الغموض يلِّف الاتفاق الخمسيني بين تركيا وكردستان
يلِّف الغموض الاتفاق الذي تم بين تركيا وحكومة إقليم كردستان بالتعاون بينهما في عدة مجالات لمدة خمسين عاماً، فيما يخشى مواطنو الإقليم من عدم كشف مضمونه حتى نهاية المدة حيث لا يعلم عنه سوى دائرة ضيقة من المسؤولين.
حكومة إقليم كردستان برئاسة نيجيرفان بارزاني وقعت أواخر عام 2013 خلال المدة التي كانت فيها حكومة تصريف أعمال اتفاقاً مع الحكومة التركية، فيما أعلن بارزاني في مناسبات عدة إن الاتفاق يشمل مجالات عدة.
توقيع الاتفاق أعقبه قلق كبير من قبل الحكومة العراقية آنذاك والتي كان يترأسها نوري المالكي حتى وصل الأمر إلى اتخاذ المالكي للإتفاق ولتصدير نفط كردستان ذريعة لقطع حصة الإقليم من الميزانية.
المعلومات التي حصلت عليها “نقاش” من مصدر مسؤول رفيع المستوى في الحكومة السابقة(2011 – 2013) تشير إلى إن الاتفاق بين أربيل وأنقرة يضم 13 نقطة تشمل مجالات عملية السلام في تركيا وتعاون تركيا مع الإقليم والنفط والطاقة.
وحسب معلومات المصدر أيضاً فإن الاتفاق ينص على أن تلعب حكومة الإقليم دوراً إيجابياً وتساعد في تقريب تركيا وحزب العمال الكردستاني وأن تتعاون تركيا مع الإقليم في عدة مجالات خصوصاً في الأوقات التي يواجه فيها الإقليم خطر ما.
أما في مجال الطاقة وهو الهدف الرئيس الذي يقف وراء إبرام الاتفاق، فهناك نقطة تنص على تعاون تركيا في إيصال نفط الإقليم إلى ميناء جيهان عبر الأنابيب والصهاريج وتخصيص مستودعات لتخزينه وتصديره إلى الأسواق العالمية فيما يقع على عاتق الإقليم سد حاجة تركيا الداخلية للوقود بأسعار مناسبة بالإضافة إلى محاور أخرى.
سفين دزائي المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان أكد لـ”نقاش” إن حكومة الإقليم وقّعت اتفاقاً لمدة 50 عاما مع الحكومة التركية يشمل مجالات عدة حيث تم إبلاغ الجهات المعنية بما هو ضروري حول الاتفاق والهدف الرئيس وراءه وهو تمتين العلاقات التجارية بين الجانبين”.
اتفاق الاقليم مع تركيا في مجال النفط تمتوقيعه مع شركة دوكتاش التركية التي تشرف على تصدير نفط الإقليم من الحقول النفطية إلى ميناء جيهان على البحر المتوسط وتخزينه هناك وليس من الوضح كم ستكون حصتها من ذلك.
وذكرعزت صابر رئيس اللجنة المالية والاقتصادية في برلمان كردستان قال لـ”نقاش” إنهم طلبوا من حكومة إقليم كردستان تزويدهم بالمعلومات حول الاتفاق بكتاب رسمي إلا إنهم لم يتلقوا الرد حتى اليوم.
نواب في برلمان كردستان يقولون إن مضمون الاتفاق معروف لدى عدد محدود من الأشخاص وهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وأحمد داود أوغلو رئيس الحكومة وتانر يلدز وزير الطاقة التركي ونيجيرفان بارزاني وآشتي هورامي وزير الثروات الطبيعية في الإقليم.
وقال نائب طلب عدم نشر اسمه لـ”نقاش” “ليس لدى عماد أحمد نائب رئيس وزراء الإقليم السابق وقباد طالباني نائب رئيس وزراء الإقليم الحالي وريباز محمد وزير المالية وهم أعضاء في مجلس النفط والغاز في الإقليم معلومات حول الاتفاق”.
من جانبه قال علي حمه صالح نائب رئيس لجنة الطاقة وثروات الطبيعية في برلمان كردستان لـ”نقاش” إنه “الاتفاق الوحيد الذي لا يعلم عنه سوى عدد قليل من الاشخاص وإن الكثيرين من المسؤولين في حكومة إقليم كردستان ليس لديهم معلومات حوله ومنهم ريباز محمد وزير المالية”.
وكان تانر يلدز وزير الطاقة التركي أعلن إن واردات نفط إقليم كردستان بلغت حتى شهر كانون الثاني (يناير) الماضي 700 مليون دولار ولكن لم تكشف معلومات عن الواردات منذ ذلك الحين، وينص الاتفاق على ايداع واردات نفط الاقليم في بنك هالك بانك التركية.
يلدز اعلن ايضا ان 47 مليون برميلا من نفط الاقليم وصل الى ميناء جيهان التركي خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام الحالي كما يحاول الاقليم زيادة حجم صادراته من النفط.
وكانت الحكومة العراقية السابقة تعارض الاتفاق الموقع بين الجانبين التركي والكردي، ولكن بعد توصل أربيل وبغداد إلى اتفاق حول النفط والميزانية في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي اختارت الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر عبادي الصمت فيما يخص الاتفاق بين أربيل وانقرة.
وينص الاتفاق أيضاً على ان تصدِّر حكومة إقليم كردستان 550 ألف برميل من النفط يومياً عن طريق شركة تسويق النفط العراقية (سومو) وترسل الحكومة العراقية في المقابل 17 في المائة من الميزانية إلى الإقليم شهرياً، ويتضمن أيضاً حق الإقليم في تصدير ما يزيد من الكمية المطلوبة من النفط في الاتفاق دون تحديد نسبته.
من جهته قال آريز عبدالله رئيس لجنة النفط والغاز في مجلس النواب العراقي لـ”نقاش” إنه “لم نطلب حتى اليوم معلومات من حكومة الإقليم حول اتفاقها مع تركيا وسنطلب معلومات متى ما كان ذلك ضرورياً ولكن لم يطرأ حتى اليوم أي شيء حول الاتفاق”.