العراق يشكو من صالونات أوربا لبيع الاثار: بعضها يبيع قطعنا المهربة
عبرّ وزير الثقافة العراقية فرياد رواندزي يوم الاثنين عن امتعاضه تجاه ما تقوم به بعض الصالونات لبيع الاثار في اوربا، والتي تبيع القطع الاثرية العراقية المهربة في مزاداتها.
وذكر بيان صادر عن وزارة الثقافة، ان رواندزي أستقبل في مكتبه الرسمي ببغداد اليوم الاثنين السفير الفرنسي لدى بغداد مارك بارتيني والمستشار الثقافي تيري دانا. وجرى خلال اللقاء التباحث في سبل التعاون الثقافي وتطويرها بين البلدين.
وعبر وزير الثقافة عن تقديره لمواقف الحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي تجاه العراق في هذا الظرف الحساس في المجالات السياسية والعسكرية والثقافية، وقال أيضاً :نقدر دور فرنسا في موضوع محاربة داعش والمساهمة الفعالة في القضاء عليها.
وبخصوص ما تتعرض له الاثار العراقية من عمليات تهريب وبيع قال رواندزي: نحن نعاني من جملة أشياء منها صالونات بيع الآثار في أوربا حيث إنّ لكل صالون نظامه وبعض هذه الصالونات تبيع القطع الأثرية العراقية أما بعض هذه الصالونات فتمارس عملية الخداع وتبيع القطع الأثرية على أنها ليست عراقية.
وأشار قائلاً: نحن نعرف إنّ فرنسا تتعامل بشدة مع هذا الموضوع، وبودنا أيضاً إنّ تكون فرنسا مبادرة في الاتحاد الأوربي لطرح ذلك، فهنالك الكثير من الآثار مسجلة لدينا ولكنها تباع في أوربا ومثال ذلك صالون زيورخ ولهذا نأمل إنّ تعمل فرنسا على الصعيدين الوطني والأوربي.
واضاف رواندزي إننا في العراق نعاني من ترقيم القطع الأثرية لذلك فمن الصعوبة بمكان تثبيت بعضها لذلك يسهل بيعها، لهذا نحن بحاجة إلى تحرك دولي لتغيير بعض المواثيق الدولية في هذا المجال لان كل الدلائل تشير إنّ هذه القطع عراقية ولأنها غير مرقمة لدينا يتم التغاضي عن موضوع بيعها، لهذا دائماً ما قلنا في لقاءاتنا مع السفراء واليونسكو انه إذا لم يكن هنالك تغيير لهذه القوانين سيستمر بيع الآثار العراقية. وأشار رواندزي كذلك إلى ما يتم بيعه من أثار في دول الخليج خصوصاً السعودية والإمارات.
من جانبه تطرق السفير الفرنسي إلى ما يمكن عمله من اجل تطوير العلاقات بين العراق وفرنسا وقدم شرحاً لمساهمة فرنسا عسكرياً في الحرب ضد داعش وفيما يتعلق بالجانب الثقافي.
وقال السفير، إنّ في فرنسا هنالك المزيد من الإجراءات القانونية للحد من بيع الآثار بشكل غير قانوني.
وقدم السفير جملة مقترحات تتعلق بعقد مؤتمر دولي في أبو ظبي في موضوعة حماية التراث وبمشاركة البلدان التي تعرضت أثارها للتدمير ويكون من بين المشاركين دولاً لهم إمكانيات مالية للمساعدة في الحفاظ على التراث وكذلك الدول التي لديها خبرة في المحافظة على التراث وستطرح عدة نقاط حول الإجراءات لحماية التراث وكيفية إعادة تأهيل المواقع وإنشاء صندوق دولي لإعادة تأهيل المتاحف وإنشاء شبكة أماكن للمحافظ على التراث.
كما طرح السفير مقترح إقامة معرض في مدينة لانس شمال فرنسا بالتعاون مع متحف اللوفر وكذلك تنظيم مؤتمر للحديث عن موضوع التراث في بلاد مابين النهرين وفي معرض تعليقه على مقترحات السفير الفرنسي.
فيما يخص التعاون الثقافي تحدث رواندزي قائلاً: نعتقد إنّ مقترحاتكم مهمة ولاسيما فيما يتعلق بجهود فرنسا للمحافظة على التراث العراقي وإعادة تأهيل المواقع التي تعرضت للتدمير على أيدي داعش وكذلك فيما يخص عقد المؤتمر الدولي الذي يمكن إنّ يسهم في مساعدة الدول للحفاظ على تراثها وأبدى سعادته لتلك المقترحات واستعداده للمشاركة في المعارض التي ستقام في فرنسا وكذلك إنشاء الصندوق الدولي لدعم الدول المتضررة.