مهرجان شهرزاد، في حدائق ابي نؤاس وضمن اعمال الدورة الثانية للمنتدى الاجتماعي العراقي

منتدى الاعلاميات العراقيات (IWJF) اكتوبر ٢٠١٥

نظم عدد من عضوات منتدى الاعلاميات العراقيات، وضمن انشطة حملة شهرزاد، جناحاً وبرنامجاً خاصا به في اطار المنتدى الاجتماعي العراقي في دورته الثانية والتي عقدت للفترة من ٢-٣ تشرين الاول وعلى  حدائق ابي نؤاس قرب نهر دجلة في قلب بغداد. استقطب المهرجان عشرات من زوار المنتدى من العراقيين والدوليين وحضت انشطته باهتمام وتقييم متميز.

استمرت انشطة منتدى الاعلاميات العراقيات على مدى يومين ، وابتدئت بعرض انشطته على مدى اربع سنوات عرض فيها اهم مراحل نضال الاعلاميات من اجل حقوقهن كاعلاميات ومن اجل تمثيل اكبر للمراة في المؤسسات الاعلامية، ومن اجل حقوق المراة العراقية بشكل عام.
وتضمن برنامج اليوم الاول عرض مختصر لفيلم “صرخة” وهو الفلم الذي انتجه منتدى الاعلاميات في عام ٢٠١٤ ، ضمن حملته لرفض مشروع الاحوال الشخصية الجعفرية وزواج القاصرات. وكذلك تم عرض فيلم “يوميات نرجس”  الذي انتج عام ٢٠١٥ ضمن حملة شهرزاد و الذي يتحدث عن واقع المراة  العراقية الازيدية،  والانتهاكات التي تعرضت لها بعد سيطرة داعش على الموصل، وذلك من خلال عرض قصة لصحفية من داخل الموصل.
كذلك تم عرض مجموعة بوسترات وفولدرات باللغة العربية والانكليزية تعبر عن انشطة المنتدى وعن حملة شهرزاد ضد التحرش وضد زواج القاصرات. وتضمن برنامج اليوم الاول كذلك تقديم اطعمة ومشروبات محلية و موسيقى وأنغام من التراث العراقي الاصيل.
واختتمت فعالية اليوم الاول بعرض موجز لكتاب الزميل الاعلامي البارز ضياء السراي، مدير مكتب بغداد لمنظمة اليونسكو، الكتاب حمل عنوان (صحافة النزاعات وحساسية التغطية الاعلامية )، وتناول المخاطر التي يتعرض لها الصحفي اثناء عمله في مناطق النزاعات، وتناول امثلة من بلدان مختلفة وامثلة من العراق. وتطرق ايضا للاطر القانونية التي لها علاقة مباشرة بحماية الصحفيين. وفي ختام العرض تم توزيع مجموعة من النسخ على زائري خيمة منتدى الاعلاميات العراقيات.

المراة في الدراما والسينما العراقية

تضمنت فعالية اليوم الثاني افتتاح المعرض التشكيلي لعضو منتدى الاعلاميات الزميلة يزن احمد الذي تناول قضية المراة من منضار التراث الشعبي البغدادي، وتناولت الرسومات الحياة اليومية للمراة العراقية. وتواصل الحضور والاهتمام من رواد المنتدى لجناح منتدى الاعلاميات وللقضايا التي تطرق لها. وشهد اليوم الثاني عقد جلسة صالون الاعلام رقم 25، وهي جلسات دئب منتدى الاعلاميات على عقدها بشكل دوري، وفي كل منها يتم تخصيص موضوعة محددة ليتم النقاش حولها.

و حملت جلسة صالون الاعلام هذه عنوان “المراة في الدراما والسينما العراقية” و ضيف فيها الكاتب والسينارست البارع حامد المالكي. افتتحت الجلسة التي ادارتها رئيسة منتدى الاعلاميات السيدة نبراس المعموري، بالتعريف بحملة شهرزاد و ما قدمته من انشطة في بغداد وبالتعاون وبدعم من مبادرة التضامن الدولي  مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI).  واشارت المعموري لتصدي حملة شهرزاد لظاهرة التحرش بالنساء والفتيات، وللانشطة التي ينظمها منتدى الاعلاميات في هذا الاطار.

وحول دور الاعلام والدراما، تطرقت المعموري خلال حديثها لنتائج استبانة اعدها المنتدى حول صورة المراة في الاعلام، وبينت ان ٧٢٪ من وسائل الاعلام العراقية تتحاشى تناول قضايا المراة الحساسة في المواد التي تنتجها. بينما تتناول ٥٢٪ من الاعمال والنتاجات الاعلامية المرأة على انها ساذجة ومتخلفة وتقتصر ادواراها في المجتمع على الادوار النمطية “ تنظيف المنزل، العناية بالاطفال” وغيرها. واشارت المعموري على ان هنالك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الاعلام وعلى كتاب الدراما والسينما في صياغة الوعي العام للجمهور العراقي حول دور المراة العراقية في مجتمعنا.

من جانبه عرض الكاتب و السينارست حامد المالكي الاعمال الدرامية التي انجزها مثل (الدهانة و سارة خاتون وابو طبر و فوبيا بغداد و السيدة و الحب والسلام وغيرها ) وما تضمنته من صورة للمراة العراقية،  واشار الى ما تعانيه النساء من عنف وسطوة من قبل المجتمع، مؤكدا بان الدراما والسينما العراقية تحتاج الى الكثير لغرض النهوض بواقع اكثر من نصف المجتمع، مشيرا الى ان العادات والتقاليد والتمييز اثر حتى على عدد  النساء العاملات في مجال الفن. وخلص حامد المالكي الى اهمية دعم الشباب لغرض الوصول الى التغيير الحقيقي الذي ينشده المثقف والمدني العراقي الحقيقي.
وقد شارك الحضور بطرح الاسئلة والملاحظات وتبادل وجهات النظر والرؤى حول الموضوع، وكانت هنالك مداخلة من الزميلة “اليسيا” من منظمة “اون بونتة بير” الايطالية حول السينما العراقية. حيث تسائلت “اليسيا”عن وجود المراة العراقية في الاخراج السينمائي، حيث من البديهي ان تكون المراة اكثر قدرة على التعبير عن معاناه نظيراتها من النساء والفتيات في المجتمع وذلك من خلال اعمال درامية او سينمائية تتناول المراة بشكل ايجابي وغير تقليدي. وجوابا على هذ التسائل اتفق الحضور ان هنالك حضور متواضع جدا للنساء العراقيات في الاخراج وان الحضور المتواضع هذا يزداد ضعفا حينما تتناول المراة المخرجة نفسها نظيراتها بشكل تقليدي وبصورة تحاكي النظرة التقليدي السائدة للمراة على انها كائن ضعيف وهامشي في حياة الرجل.

واختتم المنتدى اليوم الثاني بحوارات مستمرة بين الحضور عن دور المجتمع المدني في انصاف المراة ومن خلال خلق تغيير كبير في الطرق التي تتناول بها الاعمال الدرامية والاعلام المراة، وكذلك عن خلق اعلام بديل يتحدث عن امكانياتها وطاقاتها الخلاقة في بناء المجتمعات. واستشهد الحضور بتجربة منتدى الاعلاميات العراقيات واصراره على التغيير ودعم قضايا المراة وعلى ضرورة استمرارها وتعزيزها بشكل يخدم تغيير الصورة النمطية عن المراة وبشكل يعزز من حماية المراة مما يسمح لها بزيادة مساهمتها في بناء مجتمع ديمقراطي مدني مبني على اسس المساواة.