افتتاح مركز مشحوفنا الثقافي في الناصرية: مصدر جديد للمجتمع المدني
لقد كان إدراج ألاهوار العراقية عام 2016 في قائمة اليونسكو للتراث العالمي إنجازاً هاماً للعراق، وهو ما لم يكن ممكناً حدوثه بدون الجهود الحثيثة التي قدمها المجتمع المدني في جميع أنحاء العراق، من خلال إشراك المجتمعات المحلية والسلطات المحلية. وتعتبر هذه قصة نجاح نعتقد أنها يمكن أن تمتد عبر قضايا أخرى في العراق، وهو السبب الذي جعل المنتدى الاجتماعي العراقي ومبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي ومن خلال شركائهم افتتاح مركز مشحوفنا الثقافي في مدينة الناصرية في 14 أكتوبر 2017. حيث سيكون المركز مصدراً هاماً لمجاميع المجتمع المدني والمنتديات الاجتماعية في جميع أنحاء العراق والتي تعمل تحت اطار مشروع مدعوم من الاتحاد الأوروبي بعنوان “شباب بلاد الرافدين“.حيث سيكون هذا المركز مكاناً يمكن من خلاله سد الانقسامات في المجتمع العراقي و إعادة العمل على بناء الهوية الوطنية.
وستعمل الفرق المدنية العاملة التي يقودها الشركاء المحليون والتي تعمل على قضايا موضوعاتية مختلفة، على استخدام مركز مشحوفنا الثقافي كقاعدة للأنشطة التي تركز على تعزيز حقوق الإنسان والبيئة، بما في ذلك حماية التراث الثقافي والطبيعي – وبخاصة الأهوار العراقية. وفي كل عام سيتم تنظيم معسكر للشباب حول قيمة الأهوار وأنهار بلاد ما بين النهرين، بالإضافة إلى مهرجان حول ثقافات الأقليات العراقية بمشاركة فنانين من جميع أنحاء العراق.
حضر افتتاح المركز في 14 تشرين الأول / أكتوبر في الناصرية عدد من الشخصيات الهامة في المجتمع المحلي (المدني)، بمن فيهم ممثلو بلدية الناصرية ووزارة الموارد المائية. وقد أقيم بازار للحرف اليدوية ومعرض للصور في المركز، يعكس التراث الثقافي الغني للمنطقة والأنشطة السابقة لمجموعة مشحوفنا. وفي أعقاب الخطب التي ألقاها كل من علي صاحب من المنتدى الاجتماعي العراقي، زينب شبر من مركز معلومة، علي الكرخي من مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي و نصير باقر من مجموعة مشحوفنا، تم تقديم مسرحية عن الصيد الجائر، وهي واحدة من القضايا الكبيرة والمهمة في الأهوار اليوم.
وسيتولى إدارة المركز مجموعة واسعة من الناشطين المحليين الذين يحملون نفس إسم المركز “مجموعة مشحوفنا”، وذلك بتنسيق من مركز معلومة، المنتدى الاجتماعي العراقي، منظمة جسر الى… ومبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي.
تم تأسيس مجموعة “مشحوفنا” – والتي تعني بالعربية القارب التقليدي الذي يستخدمه عرب الأهوار في التنقل- عام 2016 من قبل متطوعين شباب من مدينة الناصرية بالتعاون مع حملة “إنقاذ نهر دجلة” و “جمعية حماة دجلة”، وهما شريكان يعملان على حماية الموارد المائية في المنطقة. وقد نظموا في العام الماضي معسكرا للشباب في الأهوار، وسيستمر هذا الحدث السنوي كجزء من مشروع “شباب بلاد ما بين النهرين”. كما تعمل حملة انقاذ نهر دجلة منذ عام 2012 على حماية الأهوار العراقية وتعزيز الهوية المشتركة لتراث بلاد ما بين النهرين، وسوف يستمر مركز مشحوفنا في البناء على نفس هذه الخطى.