اليونسكو بحاجة لمعرفة مدى تهديد السدود في دول المنبع على الاهوار العراقية – ندعو للعمل مع المجتمع المدني المستقل
بيان من حملة انقاذ نهر دجلة موجه الى لجنة التراث العالمي
23 يونيو 2018 ، منتدى المجتمع المدني لمراقبة التراث العالمي ، قبل انعقاد الدورة 42 للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو
نحن، منظمات المجتمع المدني التي شاركت في المنتدى الدولي الخامس للمنظمات غير الحكومية المعني بالتراث العالمي المعرض للخطر، والذي نظمته منظمة رصد التراث العالمي في الفترة 22-23 يونيو 2018 في البحرين، قادمين من 24 دولة في 6 قارات ، كمواطنين نشطين مهتمين بالتعامل مع مواقع التراث الثقافي العالمي في أماكن مختلفة، نود أن تلفت انتباه لجنة التراث العالمي إلى ما يلي:
القرار
على اليونسكو ان تتابع الضرر الذي تسببه سدود دول المنبع لنهري دجلة والفرات على الاهوار العراقية، نطالب لجنة التراث العالمي وهيئاتها الاستشارية ان تعمل مع مجتمع مدني مستقل لمعالجة هذه المشكلة.
بعد مرور عامين على إدراج الأهوار في قائمة التراث العالمي ، قدمت الحكومة العراقية تقريرها الأول عن حالة حفظ الطبيعة امام لجنة التراث العالمي لمتابعة تنفيذ طلبات اليونسكو المنصوص عليها في القرار 40COM8B.16 الصادر عن اليونسكو. ملف الأهوار هو ملف طبيعي وثقافي مختلط ومركب يتألف من عدة مواقع. عبر المجتمع المدني في العام الماضي عن قلقه من إمكانية إزالة هذه المعالم من قائمة التراث العالمي بسبب الافتقار إلى الإدارة الشاملة. في أيار / مايو 2018، أصدرت اليونسكو مشروع القرار 42COM7B.66 الخاص بأهوار العراق ، قبل الدورة 42 للجنة التراث العالمي.
يوافق تقرير اليونسكو على المخاطر التي تم تحديدها والتي تؤثر على الحفاظ على الأهوار. تقر اليونسكو بأن تدفقات المياه المضمونة وتوزيع المياه للعنصر الطبيعي في الأهوار، ما زالت تمثل تحديًا. ومع ذلك، لا يزال القلق يساور اليونسكو من التقليل من عواقب إنشاء السدود في المنابع. في حزيران / يونيو 2018 ، تأثر العراق من الجفاف الذي أدى إلى انخفاض كبير في مستويات المياه لنهر دجلة، والتي تعتمد عليها الأهوار العراقية. من المتوقع أن تنخفض مستويات النهر بنسبة 40٪ عند بدء تشغيل سد اليسو في تركيا. في تقريرها ، تدعي اليونسكو أن هناك “جهوداً مستمرة من أجل إبرام اتفاقيات طويلة الأمد لتقاسم المياه بين العراق وإيران وتركيا” على الرغم من عدم وجود مفاوضات مستمرة. في هذه اللحظة ، لم تتلق حكومة العراق سوى تأكيد شفهي بأن تركيا لن توقف تدفق المياه إلى العراق، ولكن ليس هناك اتفاق مكتوب. وقد تعزز اتفاقية رامسار بين العراق وإيران من فرص الحوار، ولكن لا يوجد اتفاق على الحدود وتقاسم المياه من أجل الحفاظ على الأهوار. بدون معاهدة حول تقاسم المياه بين الدول المتشاطئة مع الجفاف الذي يحتمل أن يحدث بشكل متزايد في المستقبل القريب، سيبقى تدفق المياه إلى الأهوار العراقية تحت التهديد. داخل العراق تتنافس الحاجة الطبيعية للمياه في الأهوار مع مستخدمين آخرين للمياه. ينبغي على اليونسكو الاعتراف بأن موقع التراث العالمي يعتمد على هذه التدفقات المائية الأولية، ومع الهيئات الاستشارية، يجب أن تلعب دوراً نشطاً للتوسط بين الدول المتشاطئة.
فيما يتعلق بالمواقع الأثرية الثلاثة (اور، اريدو والوركاء)، لا تزال هناك حاجة إلى خطط حماية شاملة. أنشأت مبادرة تضامن المجتمع المدني العراقي مبادرة أوريم ، التي تقترح على السلطات العراقية أن المجتمع المدني في الناصرية ينبغي أن يشارك في وضع خطة مفصلة للحفاظ المستدام على موقع أور الأثري، والتي تشمل علماء الآثار والمهندسين المعماريين والناشطين المحليين والدوليين. تم تقديم مبادرة أوريم بالشراكة مع سكان من المنطقة المحيطة وتم استقبالها بشكل إيجابي من قبل السلطات المحلية في الناصرية.
لا تزال المجتمعات المحلية والمجتمع المدني المستقل غير معتبرة بالكامل كشركاء أساسيين في تطوير استراتيجية طويلة الأجل لحماية الأهوار. يقر مكتب اليونسكو في العراق والهيئات الاستشارية بأن الحماية القانونية المتوفرة للتراث غير كافية، وأن إنفاذ القانون لا يزال يمثل تحديًا. من أجل الحماية القانونية للأهوار، يجب تمرير قوانين جديدة وتدعيم القوانين القائمة. وللمجتمع المدني دور هام في الدفع باتجاه اعتماد إطار قانوني محسن والدعوة إلى تنفيذ القانون. ولذلك فمن مصلحة لجنة التراث العالمي إشراك المجتمع المدني في حماية موقع التراث. وبالتالي ، فإن طلب لجنة التراث العالمي مرحب به لإرسال بعثة من مراكز التراث العالمي / IUCN / ICOMOS للمراقبة التفاعلية لتقييم ممتلك الاهوار واعتبار هذه فرصة للبعثة للالتقاء بالدعاة المحليين للمجتمع المدني المستقل.
ندعو لجنة التراث العالمي الى:
1- ملاحظة ان الاهوار العراقية المدرجة على قائمة التراث العالمي، معرضة للخطر على المدى القريب بسبب الانخفاض المحتمل في تدفقات المياه الناتجة عن بناء السدود و وبسبب تغير المناخ على المدى الطويل.
2- تيسير الوساطة الدولية بين الدول الأطراف (العراق وتركيا وإيران) للاتفاق على معاهدة لتقاسم المياه بين الدول المشاطئة، وحماية تدفق المياه إلى أهوار العراق من اضرار السدود في المنابع.
3- ندعو بقوة إلى عملية تشاركية داخل العراق لإعادة هيكلة خطة إدارة المياه لضمان تخصيص المياه للأهوار وحصص المياه المستدامة بين مختلف المحافظات.
النظر في إدراج “أهوار” في قائمة التراث العالمي في خطر بسبب الانخفاض المحتمل في تدفقات المياه بسبب بناء السدود في المدى القريب وتغير المناخ على المدى الطويل.
4- مقابلة المجتمع المدني المستقل والمجتمعات المحلية خلال الزيارة الميدانية القادمة الى العراق، ودعم تشكيل ائتلاف من المجتمع المدني العراقي يضم جميع أصحاب المصلحة والمعنيين على حد سواء.
5- دعم مبادرة أوريم في جهودها لتطوير خطة حفظ طويلة الأجل لموقع اور.
6- مطالبة السلطات العراقية لإشراك المجتمع المدني العراقي والمجتمعات المحلية في جميع مستويات التخطيط والتنمية للأهوار.
المنامة، البحرين، 23 حزيران 2018