المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

كردستان مستعدة لحرب المياه!

نقاش | موكريان كاوة | السليمانية

?????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????

مرات عدة هدد فيها إقليم كردستان بقطع المياه عن مدن الوسط والجنوب بعد الأزمات المتلاحقة مع حكومة المالكي حيث بعث المسؤولون في إقليم كردستان برسالة إلى الحكومة العراقية منذ شهور مفادها “تدبروا أمركم ولا تعتمدوا على مصادر إقليم كردستان المضمونة”.

ويمتلك إقليم كردستان اكبر ثروة مائية ومنابع للمياه العذبة على مستوى العراق، ففضلا عن المنابع المائية التي تصب في أراضي الإقليم من الحدود الجبلية لإيران يضم آلاف المنابع والأنهار.

أربعة أنهار رئيسية تأتي من الأراضي الإيرانية وتصب في إقليم كردستان هي الزاب الكبير والزاب الصغير وسيروان والون كما تضم محافظات الإقليم الثلاثة اليوم ثلاثة سدود رئيسية هي دوكان ودربنديخان ودهوك مع ثمانية سدود صغيرة و65 سداً آخر أصغر تستخدم لتخزين المياه كما يجرى العمل على بناء ثلاثين سداً آخر باحجام مختلفة من قبل حكومة إقليم كردستان.

وتعتمد مناطق محافظة ديالى من جلولاء وحتى حمرين وصولاً إلى بغداد وكذلك محافظة كركوك والحويجة وطوزخورماتو وسامراء وتكريت إلى بغداد وأبعد منها في تأمين مياه الشرب والري على المياه التي تصلها من إقليم كردستان.

ويمكن لسدي دربنديخان ودوكان في محافظة السليمانية تأمين المياه العذبة لمساحة شاسعة من المناطق العربية في العراق لذلك يمكن لإقليم كردستان أن يستخدم ذلك كورقة سياسية في أي خلاف قد ينشب بين بغداد واربيل.

المسؤولون في الإقليم أبلغوا الحكومة المركزية بعد الخلاف السياسي بين اربيل وبغداد خلال شهر شباط (فبراير) الماضي إن لديهم برامجهم وحساباتهم الخاصة لفتح المياه وإن مستوى المياه قد انخفض هذا العام مقارنة بالعام الماضي لذلك يجب أن لا يعتمدوا في الزراعة على الاقليم حيث يمكنه ان يؤمن لهم مياه الشرب فقط ولن يتمكن من تأمين مياه الري للزراعة الشتوية والصيفية.

أكرم أحمد المدير العام للسدود ومخازن المياه في إقليم كردستان قال إن السدود الموجودة حالياً في الإقليم يمكنها تخزين حوالي 500 متر مكعب من المياه وإن الخطر الرئيس الذي يهدد الإقليم هو بناء سدود في ايران وتركيا على معظم منابع المياه التي تصب في اراضيه.

فالجمهورية الاسلامية الايرانية تعمل على بناء أكثر من ثلاثة سدود وأنفاق كبيرة ستعرِّض بمجرد الانتهاء من بنائها إقليم كردستان إلى خطر الجفاف.

اما رحمان خاني مدير سد دربنديخان فقد حذر من إن مياه بحيرة دربنديخان ستنخفض بنسبة (75 في المائة) عند الانتهاء من بناء تلك السدود وهي نسبة كبيرة بالنسبة لسد مهم مثل دربنديخان.

كاروان صاحبقران المختص في المجال الجيولوجي والمياه الجوفية أعرب عن تفاؤله بأن إقليم كردستان لن تتعرض لخطر كبير جرّاء المخاطر التي قد تهدد المياه مستقبلاً وإن بامكانه تأمين المياه العذبة ولن يكون بحاجة إلى استيرادها من الدول الأخرى.

وأضاف صاحبقران لـ”نقاش” إن ” كردستان وتركيا وإيران والعراق يعتبرون مصادر كبيرة للمياه العذبة وإن نهري الدجلة والفرات الذين تسيطر عليهما تركيا يعتبران من أبرز هذه المصادر كما إن إقليم كردستان يمتلك آلاف المنابع التي يمكن أن تؤمن كما هائلاً من المياه.

وأكد على ضرورة التعامل بحكمة مع تلك المصادر والمنابع الكثيرة وتخزينها بواسطة السدود والاستفادة منها باعتماد سياسة ذكية، وإذا تعاملت حكومة الإقليم مع تلك المصادر المائية بشكل جيد فإن بامكانه استخدامها في التعامل مع الحكومة العراقية كضغط سياسي مستقبلاً إذا أصرَّت بغداد على الاستمرار في معاقبة الإقليم.