الإنتفاضة العراقية: عطلة نهاية إسبوع لإنتفاضة شعبية لاعنفية
المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي – 2 أيار 2016
في اليوم الاول من شهر أيار, بدت بغداد أكثر أمناً دون وجود الجدران الكونكريتية بين الحكومة والعراقيين. هذه الجدران الكونكريتية تم بنائها لحماية السياسيين داخل المنطقة الخضراء. لكي يغلقوا أبصارهم وسمعهم تجاه طلبات الشعب المشروعة. والآن تم إسقاطها بواسطة نشطاء غير مسلحين وبإستعمال أيدهم فقط. وتحت نظر عناصر الشرطة. لم يكن هنالك أي متفجرات، ولم تُستعمل أية أسلحة. المواطنين كانوا يقدمون البطيخ الى عناصر الشرطة أثناء إنتظارهم لدخول المنطقة الخضراء، بالإضافة الى أن بعض أعضاء الجيش قاموا بإدخال المتظاهرين بواسطة سيارتهم العسكرية.
في الثلاثين من شهر نيسان / أبريل، بعد أن واجه النضال الطويل والصعب لأنهاء نظام المحاصصة الطائفي طريق مسدود، قرر الشعب بأن يدخل الى المنطقة الخضراء والآلاف دخلوا قبة البرلمان، لكنهم تركوا أعضاء البرلمان ليهربوا دون إحتجازهم أو الإنتقام منهم. في المساء تركوا قبة البرلمان وإحتلوا ساحة الاحتفالات في المنطقة الخضراء، التي كانت مغلقة منذ 13 سنة وهو نفس المكان الذي كان صدام يلقي خطاباته من خلاله، حيث بدا الخوف على السلطات بأن يتم إستعمال هذه المساحة العامة لأغراض غير سلمية، لكن عكس ذلك العشرات تجمعوا دون إشتباكات.
المواطنين رددوا هتافات تندد ضد الحكومة، وكذلك ضد التدخل الإيراني بالشأن السياسي العراقي، وأيضا ضد الجنرال الايراني قاسم سليماني.
وفي صباح يوم العمال، المواطنون تجمعوا مرة اخرى في حدائق ساحة الاحتفالات، والتي ستكون ساحة للمظاهرات خلال الايام المقبلة ، بالإضافة الى مختلف الفعاليات التي تم تنظيمها. وكذلك بادر بعض من العمال والنقابات و أحضروا لافتاتهم الى الساحة وإحتفلوا باليوم. وقام بعض الفنين بإعادة تفعيل نظام الصوت في الساحة، وقام بعض الشباب بإعادة فتح النافورة في الساحة والسباحة في مياهها. القوات الامنية قاموا برفع حالة التأهب في بغداد، بعد أن أثبت المتظاهرين عدم إحداث أي حوادث، وفي نفس الوقت قامت إيران بإيقاف كل الرحلات بين إيران و بغداد وأبقت على رحلاتها بين إيران والنجف كإحتجاج على ما يحصل.
ما يقارب 70 برلماني غادروا بغداد للرجوع الى مدنهم في هذا اليوم، واجتمعت الرئاسات الثلاث (العبادي، معصوم والجبوري) لمناقشة ما آل اليه الوضع، لكن دون تقدم وببساطة وافقوا على ضرورة إيقاف المتظاهرين. وكذلك حاولوا ربط المتظاهرين بالعنف، ونشرت وسائل الاعلام بعض الصور لبعض السياسيين وهم ينظرون الى نفس الاريكة الملطخة بعد أن قام المواطنين بإقتحام بنايتهم. وقد قام بعض الناشطون بالرد بحملة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكي يسخروا منهم قاموا بأخذ صور أمام ارائكهم المتسخة، فأريكة البرلمان بالتأكيد مشكلة كبيرة في العراق في هذه الايام.
في اليوم الأول من شهر أيار، الهيئة التنسيقية للمتظاهرين (المتكونة من نشطاء من المجتمع المدني “المدنيين” والتيار الصدري) أصدروا تصريحاً من منصة ساحة الاحتفالات، وأصدروا الخطة السياسية الآتية:
- المتظاهرون سوف ينسحبون وبشكل منظم من المنطقة الخضراء، وذلك لإعطاء السياسيين المزيد من الوقت لأجراء الاصلاحات;
- كخطوة أولى، يجب على البرلمان العراقي أن يصوت على حكومة التكنوقراط والموافقة عليها بأسرع وقت ممكن.
- في حالة الفشل في الوصول الى الهدف، المتظاهرون سوف ينفذون الخطوة الثانية إقالة الرئاسات الثلاث.
- اذا رفضوا الاستقالة، سيتم إتخاذ الخطوة الثالثة: أما يتجه العراق الى إنتخابات مسبقة أو يتجه المتظاهرون نحو مقر الرئاسات الثلاث لتعطيل عملهم، والدعوة إلى العصيان المدني العام أو الإضراب العام.
في حين يستمر داعش بإستهداف المدنيين بالعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة، كما حصل في بغداد اليوم حيث قتل 14 شخص، كرد إنتقام لقتل قادتهم في المناطق المحررة من قبضتهم، المواطنون العراقيون يقومون بالقتال ضد المشاكل السياسية والمجتمعية من خلال وسائل لاعنفية. وعلى وسائل الاعلام العالمية أن تعطي اهتماماً اكثر لهكذا أفعال إيجابية، والتي يجب أن يتم فهمها كليا ودعمها بقوة.
أبقى متابع للأحداث على صفحة المبادرة مع المجتمع المدني على الفيسبوك، والتي تقف مع الانتفاضة اللاعنفية العراقية!