من اجل تعاون يضمن حماية الانهار و موارد مائية عادلة للشعبين العراقي والايراني
تصريح اعلامي لحملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية – الاول من آب ٢٠١٧
أثرت السدود التي تستمر بتشييدها بلدان المنطقة و بشكل خطير على المياه في العراق. الانهار المشتركة للعراق مع الجارة ايران، قل جريانها بسبب السدود الايرانية. و في تموز من هذا العام، شهدت منطقة اقليم كوردستان العراق قطع في جريان مياه الزاب الاصغر -احد روافد دجلة- بسبب سد سارداشت وهو سد ايراني بدأ بتخزين المياه في 22 حزيران ٢٠١٧ ، وسبب ذلك بنقص حاد في المياه على الجانب العراقي. شهدت بحيرة دوكان ودربندخان في المنطقة الكوردية انخفاض في الدفق المائي بسبب سد كاران الذي اكتمل عام 2013 قرب ماريفان في ايران بينما سد داريان (اكتمل حديثا) في ايران يؤثر على المناطق الحدودية في حلبجة.
وجميع هذه السدود انشأت خلال الخمسة عشر سنة الماضية، بدون تنسيق مع حكومة العراق وبدون اي قياس للاثر السلبي لهذه السدود على العراق وعلى المجتمعات التي تعتمد على مياه هذه الانهار.
في ديالى جريان نهر ديالى (سيروان باللغة الكوردية) يتوقف سنويا خلال الصيف بسبب السدود الايرانية. ومنطقة اقليم كوردستان العراق لديه برامج ادارة مياه خاصة تتضمن عدد اخر من السدود والتي في المقابل ستضطر لتقلل جريان المياه لمناطق وسط وجنوب العراق.
وبهذا تتسبب السدود الكبيرة التي تبنى في دول و مناطق مختلفة بأضرار تتضاعف كلما نزلنا الى مجرى الانهار المشتركة. كل هذا يبرهن على ان بناء سدود جديدة لا يمثل حل، بل ان مثل هكذا مشاريع عملاقة تؤدي الى حصول مشاكل قد تتطور الى نزاعات بين المجتمعات التي تعيش على هذه الانهار وبين شعوب المنطقة.
تعرض حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية رؤيا مغايرة، ومنطق مختلف تماماً مفاده ان على حكومات المنطقة التعاون اكثر لادارة المياه المشتركة بشكل مستدام ومتكامل يضع في اعتباره الحفاظ على النظام البيئي للانهار واحواضها كعامل اساسي لبناء سلم مستدام بين شعوب المنطقة.
ولهذا الهدف فان دول المنطقة لديها عدة ادوات قانونية تحت تصرفها: اتفاقية رامسار (ادارة الاراضي الرطبة) واتفاقية الامم المتحدة 1997 (استخدام المجاري المائية للاغراض الغير ملاحية)، وغيرها . ونحن نحث جميع دول الاطراف المعنية بالالتزام بهذه المعاهدات والتقيد بها.
وبالرغم من ان السدود المذكورة سابقا اكتملت وبدأت في مرحلة التشغيل، وان اثرها السلبي قد بدء، ومع ذلك فانه لايزال العمل جاري على انشاء سدود اخرى وفي جميع دول حوض دجلة والفرات ومن ضمنها ايران و العراق.
ومن بين المشاريع التي تمثل تهديدا على المياه المشتركة، مشروع بناء ”خزان خارومود تويزركان“ ، والذي تقوم بتشييده ايران على نهر ”روود كورام“ في محافظة همدان. هذا الخزان سوف يكون له تأثير على هور العظيم واهوار الحويزة، و الاراضي الرطبة والاهوار المشتركة بين ايران والعراق.
كذلك يتواصل العمل على بناء سد اليسو على اعالي نهر دجلة في تركيا، والذي سيضاعف التهديد والخطر المحدق بنهر دجلة بشكل عام وعلى الاهوار والمناطق الرطبة بشكل خاص. ولان المجتمع المدني في ايران يعي الاضرار الجسيمة لسد اليسو قام عدد من المدافعين عن البيئة والمعارضين للسدود الكبيرة بشكل عام وسد اليسو بشكل خاص باطلاق عريضة الكترونية ضد سد اليسو، ونحن بدورنا نحث المواطنين المهتمين بتوقيع هذه العريضة ”للتوقيع اضغط هنا“.
وتؤكد حملتنا وتماشيا مع المبادئ التي تأسست من اجلها، معارضة بناء اي سد كبير على نهر دجلة وروافده في كل دول حوض نهري دجلة والفرات، وندعوا جميع الحكومات للتحاور، وندعو بشكل خاص حكومة ايران والعراق للبدء بحوار عميق حول ادارة الموارد المائية المشتركة بشكل يتطابق مع المعايير الدولية و الاتفاقيات المتخصصة، خصوصا في المناطق الحدودية مثل ديالى واقليم كوردستان العراق، حيث تتسبب شحة المياه المتاتية من تشغيل السدود الايرانية، بمشاكل جمة تتفاقم مع مرور الوقت بشكل يؤثر على المجتمعات المحلية هناك.
هذا وان التأثيرات السلبية للسدود تم وصفها على نطاق كبير من قبل خبراء ومؤسسات دولية (على سبيل المثال انظر الى تقرير اللجنة العالمية للسدود عام 2000).
ان حملة انقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية تشجع ادارة مستدامة للانهار المشتركة فيها تعاون بدلا من الانفراد، تعاون بين الدول وحفاض على نوعية وبيئة الانهار وضمان تقاسم عادل للموارد المائية بين جميع شعوب دول حوض نهري دجلة والفرات.