ناشطات عراقيات يلتقين في بغداد لمناقشة واقع مايتعرضن له في عملهن اليومي كمدافعات عن حقوق الانسان
ايسر شهاب – بغداد
إجتمعت 15 ناشطة ومدافعة عن حقوق الانسان من مختلف المحافظات العراقية (البصرة، أربيل، ذي قار، صلاح الدين، ميسان، المثنى، دهوك وكركوك) في بغداد للمشاركة في الورشة الخامسة من مشروع شهرزاد حول حماية وسلامة الصحفيات والمدافعات عن حقوق الانسان والتي عقدها مركز شهرزاد لمناقشة تحسين حمايتهن الشخصية وعلى الانترنت كمدافعات عن حقوق الانسان.
مركز خدمات شهرزاد المخصص للمدافعات عن حقوق الانسان وفر لإولئك الناشطات الفرصة للتعرف على أهمية مراعاة العمل المهني كبوابة لتحسين حمايتهن الشخصية، وكيفية مواجهة مختلف المخاطر التي تتعرض لها النساء المدافعات اثناء قيامهن بعملهن.
الورشة التي استمرت لثلاث ايام متتالية أفتتحتها الاعلامية لمياء العامري بمحاضرة قيمة حول العمل الاعلامي و كيفية كتابة الخبر الصحفي بطريقة مشوقة تشد القاريء وتنقل الخبر الصحيح وما هي الاساليب المستخدمة لطرح الانواع المختلفة من الاخبار.
تطرق بعدها الاستاذ ضياء السراي (مسؤول برامج الاعلام – يونيسكو العراق) الى موضوع المدافعة عن حقوق الانسان وذلك بإشراك المشاركات للوصول الى التعريف الصحيح للمدافعين عن حقوق الانسان، حيث تخلل النقاش اهم الفروق بين المدافع و الناشط والمناصر بأمثلة عملية من واقع العمل في هذا المجال وضمن الاطار القانوني. و من خلال هذه الجلسة توضح ان الكثير من المدافعات بحاجة لمثل هذه الورش لتعزيز فهمهن حول المدافعة واهمية النشاط في هذا المجال.
الانتهاكات التي تتعرض لها المدافعات وفرقها عن الخروقات وكيف يمكن التصدي لها ضمن الضمانات المحلية والدولية اخذت حيزا كبيرا من اهتمام المشاركات، حيث بادر المتدربات بإعطاء أمثلة من واقع عملهن من اجل تركيز الفكرة بشكل اسهل وأقرب لواقع وبيئة العمل، وأكد المدرب على ضرورة العمل ضمن الاتفاقيات والضمانات التي توفرها الجهات المعنية سواء كانت محلية او دولية، وكيف يمكن أن تؤثر هذه الضمانات سلباً على عمل المدافع الذي يفتقر للدراية الكافية بها. وإنتهى اليوم الاول بتبني المشاركات لموضوع معين وتشكيل حملة مدافعة وتطبيق جميع الاركان التي تم ذكرها خلال المحاضرة والعمل ضمن الضمانات المحلية والدولية واتخاذ الوسيلة الانسب لنشر هذه الحملة.
كما تم تخصيص اليوم الثاني من الورشة لتعريف المدافعات بوسائل الحماية الرقمية وعلى الانترنت، من خلال التدريب الذي قدمه السيد أحمد الناهض، المختص في تكنلوجيا المعلومات والاتصالات، حول وسائل التواصل الاجتماعي واهميتها في الوصول الى اهداف حملات المدافعة اذا ما تم استخدامها بطريقة صحيحة، ووضح كيف يمكن ان تكون سلاح ذو حدين في حالة الاستغلال الخاطيء لها. كما تم التطرق الى انواع المواقع والبرامج التي تصنف ضمن مصطلح التواصل الاجتماعي وشرح كل من هذه المواقع والبرامج وفائدتها وكيف يمكن استغلالها في عمل المدافعة عن حقوق الانسان، بالاضافة الى آليات الحماية التي يجب اتخاذها اثناء استخدام هذه المواقع، واهمية تجنب المواقع المزيفة وموضوع الامان الالكتروني وضرورة وضع كلمات سر جيدة لا يمكن اختراقها للحفاظ على الخصوصية والملفات الهامة والسرية. بالاضافة الى مناقشة الوسائل الاخرى التي يمكن توظيفها في مساعدة قضية المدافعة عن حقوق الانسان كالمدونات الرقمية والعرائض الالكترونية.
في اليوم الثالث تطرق الاستاذ ضياء السراي الى الأليات والخطوات التي يجب على المدافعة اتخاذها قبل الدخول في انشاء حملة للمدافعة عن موضوع ما، واول الخطوات هي التقصي والتحقق وجمع المعلومات اللازمة لبدء الحملة سواء كانت هذه المعلومات قانونية او معلومات اخرى حول موضوع الحملة لكي يتم بناء الحملة على اساس ثابت قانونيا ومعلوماتيا، لئلا تتحول الى خطر قد يواجه المدافع نفسه، ولكي تكون هذه المعلومات اساس يدعو الى المصداقية ليسهل عملية التحشيد. و تكلم الاستاذ ضياء حول اختيار طريقة التحشيد وما هي الجهات الاعلامية التي قد تناصر الحملة التي يجب اختيارها على ان تكون جهة اعلامية محايدة ولا تتبع جهة معينة، و اهمية اعداد خطة للعمل تكون ناتجة عن بحث في المصادر والمعلومات اللازمة للعمل، كما تم تطبيق تمرين عملي لكل المعلومات الي ذكرت خلال الورشة بما في ذلك تحديد المخاطر التي قد تواجهها المدافعة عن حقوق الانسان ووسائل الحماية التي عليها اتباعها وكيف يمكنها تخطي كل هذه المخاطر.
هذه الورشة كانت ضمن اطار عمل مركز خدمات شهرزاد التابع لمشروع شهرزاد لحماية المدافعات عن حقوق الانسان والذي ينفذه منتدى الاعلاميات العراقيات في بغداد المختص في مجال حماية الصحفيات، والمشروع ينفذ بالتعاون مع المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي ومنظمة جسر الى… الإيطالية وبتمويل من برنامج حقوق الانسان التابع لسفارة جمهورية المانيا الاتحادية في العراق ومؤسسة فاي السويسرية.