الأول من نوعه في بغداد: مهرجان فني متنقل إحتفاءاً بالعمال وتضامناً مع مطالبهم
بغداد
طيلة يوم السبت الخامس عشر من أيار، حمل الشباب لافتة وتنقلوا في باص صغير بين مناطق بغداد المختلفة، في كل مرة يركنون باصهم في احدى احياء بغداد ويعملون بجد ليحولوا هذا الباص الى لافتة وخلفية، ويحيطون مساحة حوله لتكون مسرحاً لعروضهم الفنية الجميلة. تحمل اللافته هذه العبارات:
بيئة عمل آمنة،
حقوق وحريات نقابية،
عدالة إجتماعية و ضمانات اجتماعية ومساواة في الحقوق والعمل،
دور أكبر للمرأة والشباب في الحياة الاجتماعية.
عبارات اختيرت بدقة لتعكس هدف هذا المهرجان المتنقل، التضامن مع الطبقة العاملة ومطالبها الملحة، وبنفس الوقت الاحتفال بعيدهم وقضاء وقت ممتع الى جانبهم. المهرجان هدف ايضا لكسر عزلة العمال عن محيطهم الاجتماعي ، فبعض العمال الذين يمارسون مهن بسيطة، مثل عمال النظافة وغيرها، يتعرضون للتمييز والاستبعاد الاجتماعي، بالرغم من اهمية مهنهم لاستمرار الحياة العامة. وحظي موضوع الضمان الاجتماعي للعمال بتركيز خاص، حيث يتزامن المهرجان مع حملة جادة للتوعية بضرورة توسيع قاعدة المشمولين من العمال في الضمان الاجتماعي، وضرورة تطوير تشريع خاص به.
وتوقف مهرجان العمال الفني المتنقل في علوة الرشيد، مكان يعمل فيه عدد مهم من كادحي بغداد في نقل وبيع الخضار والفواكه، ومول المنصور وهو مركز تسوق مهم في مركز المدينة. وشهد المهرجان انشطة مختلفة مثل المسرح والغناء والعزف وعروض اخرى نالت اعجاب ومساهمة من الجمهور. وبالتزامن شهدت شبكات التواصل الاجتماعي تغطية متميزة لأنشطة المهرجان، فنشر عدد كبير من الصور الجميلة والافلام القصيرة التي وثق فيها النشطاء فعالياتهم. وجالت بين الحسابات المختلفة “هاشتاكات” وعبارات تحكي تفاصيل المهرجان.
وهذه هي المرة الاولى التي يختار بها شباب وفتيات من بغداد نموذج ابداعي للاحتفال بالعمال وبتأييد مطالبهم بنفس الوقت. وفي الحقيقة هذا المهرجان سبقه تخطيط وتدريب وتنسيق مبكر. حيث نظم فريق المسرح التفاعلي في بغداد مع مدرب المسرح في شبكة واي بير وسام الجوذري، في البيت الشبابي بالوزيرية، تدريبا تحضيراً لعروض المسرح التفاعلي. فيما قام المنتدى الاجتماعي العراقي بالاعداد و بتنسيق موضوعة المهرجان مع بعض النقابات ومركز التضامن الدولي كونهم من المختصين في النضال النقابي. هذا و لم تمنع الاحداث الامنية الاستثنائية الشباب العراقي من المضي قدماً في الاعداد والتنظيم لمهرجانهم المتميز هذا.
ونظّم فعاليات مهرجان العمال الفني المتنقل، عدد مهم من المنظمات، فأشرف على التنظيم المنتدى الاجتماعي العراقي (ISF)، وساهم بشكل متميز شركاءه من نشطاء شبكة تثقيف الأقران (YPEER)، وعمل على مراجعة رساله المهرجان مركز التضامن الدولي، والاتحاد العام لنقابات عمال العراق، ومركز المعلومة للبحث والتطوير. ودعم هذا النشاط مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI) ، ومؤسسة كاريبو النرويجية، ومؤسسة المساعدة الدولية (FAI).
Posted by Iraqi Social Forum on Saturday, 14 May 2016