من هيت والرمادي في اعالي الفرات، شباب متطوعين للتعايش السلمي واللاعنف
اعالي الفرات وبعد التحرر من داعش، بحاجة لاهتمام وتعاون الجميع، فهذه المنطقة التي عانت ماعانت من المؤمل لها ان تعود كفاعل اساسي في عملية اعادة السلم والتعايش في العراق. وفي هذا التقرير امثلة عن عدد من الانشطة التي تم تنفيذها خلال شهر تموز وكان عمادها الشباب المدني من مدن هيت والرمادي.
شاقوفيان وصدى الاعلام، في ورشة للتخطيط لأنشطة للتعايش السلمي في هيت
تلقى عدد من النشطاء الشباب من مدينة هيت وعلى مدى يومي ٨-٩ تموز ٢٠١٧ في بغداد وعلى قاعة منظمة صوتنا، ورشة تدريبية في مفاهيم اللاعنف، شارك فيها عشرة شباب ينتمون لفريق شاقوفيان التطوعي، وفريق صدى الحياة للأعلام.
الشباب القادمين من مدنية هيت، والتي تعرضت لاحتلال تنظيم “داعش” الإرهابي خلال الفترة الممتدة بين عام ٢٠١٤-٢٠١٦، جزء من عدد واسع من الشباب الذي يحاول ان يستعيد الحياة بعد تلك الفترة المظلمة.
ويتوجه هؤلاء الشباب اليوم لاقامة حملات بين الفرق المشاركة لبث روح التعايش السلمي داخل المدينة. وكانت الورشة مناسبة لمناقشة عدد من الفعاليات والانشطة التي تصب بهذا الاتجاه. كما يسعى فريق شاقوفيان لافتتاح منتدى شاقوفيان الثقافي الذي يتأمل ان يكون منبرا لبث الثقافة والوعي بين شباب المدينة. وقد توصل المشاركون لاتفاق على العمل المشترك بين كل من فريق شاقوفيان وفريق صدى الحياة للاعلام، بالتوجه لتجميع عدد اخر من الفرق والمنظمات والناشطين ولتشكيل منتدى هيت الاجتماعي كفضاء مفتوح للنشاط المدني.
شباب وفتيات امل الرمادي، وتدريب حول اللاعنف
استضاف مقر المنتدى ألاجتماعي العراقي في بغداد وخلال يومي ٢٦-٢٧ من تموز خمسة نشطاء وناشطتين من الرمادي، نشطوا في عدد من الفرق والمنظمات التي عملت في الرمادي في الاعوام الماضية، في اطار ورشة تدريبية حول مفاهيم اللاعنف.
وكما في تدريب مدينة هيت، قدم تدريب الرمادي المدرب غيلان الجبوري عضو جماعة لاعنف بغداد وممثل مجلس الاعتدال العراقي، واحتوى البرنامج مواضيع شملت مفاهيم اللاعنف، والنضال اللاعنفي الذي تخوضه مختلف الحركة الاجتماعية في سبيل تحقيق أهدافها في بناء حياة أفضل للإنسان. كما وركز التدريب على آليات تخطيط وادارة الحملات للتأثير بالرأي العام، وخلق الوعي الاجتماعي لدى الناس.
وشمل التدريب التطرق الى اليات العمل الجماعي والفرق الطوعية وخصوصا تجربة المنتدى الاجتماعي العراقي و ومساراته ودور كل مسار منها وما هو وموقعه من الحركة الاجتماعية المحلية والدولية.
وتضمن التدريب الذي استمر يومين افكار عن العمل الجماعي واتفق النشطاء السبعة على تشكيل فريق الامل، والذي من المؤمل ان ينشط في الرمادي لتفعيل العمل المدني وخصوصا في مجال التعايش السلمي وذلك لما عانت منه مدينة الرمادي من ايام عصيبة اثناء احتلال داعش لها والدمار الذي تعرضت له المدينة وصولا لتحريرها وبدء مرحلة جديدة. واحد الافكار التي تم مناقشتها من فريق الامل هو العمل على مارثون في مدينة الرمادي وهو امر حققه الفريق بوقت قياسي.
مارثون لأنبار أمنة
وتحت شعار (انبار آمنة ) وبرعاية منظمة عالم آلأمل للإغاثة والتنمية، والمنتدى الاجتماعي العراقي،نفذ مساء الثاني والعشرين من تموز مهرجان رياضي متمثل بماراثون الرمادي للسلام وهو الاول من نوعة في المحافظة. وشارك فيه مايقارب 150 رياضي من مختلف آلأعمار بينهم لاعبي الاتحاد العراقي لالعاب القوى. وانطلق المتسابقون من ملعب الموج باتجاه ملعب بيت ورود على الشارع الحولي في مدينة الرمادي.
وساهم عدد من الدوائر الحكومية بهذه الفعالية وبضمنها مديرية شرطة آلأنبار ومرور آلأنبار ودائرة صحة آلأنبار. والقى ألأستاذ مصطفى الريشاوي رئيس منظمة عالم الامل كلمة ترحيبية بالحضور الكرام بعدها كان هناك كلمة آلأستاذ صفاء محمد ابو ريشة معاون محافظ آلأنبار للشؤون الرياضية ثم كلمة العميد خالد جعيجر امر افواج آلأنبار ثم كلمة الدكتور مبدر مطلب رئيس اﻻتحاد الفرعي لإلعاب القوى. وحضر المهرجان العقيد احمد عبد شرقي ممثل مديرية مرور آلأنبار والأستاذ باسم اﻻنباري المستشار آلإعلامي لمحافظ آلأنبار والسيد محمد حمود مدير اعلام المحافظة ورؤساء اندية رياضية وجمهور غفير من الرياضيين الرواد . كما حضر ايضا ممثلين عن بعض القنوات الفضائية لتغطية المهرجان والوكالات الاخبارية. وفي الختام وزعت الهدايا على الفائزين، حيث فاز بالمركز الاول اللاعب الاسيوي العداء محمد حبانية اما المركز الثاني فقد فاز العداء خطاب عامر، وحل في الثالثة صلاح خالد.
وتاتي هذه الانشطة ضمن برنامج متكامل عنوانه ”مسارات التعايش“ ويسعى لتعزيز التعايش السلمي في المدن العراقية وخصوصا تلك التي تعرضت لهجمات الارهاب واحتلاله، وتحررت بعد معاناة مريرة. وتسير خطة العمل في برنامج مسارات التعايش باتجاهين، الاول يضم مدن نهر دجلة مثل ( بغداد، تكريت، الديوانية، الكوت، العمارة). والثاني يضم مدن ( الرمادي، هيت، بابل، النجف، الناصرية) في تصور يمثل ارتباط هذه المدن ببعضها البعض عبر شرايين الرافدين دجلة والفرات. ويهدف البرنامج لترسيخ مفاهيم السلام والبديل اللاعنفي لحل النزاعات، ورفع الوعي المجتمعي بمفاهيم المدنية والمواطنة وتقبل الاخر. وكذلك لتعزيز دور الشباب في بناء التعايش واعادة ربط مدن وادي الرافدين مع بعضها البعض.
وهذا البرنامج ينفذه بشكل اساسي فرق شبابية تنسق عملها فريق من شباب المنتدى الاجتماعي العراقي، و بدعم من مؤسسة “فاي”، وبالتعاون مع منظمة صوتنا، ومركز المعلومة للبحث والتطوير، مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي، وجمعية جسر الى.. الايطالية.