مهرجان ثقافي إجتماعي لبث روح التعايش السلمي في مدينة قامشلو
سوريا – قامشلو
لا إختلاف في القيم الاساسية الكبرى كالحق في الحياة وكرامة الإنسان والحرية والمساواة والعدل، وان احترام هذه الحقوق الضرورية ومراعاة ثقافة الإختلاف وترسيخ أهميتها بين مختلف الشعوب والامم وحده الذي يعيدنا الى قيمة الإنسان.
ومن اجل ترسيخ الحب لمدينة قامشلو ، وفي ختام مشروعها “نحن نحب قامشلو”، قام فريق عمل منظمة دوز للمجتمع المدني بتنظيم مهرجاناً حمل عنوان “نحن نحب قامشلو” في صالة قصر النبلاء بمدينة قامشلو بتاريخ 16-12-2017، وذلك بالتعاون مع عدد من المنظمات والجمعيات المحلية وهم “جمعية جومرد الخيرية، منظمة الهيئة الوطنية العربية، منظمة سارة، جمعية شاويشكا، منظمة بلدنا، جمعية دوست، منظمة كرد بلا حدود، منظمة الأرضية المشتركة، منظمة حقوق الأنسان في مقاطعة الجزيرة”، مع حضور غفير من كافة المكونات والفعاليات الثقافية والدينية واهالي المدينة، وتغطية ملفتة من قبل وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والإلكترونية.
بدأ المهرجان بدقيقة صمت على أرواح الشهداء، تلاه كلمات ترحيبية من قبل القائمين على المهرجان، تحدثت عن الدمج الاجتماعي وأهميته بين أطياف المجتمع، وأهمية هذا المهرجان في تحقيق هذا الاندماج، وتخلل المهرجان عروض غنائية وشعرية وتمثيلية ورياضية، بالإضافة لعرض الأزياء الفلكلورية لكافة شرائح المجتمع المحلي، وتقديم برومو عن مبادرة نحن نحب قامشلو، وآخر عن مدينة قامشلو والشخصيات البارزة التي انطلقت من المدينة.
اثناء الاحتفال قدمت منظمة جومرد من خلال فرقة فدنك الغنائية فقرة غنائية تضمنت أغاني كردية وعربية وأشورية، كما قامت منظمة سارة بتقديم فقرة شعرية للصغار باللغتين الكردية والعربية، من ثم قامت جمعية شاويشكا بتقديم فرقة موسيقية لتعرض مجموعة من الموسيقى على آلات مختلفة. ايضا قدمت منظمة دوز الفنان المسرحي عبد المجيد محمد خلف لتقوم فرقته المسرحية بعرض مسرحية تحاكي الواقع السوري العام في ظل الحرب الدائرة، يدعو في مسرحيته للتكاتف المجتمعي ونبذ العنف.
تطرقت منظمة دوز وفريق قامشلو لعرض سير ذاتية لشخصيات لها بصمة في مدينة قامشلو ، بالاضافة لتقديم الطفل جكر الذي يعزف على آلة البزق ويغني باللغتين الكردية والعربية. تضمن المهرجان ايضا عروضات لرياضة التايكواندو بالتعاون مع نادي رياضي محلي، لتقوم بعدها فرقة مسرحية قدمتها منظمة دوز بتقديم عرض مسرحي ينادي بالمساواة ويدعو لنشر التآخي.
كما تضمن المهرجان عرضاً لأزياء شعبية من المنطقة قامت بأدائها فتيات من منظمة دوز والهيئة الوطنية العربية ومنظمة بلدنا. وفي ختام فعاليات المهرجان قامت منظمات دوز، دوست وبلدنا بتقديم فقرة عن العادات التي كانت تتبع في التجهيزات لأعراس المنطقة في السابق.
المهرجان تضمن أيضاً معرضاً للكتاب وأجنحة لعرض تراث وفلكلور المنطقة من لوحات ومخطوطات وصور فوتوغرافية لأهم معالم مدينة قامشلو ومعرضا للأعمال اليدوية بالإضافة لمعرض للفن التشكيلي.
الحضور من منظمات المجتمع المدني والمدنيين ثمنوا جهود القائمين على نجاح هذا المهرجان متمنين الاستمرار في هكذا نشاطات تساعد على التقارب المجتمعي بين المكونات، والذي بدوره لاقا حضوراً اعلامياً كثيفاً. لينتهي المهرجان بمشاركة الحضور في حلقات من الدبكات المحلية، وتقديم الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا المهرجان، ولتبقى قامشلو مدينة الحب والتأخي والسلام.
يأتي هذا المهرجان في أطار زيادة التعريف بالمدينة وتراثها العريق، والعمل على الاندماج الاجتماعي بين المكونات، وترسيخ مبادئ العيش المشترك ضمن برنامج متكامل عنوانه “مسارات التعايش في بلاد مابين النهرين” وبدعم من مؤسسة فاي السويسرية ، يسعى هذا البرنامج لتعزيز التعايش السلمي في مدن نهري دجلة والفرات في العراق وسوريا وتركيا، وفي تصور يمثل ارتباط هذه المدن ببعضها البعض عبر شرايين الرافدين دجلة والفرات..