هيئة محلفين تنظر في مصير حراس بلاك ووتر المتهمين بالقتل في العراق!
بغداد/واي نيوز
المحاكمة التي امتدت طوال أشهر الصيف لأربعة من حراس شركة بلاكووتر في تهمة إطلاق نار على أكثر من ثلاثين عراقيا هي قصة أرواح تزهق وقرارات حياة أو موت وسط فوضى الحرب.
فعلى مسافة نحو 10 آلاف كيلومتر من بغداد، تعد تلك المحاكمة هي أمل الناجين وعائلات الضحايا لمحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف التي دارت في ساحة النسور يوم السادس عشر من سبتمبر أيلول 2007. وبعد عشرة أسابيع من الدفوع والشهادات ستنظر هيئة محلفين القضية اليوم الثلاثاء.
ويواجه أحد الحراس، وهو نيكولاس سلاتن، حكما بالسجن مدى الحياة في حال أدين في تهمة القتل من الدرجة الأولى. أما الثلاثة الآخرون – بيتر سلو، وداستن هيرد، وإيفان ليبرتي – فيواجهون أحكاما لا تقل عن ثلاثين عاما في السجن لكل منهم في حال أدينوا في تهمة خاصة بالسلاح وجناية أخرى.
سبع سنوات من الإجراءات القضائية حتى وصلت القضية الى المحكمة تغيرت فيها كثير من الأوضاع في العالم. لكن بالنسبة للمدعين الفيدراليين الساعين للحصول على أحكام بالسجن بحق المتهمين تعتبر القضية مسألة عدالة.
ولتقريب صورة ما تؤديه طلقة من إعاقة مدى الحياة جلب الادعاء شاهدا عراقيا واحدا وأمرته بخلع بعض ملابسه لعرض إصاباته على هيئة المحلفين المشكلة من ثماني نساء وأربعة رجال، من بينهم موظفون حكوميون وعسكريون سابقون.
وأثناء استجواب الادعاء أحنى شاهد آخر رأسه وانخرط في بكاء مرير وهو يصف مقتل نجله الذي كان في التاسعة من عمره عندئذ. وقال الأب إنه عقب توقف الطلقات النارية فتح الباب الخلفي لسيارته، ليسقط مخ نجله عند قدميه. وقال عبر مترجم “اسودت الدنيا في عيني”.
وكان من بين الضحايا مزارع توجه إلى بغداد بحثا عن عمل، فأصيب وقتل اثنان من أبناء عمومته كانوا برفقته.
ومن بين الضحايا الآخرين أم وابنتها، كانتا في ساحة النسور لتقدما أوراقا لزيارة العتبات المقدسة. وكان آخر ما قامت به الأم قبل موتها هو احتضان رأس ابنتها لحمايته ما أدى إلى نجاتها.
استدعى الادعاء ما يزيد على ستين شاهدا، أما الدفاع فاستدعى أربعة فقط. لكن هذه المفارقة في الأعداد لا تعني شيئا، لأن بعض شهود الادعاء تبين أنهم ساعدوا الموظفين الأربعة بالشركة الخاصة التي كانت تؤمن المسؤولين الأمريكيين عقب غزو العراق في 2003.
ودفع محامو المدعى عليهم الأربعة بأن متمردين أطلقوا النار على قافلة سيارات تابعة لشركة بلاكووتر في الساحة، ما دفع الحراس اإى رد الفعل الذي اعتبروه مبررا. بينما يقول الادعاء إنه لم تطلق أي أعيرة نارية في ساحة النسور في ذلك اليوم قبل إطلاق حراس بلاكووتر نيران أسلحتهم.