حرية المرأة : اغتصاب وخطف نفذتها داعش وما نعيشه نتيجة للاحتلال والطائفية
بيان منظمة حرية المرأة
حول احتلال داعش للموصل والمدن الغربية
يمر المجتمع العراقي بأزمة غير مسبوقة تعمل على تهديد مستقبل التعايش السلمي بين افراده، وتسعى لتأليب حملات ابادة جماعية وحرب أهلية طاحنة بناءً على هويات طائفية تم تثبيتها وتكريسها خلال عقد من الاحتلال الامريكي.
سقطت مدينة الموصل ومن ثم تكريت، ومن قبلها الفلوجة امام زحف قوات قليلة العدد من تنظيمات داعش. ولا يزال القتال دائراً حول تلعفر وسامراء ومدن المنطقة الغربية، والتي ان نجحت مساعيها، لاصبح جزء كبير من المجتمع العراقي يرزح تحت حكم اسلامي وحشي لا يمتّ الى الأزمنة الحديثة بصلة. حكمٌ يرى في الانسان عدواً يتطلب التقويم والزجر والضرب والقتل الى ان يُردع ويهتدي، حكمٌ إعتاد القتل لـ “المرتد” والابادة الجماعية ضد الخصوم الدينيين والسياسيين، حكمٌ يرى في المرأة مجرد لحم وجسد لامتاع المجاهدين، ويشرّع من الفتاوى لضمان تحقيرها باعطاءها هدية لأمراء الخلافة والاغتصاب تحت مسّمى الجهاد. وبالرغم من كل وحشيتهم وقلة عددهم انضم لهم عدد ليس بكبير نسبياً من الأهالي بسبب النقمة من القمع الطائفي المنظّم ضدهم على مدار دورتين من حكم المالكي.
تسببت سياسات الاحتلال الامريكي بتقوية الاسلام السياسي الشيعي، وتسليمه مقاليد الامور، مدّعيين بانهم قد نفّذوا الديمقراطية في العراق. وكأنهم لا يعرفون بان المجاميع الدينية الحاكمة لا تتأخر ابداً بالبطش بباقي الاديان والطوائف، بطرق مباشرة وغير مباشرة. والأنكى من ذلك، كون الإعلام الامريكي يحاول تصوير العراقيين كمجاميع طائفية متحاربة منذ الأزل، منكرين بانهم هم الذين خططوا لتقسيم العراق حسب الاديان والطوائف والقوميات، بل وكانوا الراعين والممولين لتشكيل الأحزاب العراقية على هذا الأساس. وها نحن نستلم نتائج مرحلة متطورة من هذه السياسات.
اقتادت الوحوش البشرية لتنظيم داعش مئات الجنود العراقيين لمواقع تنفيذ حكم الإعدام الجماعي، معلنين للعالم بذلك استهتارهم بكل القيم الانسانية تحت مسمى “الجهاد”. كما وقاموا بدق أبواب الأهالي في الدندان والوحدة وحي الزهور في مدينة الموصل واقتادوا ثمانية عشرة فتاة الى عقوبة الاغتصاب من قبل أمراء الحرب الداعشيين تحت مسمى “جهاد النكاح”، متسببين بانتحار أربعة من هذه الضحايا بالإضافة الى اخ احداهن، ممن لم يحتمل حياته بعد عدم تمكنه من منع مقاتلي داعش من اقتياد اخته الى الاغتصاب. ولم يكتفوا بذلك، بل وقطعوا الايدي وجلدوا من يتفوه بكلمة داعش مختصرةً ودون تعظيم، اي ان ممارساتهم اتت مزيجا من وحشية البعث يضاف لها ميل شوفيني بدائي للتحقير والاستعلاء الديني.
بينما يسعى المجتمع العراقي لاستيعاب صدمة عدم وجود دولة مقتدرة، يتم سوق ملايين من الشباب المتطوع ومن دون اي تدريب الى ساحات قتال شديد وشرس يأتي تمويله من دول الجوار التي تراهن على بديلها في العراق. كما وتقوم حكومة المالكي بالاستعانة بالقيم “الوطنية” وتدفع بالشباب بمحرقة الموت دفاعا عن مكتسباتها وحكومتها الطائفية، التي لا تجيد سوى الفساد، وأتى اليوم الذي ندفع به جميعنا الثمن، ثمن اضحوكة العملية السياسية في العراق.
وتتفرج الحكومة الامريكية على المآسي والحروب المليونية الناتجة من احتلال العراق ومن تشجيع السياسات الطائفية السامة على مدار عقد من الزمن، بينما يصرّح اوباما بعدم القلق لكون “… تصدير النفط من العراق سيظل ثابتاً”.
تعلن منظمة حرية المرأة تضامنها مع سكان المدن المحتلة، وتدعو التحرريين لتنظيم لجانهم الشعبية لغرض الدفاع عن انفسهم وكذلك الدفاع عن النساء من اعتداء جلازوة داعش عليهن. وسوف تسعى منظمة حرية المرأة لايجاد الطرق الكفيلة لفتح بيوت ايواء للنساء لحمايتهن هذه الوحوش البشرية. وتطلب منظمة حرية المرأة من المنظمات والاطراف الدولية المسؤولة التدخل السياسي والدبلوماسي لايقاف هذه الكارثة من التحول الى صراع طائفي يأتي على الملايين ويستمر الى ان تضمحل كل آثار المدنية في العراق. وعلى حكومة المالكي، التي كانت مسؤولة عن تدهور الاوضاع السياسية والشق الطائفي، ان ترحل، ولن نسمح لها بالتلاعب بمصائر الجماهير بعد الآن.
عاشت أهالي ونساء الموصل وتكريت والفلوجة وتلعفر حرة أبية
ولتسقط الدواعش الارهابية خليقة تنظيمات القاعدة الاجرامية والاحتلال المقيت
ينار محمد
منظمة حرية المرأة في العراق 16/06/2014