تفاقم ازمة المياه في العراق : أهالي المجر الكبير “تحول نهرنا إلى مأوى للطحالب والنفايات”
المدى برس / ميسان
شكا اهالي قضاء المجر الكبير جنوبي محافظة ميسان، اليوم الخميس، من شح المياه وتحول النهر الذي يمر بالقضاء إلى مأوى للطحالب والنفايات، وفيما أكدوا أنهم يلجأون لشرب المياه واستعمالها للغسل رغم عدم صلاحيته للاستهلاك، دعا مسؤولون الحكومة العراقية الجديدة إلى التفاوض مع تركيا بشأن المياه، محذرين من مواجهة العراق كارثة “اقتصادية وبيئية وإنسانية” جراء شح المياه في جميع المحافظات.
وقال المواطن رحيم عبد الزهرة السراي من اهالي المجر الكبير في حديث إلى (المدى برس)، إن “ما يحدث الآن في قضاء المجر الكبير، (30 كم جنوبي مدينة العمارة)، مؤشر خطير قد يصيب المنطقة بكارثة بيئية لما يشهده القضاء من شح في المياه وتحول النهر الذي يمر بالمنطقة إلى مستنقعات وبركة وسط انتشار كثيف للطحالب المائية والنفايات”.
وأضاف السراي البالغ من العمر (45 عاماً)، “كان نهر دجلة الذي يمر بقضاء المجر الكبير من الأنهر التي تعرف بقوة جريانها حتى انه يصب في منطقة الوادية التي تنشر فيها الأهوار وتوفر بيئة للزراعة وصيد الأسماك”، مبينا أنه “بعد العام 2003، بدأ النهر المار بالقضاء بالتراجع الواضح في منسوب المياه إلى أن أصبح على هذه الحال”.
وأشار السراي إلى أن “أهالي القضاء يستخدمون هذا النهر للشرب والغسل والآن هو عبارة عن بركة تحيطها الأوساخ والعبوات الفارغة من عبوات المياه وهذا يخلف تلوثاً كبيراً في البيئة والتي ستشكل خطراً واضحاً على أرواح المواطنين”.
من جانبه دعا الخبير في المجال الاقتصادي والشؤون المائية محمد فنجان في حديث إلى (المدى برس)، الحكومة العراقية الجديدة إلى “التفاوض مع تركيا التي أصبحت تقايض المياه مقابل مصالحها في العراق ومناقشة ملف المياه أولاً لان العراق سيواجه كارثة اقتصادية وبيئية وإنسانية جراء شحة المياه في كل مدن العراق”.
وتابع فنجان انه “في حال بقاء الأزمة المائية من دون حلول مستقبلية سيواجه العراق إرهاب من نوع آخر بجانب الإرهاب الدموي وسيقتل هذا الإرهاب المواطنين ببطء لأن المياه عنصر أساس في ديمومة الحياة”.
من جهته قال عضو مجلس محافظة ميسان سرحان الغالبي في حديث (المدى برس)، إن “قضاء المجر الكبير وكل القرى والنواحي القريبة عليه تعاني شحاً ونقصاً كبيراً في المياه التي تحول فيها أحد افرع نهر دجلة المار بالقضاء إلى بركة من الطحالب”، داعياً الدوائر ذات العلاقة ودوائر الري والموارد المائية إلى “اخذ دورها في كري النهر المتواصل بسب عدم جريانه وتوقفه التام”.
واكد الغالبي على ضرورة ان “تقوم الحكومة بالدرجة الاولى بدور كبير في إيجاد حلول سريعة لانقاد أرواح المواطنين الذين قد تصيبهم الأمراض والاوبئة جراء استخدامهم هذا الماء الذي لا يصلح إلى الشرب او استخدامات الغسيل”.
يذكر ان مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي اعلن، في (6 نيسان 2014)، أن تنظيم (داعش) والبعثيين و”أيتام النظام السابق في مدينة الفلوجة قطعوا المياه عن مناطق الوسط والجنوب”، واكد أن هذا التصرف يخلو من معاني الشرف والرجولة”، وفيما هدد بـ”استخدام اقصى درجات القوة لإنقاذ حياة الناس والأراضي الزراعية”، داعياً المواطنين وخاصة أهالي الأنبار إلى “تحمل مسؤولياتهم الشرعية والوطنية في دعم القوات الأمنية، لكن القوات الامنية تمكنت بعدها من فتح سد الفلوجة واعادة المياه الى طبيعتها.
يشار إلى أن مناسيب نهري دجلة والفرات انخفضت كثيراً خلال السنوات الماضية (إلى النصف بحسب ما أكدت وزارة البلديات في وقت سابق من عام 2012)، من جراء تقليل إيران وتركيا وسوريا الإطلاقات المائية إلى العراق، أو قطع الروافد المائية الواصلة إلى العراق أو تحويل مسارها، مما أثر بشكل كبير في واقع الاقتصاد العراقي الذي يشكل القطاع الزراعي نسبة كبيرة منه، كما أدى إلى تردي نوعية المياه وزيادة نسب التلوث والملوحة فيها مما أثر أيضاً في البيئة وفاقم من الأمراض.