المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

تمهيداً لتغيير ديموغرافية المدينة: تصفية ممنهجة بين مكوّنات محافظة ديالى

A flag of the Shiite Hezbollah militant group flutters over a mural depicting the emblem of the Islamic State (IS) group in Al-Alam village, northeast of the multi-ethnic Iraqi city of Tikrit, on March 9, 2015, during a military operation by Iraqi government forces and tribal fighters to regain control of the Tikrit region from jihadists. After being forced out of the province of Diyala earlier this year, the IS jihadists are now fighting off a huge assault on the city of Tikrit as government and allied forces continue to work their way north towards the main IS stronghold of Mosul. AFP PHOTO / YOUNIS AL-BAYATI (Photo credit should read YOUNIS AL-BAYATI/AFP/Getty Images)
علم جماعة حزب الله يرفرف فوق احدى المصاطب الكونكريتية التي تحمل شعار الدولة الاسلامية في ناحية العلم بتكريت
عايدة الخطيب – نقاش
بعد سلسلة أحداث متواصلة من وقوع حوادث قتل وخطف وسيطرة ميليشيات على مناطق نزحت منها عائلات سنية، تعيش محافظة ديالى العراقية مخاوف التغيير الديموغرافي.

تشهد مناطق عدة بمحافظة ديالى أعمال عنف انتقامية بين مدة وأخرى بدوافع جنائية وأخرى إرهابية، بسبب سيطرة ميليشيات عليها لتغيير ديموغرافيتها، بعد انسحاب تنظيم داعش منها.

رئيس لجنة الهجرة والمهجرين النيابية، رعد الدهلكي يعترف بأن التغيير الديموغرافي أصبح واقعاً في مدينة ديالى، وأكد أن “هناك مناطق عديدة تشهد انتهاكات أمنية وتجاوزات لا يمكن السكوت عنها”.

وبيّن أن “هناك عملية تهجير تجرى بشكل علني، من خلال قصف متعمّد لبعض مناطق ديالى ما أسفر عن تهجير جماعي للعائلات”.

الدهلكي أكد أن أطرافاً تعمل لصالح إيران هدفها تغيير ديموغرافية المدينة تمارس تحركات عدة من اجل تحقيق الهدف وقال “هناك عصابات تعمل تحت اسم الحشد الشعبي، لها أجندات خارجية لزرع الفتنة والتسبب في التغيير الديموغرافي للمحافظة”.

وفي ما يتعلق بعودة العائلات إلى منطقتي جلولاء والسعدية المحررتين من داعش قال إن هناك إرادة سياسية تعمل على عدم عودتهم إلى مناطقهم وان حكومة بغداد تتحمل مسؤولية ما يجري من تغيير ديموغرافي في ديالى.

وأضاف “لم تقم الحكومة بأي إجراء رادع يوقف التجاوزات التي تعترض عودة النازحين والمهجرين إلى مدنهم، سواء من قبل الأكراد أو الميليشيات الخارجة عن القانون”.

وقال إن (90) في المئة من عمليات الخطف داخل المحافظة تستهدف مكونا معينا، وان من  يقوم بتلك العمليات عصابات تتخذ عناوين عدة تهدف من خلالها إلى خلط الأوراق لتحقيق أجندة معنية.

من جهته أكد مدير ناحية جلولاء أنور حسن أن الناحية تعيش وضعا صعبا لا يمكن السيطرة عليه بسبب الصراع الموجود بين مكوناتها، ويرى أن الحل الوحيد يكمن بتطبيق المادة (140) من الدستور التي تنص على تطبيع الأوضاع في المناطق المتنازع عليها في عدد من المحافظات، واستفتاء أبناء تلك المناطق لتقرير مصيرها، سواء ببقائها وحدة إدارية مستقلة أو إلحاقها بإقليم كردستان، أو البقاء على وضعها الحالي.

رئيس حركة الحل جمال الكربولي قال إن ما حدث في ديالى من تنصل عن الاستحقاقات الانتخابية والسياسية لم يكن بعيدا عن التوقع، كاشفاً بان محافظة ديالى مقبلة على تغيير ديموغرافي وان هذا التغيير تسبقه مقدمات تغيير سياسي، ولغرض تطبيقه لابد من تحالف (شيعي – كردي) لتأطيره.

