المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

الاول من أيار يوم لتأكيد الخصوصية الطبقية للعمال واستقلاليتها عن التيارات البرجوازية

عام جديد واحتفال جديد بالاول من ايار، وتصاعد المشاركات الجماهيرية الواسعة في احتفالات العمال، حيث ينخرط الكادحون والمعطلون عن العمل، والنساء المحرومات والفئات التي تعاني التمييز والتهميش. ان هذا دليل اعلان هذه الفئات الاجتماعية على تخندقها مع العمال في النضال ضد المستغلين، وهي تعلن ان مصدر الاستغلال والتمييز والظلم القومي والعنصري، نابع من مصالح الاسياد الرأسماليين  وحواشيهم وتوابعهم من كل لون.

بلغ الجشع والظلم الرأسمالي مديات تهدد وجود الحياة نفسها على الارض، وتسبب في تلويث التراب والماء والهواء، خدمة لمصالحه وسعيا لتعظيم الربح. واصبحت مناطق بكاملها موبوءة ومصدراً لموت الالاف من الناس نتيجة حروب الرأسماليين، كما يجري في العديد من مناطق البصرة، الى جانب العديد من مناطق العراق والعالم المنكوبة بالتلوث الاشعاعي. ولا يتردد الرأسمال لحظة في نسف مدن ودول بكاملها سعيا وراء مصالح الربح والهيمنة، ويجري تخطيط الاقتصاد العالمي وتوجيه الموارد ومصادر الطاقة حسب متطلبات سلاسل التوريد العالمية، التي تبقي دولا وقارات تحت الهيمنة والتخلف والفقر، مقابل تأمين سيطرة الشركات، تشاركها الحكومات والانظمة السياسية كممثل لرأس المال.

يفيض العراق بالعديد من الثروات ومصادر الطاقة ومكامن الاحتياطيات الهائلة، في حين يعيش الملايين تحت خط الفقر، ويبحث الملايين عن فرصة عمل دون جدوى، ويحرم الملايين من الخدمات، وتجري خصخصة التعليم والصحة وهيكلة الصناعة وتصفية الشركات والمصانع. في حين يجري استقدام واستغلال العمال الاسيويين في ظروف تشبه العبودية، بسبب انخفاض اجورهم وخضوعهم للعمل ساعات اطول من يوم العمل. ويشتد التراجع المفروض على حياة المرأة بسبب تراجع الدخل وتشديد العمل المنزلي، وتشديد القوانين والاعراف التي تركز تسلط الانظمة المستبدة والاسنغلالية.

لم تتوقف احتجاجات العمال في العراق طوال الاعوام الاخيرة واتخذت اشكالاً اكثر حدة خلال العام المنصرم، واصبحت ملهمة للعديد من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالخدمات والقضاء على الفساد.

ورغم ان العمال لم يبنوا نقابات ومجالس موحدة قوية وواسعة، الا ان نضالهم يتخذ شكل التجمع العام ويطور كوادر ومناضلين عماليين في خضم هذا الصراع. ان درجة التناقض بين مصالح العمال والفئات الواسعة من المحرومين تفرض على العمال تطوير وسائل سياسية طبقية مستقلة عن تأثير التيارات البرجوازية والاصلاحية.

ان تجربة الثورات والانتفاضات الاخيرة في المنطقة وخاصة السودان والجزائر وفرنسا، اثبتت ان الملايين المنتفضة بحاجة الى وسيلتها السياسية المعبرة عن حركتها، وبخلافه ستسيطر تيارات تركب الموجة لتحقيق اهداف ومصالح برجوازية. ومع تآكل الاوهام الليبرالية وما يسمى بدولة الرفاه، وتفاقم الصراعات الاجتماعية، وانكشاف الاستقطاب الطبقي اكثر فأكثر، يصبح بديل الطبقة العاملة للمجتمع هو الخيار القائم امام البشرية، وهذه نقطة انطلاق يتعين بناء السياسات على اساس متطلبات انجازه وتحقيقه، ولا يجوز الاكتفاء بترديده كشعارات كما تفعل التيارات التي تعتاش على تصاعد الحركة العمالية وترديد الشعارات.

ان خبرة العمال وجماهير الشعب مع السلطة الحالية في العراق، تدلها على ان اي اصلاح أو تغيير ايجابي غير ممكن في ظل السياسات التي تنتهجها السلطة، والتي تشكل فلسفة وجودها. ان كل التيارات السياسية المشاركة في السلطة الحالية، لاتمثل بديلا او افقا للمجتمع، وشأن باقي الاقطار في العالم، يصبح بديل العمال للمجتمع هو الحل.

ان انهاء الاستغلال والظلم، هو بانهاء تسلط القسم الناهب للثروة والسلطة على المجتمع، وتحرير وسائل المعيشة من سيطرته، وتنظيم تشريك وسائل المعيشة والعمل، واقامة سلطة العمال كممثل لكل المجتمع.

عاش بديل العمال  بوجه البربرية الرأسمالية

عاشت الاشتراكية

اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق