المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

ناشطو المياه والبيئة يلتقون الدكتور حسن الجنابي وزير الموارد المائية العراقي

الجنابي: ندعم فكرة منتدى المياه وقد استحدثنا قسما خاصاً بالشراكة المجتمعية ولا وجود لتهديد بإزالة الأهوار من قائمة التراث العالمي

إستضاف الدكتور حسن الجنابي وزير الموارد المائية العراقي عدداً من ناشطي مسار المياه والبيئة للمنتدى الاجتماعي العراقي من حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية وفريق حماة دجلة، وتباحث الجانبان عن الهموم المشتركة للمجتمع المدني العراقي والحكومة العراقية في ملف المياه، وقد اعرب الوزير عن سعادته باللقاء وبإهتمام المجتمع المدني والشباب بمستقبل المياه في البلاد.
منتدى المياه الاقليمي كان حاضراً ضمن اهم الملفات التي تم نقاشها خلال اللقاء, حيث يأتي هذا الحدث ضمن الجهود التي تسعى حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية من خلالها الى جمع المنظمات والنشطاء والاطراف المهتمة بقضايا المياه من الدول المتشاطئة لنهري دجلة والفرات وروافدهما بالإضافة للمتضامنين الدوليين حول العالم, في محاولة لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية للناشطين في نضالهم المشترك من اجل مستقبل افضل للمياه وضمان حقوق عادلة للجميع وتقاسم منصف لهذه الثروة الطبيعية. من جانبه اعرب الوزير الجنابي عن دعمه لهذه الخطوة المهمة، موضحاً انهم في وزارة الموارد المائية استحدثوا قسماً خاصاً للشراكة المجتمعية، وهذا القسم معني بتنسيق جهود الوزارة مع المجتمع للمدني. يُذكر ان منتدى المياه يتم التخطيط لإقامته خلال ربيع العام القادم 2018 في العراق, وهو الحدث الأول من نوعة على مستوى المنطقة.
وبالحديث عن الزيارة الأخيرة للدكتور الجنابي الى تركيا ولقائه بوزير المياه والغابات التركي, أكد الجنابي ان هذه الزيارة جاءت في إطار المساعي الدبلوماسية للجانب العراقي للتفاوض حول ضمان حقوق عادلة من المياه بوجود سد إليسو التركي على نهر دجلة, حيث اوضح الجنابي ان العراق سيتضرر دون شك جراء بناء سد إليسو, لكنه والوزير التركي اتفقا على تقليل الاضرار الناتجة عن هذا السد على العراق الى حدها الأدنى, وان تضمن تركيا عدم تغيير مواسم الامواج النهرية، حفاظاً على التنوع الاحيائي لنهر دجلة. وقد اعرب الوزير عن اطمئنانه من تلك المباحثات ومستقبلها، واكد انها الطريق الاسلم من خيار اللجوء للتحكيم الدولي الذي قد يستغرق وقتاً وجهوداً دون ان يحقق النتيجة المطلوبة.

قضية الأهوار شغلت حيزاً مهماً من النقاش, حيث أبدى نشطاء حملة انقاذ نهر دجلة تخوفهم من خطر خسارة إدراج الأهوار على قائمة التراث العالمي بسبب عدم تنفيذ المتطلبات الدولية الكفيلة بضمان بقائها ضمن القائمة, من جانبه أكد الوزير ان الحديث عن هذه المخاوف واقعي لكن لا وجود لأي خطر على المدى القريب بإزالة الاهوار من القائمة الدولية للتراث العالمي لأن العراق قادر على تنفيذ المتطلبات الدولية وهو بالفعل قد نفذ الكثير منها, واوضح الجنابي ان وزارته تعمل بالشراكة مع الوزارات المعنية الاخرى والحكومات المحلية والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية لإداره هذا الملف المهم وفق الامر الديواني المرقم 22 لسنة 2015, وبين أن الموعد المحدد للعراق لتقديم تقريره السنوي للجنة التراث العالمي حول ما تم انجازه في ملف الاهوار هو اواخر شهر نوفمبر القادم.
وحول قضية السدود الأيرانية أوضح الوزير ان هناك 10 سدود من الجانب الإيراني يتم بناءها ومنها ما تم انجازه فعلاً، ورغم اثارها البيئية المدمرة على روافد نهر دجلة، إلا ان سد داريان يمثل مصدر التهديد الأكبر، موضحاً ان أخطر ما في هذا السد يكمن في منظومة تحويل مياه نهر سيروان (نهر ديالى) عبر قنوات جوفية وسطحية تمتد داخل الاراضي الايرانية لتغذي المناطق الزراعية, ولتمنع هذه القنوات بالتالي مياه نهر سيروان من المرور الى الاراضي العراقية وتجفف نهر ديالى بالكامل, وهذا هو التحدي الذي تعمل الوزارة لمواجهته.
يُذكر ان حملة انقاذ نهر دجلة اصدرت دراسة متكاملة حول سد داريان الايراني العام الماضي (اضغط هنا)
في ختام اللقاء عبر النشطاء عن رغبتهم الجادة لتكرار مثل هذه اللقاءات للعمل بالشراكة مع الوزارة والجهات التنفيذية للنهوض بالواقع البيئي وحماية المياه العراقية وتوفير منظومة مستقبلية كفوءة لإدارتها.