الدولة وشكل البناء ما بعد انتفاضة تشرين التي أسهمت بشكل واضح في إثارة الحوارات والنقاشات حولها نظرا لما تواجهه من تعقيدات الناتجة عن طبيعة النظام السياسي الذي أفرغ مفهوم المشاركة السياسية من محتواه واضعف من دورها في إعادة بناء الدولة العراقية على أسس المواطنة والديمقراطية.
استعرض الأستاذ وسام جعفر مفهوم المشاركة السياسية بإطارها العام ودورها في تعزيز الحياة السياسية وبالتالي تعزيز النظم الديمقراطية وتطويرها بما ينسجم والتوجهات الوطنية، وبين أن المشاركة السياسية لها دور بالغ الأهمية يتمثل أساسا في استهاض دور الدولة على المستوى الوطني والدولي وتعزيز مكانتها وقيمتها داخليا وخارجيا ولكن المفهوم في العراق افرغ من محتواه واصبح مفهوما مختزلا لا يعبر إلا عن مصالح طموحات تندرج ضمن اطار المصالح الضيفة. أما بالنسبة إلى مشاركة النساء والشباب وما هي التحديات والفرص، فقد بين أن التحديات عديدة بعضها ناتجة عن أسباب ذاتية وأخرى موضوعية، وأن التحديات ليست بالمشاركة وحدها وإنما بآلية المشاركة والكيفية خصوصا مع وجود تعقيدات حقيقية على المستوى القانوني والسياسي والتقني تحد من مشاركتهم التي يتم التعبير عنها بالانتخابات والترشح ولكن وجود قانون الانتخابات الحالي فهو يعد تحديا كبيرا أمامهم فهو – أي القانون – عمق الأزمة الحالية خصوصا مع بدء التحضيرات لإجراء الانتخابات، والخيارات المتاحة أمام القوى السياسية الشبابية أن تحدد توجهاتها ورؤاها بشكل يعزز أحقيتها تحديدا بعد انتفاضة تشرين التي أفرزت قوى سياسية طموحة.
الدكتور عبدالحسين الهنداوي، تحدث عن الانتخابات المبكرة وإمكانيات التغيير، فالانتخابات المبكرة ستساهم بقدر جيد في إحداث تغييرات بسيطة ولكن يمكن اعتبارها جوهرية خاصة مع الضغط الذي أحدثته انتفاضة تشرين الذي ستظهر نتائجه خلال المرحلة القادمة. وبين أيضا أن الحكومة ملزمة بأن تكون الانتخابات بشكل عام نزيهة وآمنة على الرغم من وجود مخاوف حقيقة، وأن توفير البيئة الانتخابية الآمنة أحد الشروط الحاسمة لإجراء الانتخابات المبكرة التي يعول عليها حصول التغيير خاصة مع وجود إجراءات تتمثل في الدور الرقابي الذي ستضطلع به الأمم المتحدة، ووجود لجنة امنيه عليا، وتنفيذ العقوبات القانونية وتفعليها بما يخص المال السياسي، أما فيما يخص مشاركة القوى الوطنية التي انبثقت من تشرين فبين أن مشاركتها ستكون فاعلة فهي مؤمنة بالتغيير عبر صناديق الاقتراع والمشاركة الفاعلة بالانتخابات ولكن من جملة ما ينقصها هي المسألة التنظيمية فهي أمام تحدي ذاتي يجب أن تلتفت إليه وتعالجه بما يضمن مساهمتها الفاعلة.
الأستاذ ياسر السالم، فتحدث عن المقاطعة، يعد الحديث عن توفير أجواء مواتية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، تسمح للناخب والمرشح بالتعبير عن آرائهم بحرية وأمان، إلا ضربا من الخيال، وكلاما تدحضه الوقائع والأحداث يوميا وأكد بأن دعوات المقاطعة الحالية تنطوي على بعديين، الأول يتمثل في الدعوة المقاطعة المحددة بمطالب، بمعنى أن المشاركة معلقة إلا في حال تحقيق المطالب وهو ما عبرت عنه عدد من القوى الوطنية وتتمثل مطالبها بالكشف العاجل عن قتلة الناشطين والمتظاهرين، وتقديمهم إلى القضاء، وإنهاء ظاهرة السلاح المنفلت الذي لا تستقيم بوجوده أيّة ممارسة للتعبير الحر والمنافسة الانتخابية. والبعد الأخر هو ما يتم الدعوة إليه من خلال المقاطعة الشعبية للعملية الانتخابية والمشاركة برمتها بمعنى العزوف عن المشاركة السياسية والمشاركة بالانتخابات دون تبني بديل أو واضح وهو ما يمكن أن ترتاح له القوى السياسية الطائفية – الأثنية خاصة مع وجود قانون يسمح بإجراء الانتخابات دون تحديد لنسب المشاركة التي تعطي للعملية شرعيتها!.