المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

الساسةُ الحاكمون: أنتم المسؤولونَ عن ضياعِ العراقِ

بيان اصدره رجل الدين المتنور السيد حسين السيد إسماعيل الصدر

ايها الشعبُ الطاهرُ الممتحن؛

أتحدَثُ اليكم والالمُ يعتصرُ كلَّ كياني، الوجعُ، وجعُ الوطنِ، والكرامة، والشعب، وجعُ العراقِ، يهزُ كلَّ شعرةٍ في جسمي، فالانسانُ عندما يرى وطنَهُ يتمزّقُ كيفَ له انْ يبتسمَ، وكيفَ له ان يهنأَ، وكيفَ له انْ يشعر بالراحة والاطمئنانِ والسعادةِ، انَّ مثلَ هذا الانسانِ لا يعترفُ بكرامةٍ، ولا يقرُّ بعزةٍ، ولا يهتمُ الاّ بمصالحِهِ الذاتية المنغلقةِ، انّه بلا ضمير!
ايها الشعبُ الكريم؛

لطالما حذرتُ من هذا الواقعِ المزري الذي وَصَلَ إليه العراقُ، قلتُ مراراً للمسؤولين، من كلِ الاطياف والمكوناتِ، انّ عراقَنا في محنةٍ، وما عليكم سوى انْ تَعوا هذه الحقيقة المرةَ، وتعملوا على مواجهة الحقيقة بشجاعةٍ، وعلم، وحكمةٍ، وحنكةٍ، ولكن لم يسمعوا، ولم يعوا، لقد قالوا نعم: لمصالحِهم، ولا للوطن.

ليس الوقتُ وقتَ كلام، ولا وقتَ تنظير، وفيما تسقطٌ الموصلُ الحدباء، عين العراق، بوصلةُ الصلةِ مع العالم المتمدن، بيدِ الاوباش من القتلةِ والمنحرفين والدمويين، نجد هؤلاءِ الساسةَ لم يتفقوا على ابسطِ القواسمِ المشتركة، وبالتالي، فانّ الوضع ينذرُ بخطرٍ أكثرَ شراسة، واعمق ماساة!

إنّ هؤلاء الساسةُ، هُم المسؤولونَ عن ضياعِ العراقِ، وهم المسؤولونُ عن تمزيق هذا البلدِ الطاهر، وإلّا من هُوَ المسؤولُ عن ذلك يا ترى؟

اعرفُ سيقولون انها مؤامرةً اجنبية، ولكنّ السؤالَ، لو كانَ المسؤولونُ يعرفونَ واجباتِهمِ حقاً، هل تستطيعُ المؤامراتُ الاجنبيةُ ان تمزقَ العراقَ؟

يكمن السببُ الحقيقيُ في كلّ ما حَصَل هو قصورٌ وتقصير ساسةِ العراق، ولذلك، لا اقتنعُ بايِ تعليلٍ خارجَ هذهِ الدائرةِ الخاصة، نعم، هناك من يُريدُ تمزيقَ العراقِ من اعداءٍ تقليدين وجُدد لهذه التربةِ المقدسةِ، ولكن لو لم يجدْ هؤلاء في ساسةِ العراقِ من ضعفٍ وهوانٍ وَتَخلّف لما تمكنوا من ذرةٍ واحدة من ذراتِ الترابِ العراقي الطاهر.

targetirq_811050673_1402675906

 

لقد قالَ الروحانيون كلمتَهم اكثر من مرةٍ، قالوا للسياسيينَ، اجمعوا شملَكم، استقلوا بصناعةِ القرار السياسي، توجهوا لبناءِ البلد، ارفضوا منطقَ المحاصصةِ الطائفيةِ والعرقيةِ، ضعوا الرّجل المناسبَ في المكان المناسب، اتركوا الشتمَ والفضحَ المتبادل، انخرطوا في صفوفِ شعبكم ولا تعيشوا في القصورِ والبهرجةِ، انفتحوا على بعضكم، لبوّا نداءَ الجماهير باداءِ الخَدَمات، لا تتخموا الدولةَ باقاربِكم وانسابِكم واحسابِكم، اصلحوا مناهجَ التربية والتعليم، لا تبذرّوا المالَ العام على السفاسِف والشكليات، ولكنْ للاسفِ الشديد ليس هناك اذنٌ تعي، ولا ضميرٌ يلتهبُ بنار الحقيقةِ المرة، فكان ما كان!

اليوم اطالب وفي هذه المناسبةِ، ان تجتمعُ كلّ القوى المشاركةِ في العمليةِ السياسيةِ، لوضعِ النقاطِ على ا لحروف، وجوهرُ العملِ يجب انْ يكونَ هو الوقوف صفاً واحدا في وجهِ الارهابيين والقتلةِ والأفاكينَ، دفاعاً عن كل شبرٍ منْ ارضِ الوطن، الاستعانة بكلِ الطاقاتِ والقدراتِ لخوضِ معركةٍ شرسةٍ ضد المعتدين، انّ الوطنَ يناديكم بكلِ ما يملكُ من جراحٍ تنزفُ، ودموعٍ تنهمرُ.

إن هؤلاءِ القتلةِ سوفَ يعملونَ في بغدادُ كما فعلَ هولاكو، لا يبقونَ عرضاً، ولا كتباً، ولا خيراً، ولا بناءً، ولا نباتاً، ولا طفلاً، ولا رجلاً، ولا امرةً، لا سُنياً ولا شيعياً، لا عربياً ولا كردياً ولا تركمانياً، ولا أيّ ابن بنت بشر، الا يوقعِونَ به السيف، اخافُ على ماءِ دجلةَ والفرات ان يعودَ احمرَ!

هؤلاء وحوشٌ ضاريةٌ، سوف تاتي على كُلِ لحومِ البشر، فاستعدو ا كل طاقاتِكم للمواجهة.

أدعو في اخرِ كلامي الى مؤتمر لكل القوى الوطنيةِ والروحيةِ لاتخاذ موقفٍ موحدٍ، قائمٍ على دراسةٍ دقيقةٍ لحقيقةِ الوضع، وإلا نحنْ في خطرٍ عميم.

يا ابناءَ العراق، ساندوا القواتِ المسلحةِ، وكونوا عيوناً ساهرةً على شوارعِكم، واسواقِكم، وبيوتِكم، وَرُصّوا الصفوفَ، فانّ الاتحادَ قوةٌ والتفرقة ضعفٌ، والله الموفق للصواب.