الكربولي أشار إلى أن ما حدث يؤكد فعلا تجذر هذا التحالف، منبها إلى أن نتيجته تعني استبعاد المكون السني من كل مناصب الحكومة المحلية في ديالى بالرغم من أن عدد مقاعده هي ثلاثة عشر مقعدا من أصل (29) مقعدا تشكّل عدد مجلس المحافظة.

وحذر من إجراءات تعسفية تستكمل بموجبها عمليات التهجير السكاني في المناطق الكردية والشيعية وحتى المختلطة فضلا عن تجريف الأراضي.

ويعد قضاء خانقين التابع لمحافظة ديالى بنواحيه الأربع ومنها جلولاء من الوحدات الإدارية المتنازع عليها بين حكومة إقليم كردستان العراق وحكومة بغداد، وتضم خليطا سكانيا يتألف من الكرد والتركمان والعرب.

المحلل السياسي واثق الدليمي كشف أن هناك تصفية ممنهجة تنفذ بين مكونات محافظة ديالى، جراء العمليات الانتقامية بين العديد من الأطراف على خلفيات عرقية أو طائفية، مشيرا إلى أن العديد من المناطق أصبحت مغلقة مذهبياً وعرقياً، بسبب عمليات القتل والتهجير.

وأكد الدليمي “وجود أجندات سياسية تتحكم بوضع المدينة، لاسيما أن الحكومة باتت عاجزة عن السيطرة على الأوضاع وأن الأحزاب باتت أقوى من الحكومة التي اتخذت موقف المتفرج، وهذا يعد مؤشراً خطيراً للغاية”.

مشيرا إلى وجود حملات تجريف واسعة للمنازل والبساتين الزراعية في ناحيتي السعدية وجلولاء شمال شرق بعقوبة، فيما حذر من حصول تغيير ديموغرافي في تلك المناطق ما يفضي الى مشاكل معقدة.

ويربط مواطنون في المحافظة تغيير التركيبة السكانية في محافظة ديالى بعد إقالة محافظها  السابق عامر المجمعي من منصبه على خلفية ملفات فساد متهم بها، وهو ما يعرف هنا في ديالى باللعبة السياسية وبداية نفق مظلم قد يجر المحافظة الى مستقبل مجهول بعد تولي عضو قيادة منظمة بدر مثنى التميمي منصب المحافظ، بعد أقل من ساعة من التصويت على إقالة المحافظ عامر المجمعي.

اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى أعلنت من جهتها أنها لن تسمح أو ترضى أو تقبل لأي جهة أن تتهم جهات شريكة في الوطن بأنها تتبنى القتل أو الجريمة لان هذا الأمر يجر الى الويلات والى حرب طائفية وحزبية وفئوية.

فيما حذرت مصادر محلية من مخطط تقوده قوات البيشمركة لتغيير هوية مناطق ديالى الشمالية عبر أفراغها من العرب, وفيما أشارت إلى أن هذه المحاولات تهدف لتطويق محافظة كركوك بحزام سكان كردي, بينت أن الحكومة المركزية لم تأخذ بنظر الاعتبار “خطورة الموقف” كونها فاقدة للتركيز.

وقالت المصادر لـ”نقاش” إن “قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان تستغل الفوضى الأمنية والوضع المتردي وتقوم بعمليات تطهير جغرافي (ديموغرافي) للعرب من أقضية ونواحي وقرى ديالى الشمالية في محاولة لفرض الهيمنة الكردية عليها”.

وأوضحت المصادر رفيعة المستوى أن “قضاء جلولاء بديالى بات خالياً من العرب لاسيما الشيعة من سكنتها, واستولى عليها الأكراد لتطويق كركوك وتحقيق الطموح الكردي”.

التهجير والمشكلات الأمنية مستمرة في المحافظة التي تضم مجموعة من النواحي والاقضية التي يختلط فيها السكان وإمكانية الالتفات الى ما يحدث في المكان تبدو ضئيلة في ضوء الظروف القائمة في البلاد التي تدفع الجهات السياسية إلى التركيز في القضاء على تنظيم داعش وإغفال ما يحصل عقب تحرير المناطق من سطوته.