المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

الخليفة يلتحق بـ«جيل سبونج بوب» بزواجه من ألمانية

نقاش | خالص جمعة | الموصل 

إنها فترة مظلمة، هذا أقل ما توصف به الموصل في ظل حكم “داعش” الذي ارتكب أبشع الجرائم ضد سكانها، حتى بات يعتقد من يراقب المدينة عن بعد أنها خربة لا حياة فيها، والحقيقة الناس هناك يعملون ويتفاعلون مع الأحداث الداخلية والإقليمية والأهم إنهم يتزوجون أيضاً.

 681750-513x340

الحياة لا تتوقف، هذا لسان حال الكثيرين من الموصليين بعد عشرة أشهر على حكم “داعش” للمدينة بالحديد والنار، وأبرز مظاهر الحياة استمرار الإقبال على الزواج مما يثير الفضول للبحث عما يدفع الشباب على تأسيس عائلة في ظل ظروف قاسية ومستقبل مجهول.

عمر محمد أخبر “نقاش” عبر الهاتف إنه حضر في غضون أسبوعين ثلاث مناسبات زواج لأصدقائه ويحاول تسجيل ملاحظات كثيرة على أجواء الزفاف في ظل “دولة الخلافة”.

محمد يرى إن الموصليين ملّوا الانتظار وصار يدركون إن تحريرهم يستغرق وقتاً طويلاً لذا يحاولون مواصلة الحياة مهما كانت النتائج وهذا أحد أسباب الإقبال على الزواج إذا أضفنا له انخفاض تكاليف الزفاف فالمهر انخفض إلى النصف كما أصبحت مراسم الزواج مختصرة جداً سواء لضيق ذات اليد أو بسبب إجراءات تنظيم “داعش” التي تمنع إقامة أية مظاهر احتفالية خاصة مثل الحفلات الغنائية والموسيقى واختلاط النساء والرجال.

“نقاش” بدورها سألت أحد العرسان ويدعى زياد (23 عاماً) عن السبب الذي دفعه للزواج.

“قرار الزواج ليس وليد اللحظة لكنني أجلّته بسبب سيطرة تنظيم “داعش” على الموصل، وعندما وجدت إن إخراجهم منها يستغرق وقتاً طويلاً طرحت مشروع الزواج ورحب والداي به” يقول الشاب.

و يتابع “مسألة المستقبل المجهول لم تعد تشكل عائقاً أمام الراغبين بالزواج، فثمة أكثر من مليون إنسان في الموصل معظمهم نساء وأطفال، وبالنهاية سنواجه جميعنا المصير ذاته.

تنظيم “داعش” يدس أنفه في الزيجات أيضاً، فالمحاكم المدنية أُغلقت تماماً منذ العاشر من حزيران (يونيو) الماضي، لذا اصبح لزاماً على أي عريسين أن يوثقا زواجهما عند ما يسمى بالمحكمة الشرعية التابعة للدولة الإسلامية، ومن لا يفعل ذلك يُعاقب.

ويكشف عمر محمد إن “الدولة الاسلامية” وضفت موضوع الزواج لجذب مقاتلين جدد إليها خاصة عندما يتعلق الأمر بأبناء الطبقة الفقيرة، فهي تمنح بين1000)  – 1500 دولار( لأي من عناصرها إذا قرر الزواج وتشتري له بعض الأثاث أيضاً.

“فيما يبدو إن بعض العائلات تعمد إلى تزويج أبنائها المراهقين، الذين كانوا بالأمس القريب متعلقين بأفلام كارتون (سبونج بوب) لإلهائهم عن الالتحاق بجيش داعش سيما وأنهم يعيشون فراغاً بسبب البطالة وتعطل الدراسة يعلِّق محمد مازحاً.

الجانب الآخر من الحقيقة هو إن مشاريع بناء المنازل السكنية لم تتوقف تماماً، بسبب انخفاض تكاليفها لذا يعدونها فرصة مناسبة للحصول على منزل بنصف التكاليف في الأوضاع الطبيعية إذ إن الأيدي العاملة باتت ترضى بأقل أجرٍ ممكن.

الموصليون ما زالوا يرتادون المقاهي ويتابعون الأخبار ويراقبون بحذر ما يدور من تطورات أمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة “داعش”، وعندما أعلنت الحكومة العراقية تحرير تكريت من تنظيم “داعش” عبر بعضهم عن فرحة مكتومة بسبب الخوف من عيون الخليفة، وفي الوقت ذاته لا يخفون مخاوفهم من مصير المدنيين مع بدء العد التنازلي للعمليات العسكرية العراقية لتحرير الموصل بعدما أوشك الطريق أن يصبح سالكاً إليها.

وأبعد من ذلك يتفاعل الموصليون مع الأحداث الإقليمية أيضاً، وتحديداً الحرب المسماة “عاصفة الحزم” التي تشنها عشر دول عربية بزعامة المملكة العربية السعودية ضد جماعة الحوثيين في اليمن منذ 26 اذار (مارس) الماضي.

“عاصفة الحزم” لاقت تفاعلاً واسعاً بين الأهالي، وعبروا عن فرحتهم الكبيرة بهذه العمليات وتأييدهم لها، لأنهم عدوها حرباً ضد إيران التي يكنون لها كرهاً كبيراً يعود إلى حرب الخليج الأولى وربما أبعد من ذلك.

ويقول عمر محمد، “لقد نسينا حقاً مصيبتنا وانشغلنا بالحرب على الحوثيين، واليوم تتنافس في مجالسنا أحاديث الوجهة المقبلة للقوات الأمنية بعد تحرير تكريت، وأخبار “عاصفة الحزم”.

بعيداً عن كل هذا فإن الأول من نيسان الذي يستقبله العالم بحذر لأنه يوم الكذب “المباح”، حظي بإهتمام في الموصل، منذ أن أطلق “داعش” خبراً أواخر اذار (مارس) الماضي، عن مفاجأة ستفجرها دولة الخلافة، كما أرغم التنظيم بعض أصحاب المحال التجارية على تزيين واجهات محالهم ضمن الاستعدادات لاستقبال يوم المفاجأة.

الموصليون استيقظوا صباح اليوم المذكور وهم يتساءلون فيما بينهم عن كذبة الشهر والجميع لا يمتلك إجابة، حتى كثرت الاحتمالات بين الانسحاب من المدينة أو عفو عن المحتجزين وغيرهما، لكن أقوى الشائعات كانت زواج الخليفة.

وبالفعل الخبر نشرته صحيفة عربية مهمة عن زواج “الخليفة” أبي بكر البغدادي من فتاة ألمانية انضمت إلى “داعش” في سوريا وتسلمت مهاماً قيادية في الموصل، لينضم بذلك الخليفة إلى جيل “سبونج بوب” المتحمس للزواج، إن كان الخبر صحيحاً.