بغداد تستضيف أول منتدى إجتماعي عراقي وترفض الاستسلام للعنف
عندما بدأت الاستعدادات، كان المنظمين المحليين للمنتدى الاجتماعي العراقي يأملون في حشد أكثر من خمسة آلاف ناشط، بين عراقي ودولي (اقرأ الدعوة للدوليين) في وسط بغداد. كان هدفهم من خلال هذا الحدث، هو إعادة وجه السلام والنشاط المدني في المدينة التي كانت في يوم من الايام تعرف بإسم دار السلام (اقرأ ميثاق المنتدى الاجتماعي العراقي).
العديد من التحديات واجهت هذه المجموعة من الناشطين، و كان الحصول على الموافقات الرسمية لإقامة حدث مستقل كالمنتدى الاجتماعي العراقي أمراً غاية في التعقيد في خضم الصراعات السياسية الحالية. بل لعل الامر الاكثر تعقيداً هو تنظيم حدث كهذا في الوقت الذي تشهد فيه البلاد موجة جديدة من العنف، الذي جعل العراق حاضراً في عناوين وسائل الإعلام الدولية مرة أخرى، في أخبار تتحدث عن آلاف الضحايا المدنيين هذا العام.
لكن العراق لا يعني العنف فقط، وهذا ما سيقوله لكم البغداديون، فنحن لن نستسلم وسوف نبني بلدنا. من العدم تقريبا، قامو ببناء مشروع كبير، و أعادوا الامل في ما يقارب مدة ثلاثة أشهر، حيث نجح منظمي المنتدى الاجتماعي العراقي في جذب حوالي 130 من شباب وشابات العراق للتطوع لإقامة المنتدى المقبل. ونظموا أكثر من ثلاث ورش عمل لتطوير مهاراتهم ومعرفتهم بنهج المنتدى الاجتماعي العالمي، وتقسيمهم لمجاميع صغيرة.
ما هي الامور التي يناقشوها في اجتماعاتهم؟ هنا مجموعة من الاجوبة التي تلقيناها:
– “إذا كان الوضع الأمني سيئ غداً، فليس هناك مشكلة، يمكننا اللقاء في يوم آخر”.
– “إذا لم نحصل على أموال لتنظيم تدريب للمترجمين الفوريين، صديقي لديه فندق في شقلاوة وسوف يوفر لنا 20 غرفة مجانا”.
– “أنا لدي فكرة جديدة: دعونا نجتمع معاً لخلق تمثال من القمامة، يمكن أن نطلق عليه “وحش النفايات” ونستخدمه لمعالجة ومناقشة القضايا البيئية خلال المنتدى”.
بهذه الروح يعملون، وبهذه الطريقة تمكنوا من إقناع محافظ بغداد الجديد لمنحهم الإذن لإستخدام فضاء وبنايتي القشلة والمركز الثقافي البغدادي، القريبة من نهر دجلة في وسط بغداد. بناية القشلة كانت سابقاً مقر الوالي العثماني، و قد تم تجديدها مؤخراً. وترتبط بناية القشلة بشارع المتنبي، وهو المكان الرئيسي لبيع الكتب وملتقى المثقفين البغداديين.
هذا المكان الفريد من نوعه في بغداد سيستضيف الفعاليات المفتوحة في اليوم الثاني والثالث من أيام المنتدى. فاليوم الأول سيعقد داخل جامعة بغداد في الجادرية، حيث سيخصص هذا اليوم لفعاليات الرياضة ضد العنف (اقرأ هنا عن فعاليات الرياضة ضد العنف) ثم إلى فعالية إفتتاح المنتدى الاجتماعي العراقي. هذه الأماكن تعد من الاماكن الأكثر أمانا نسبيا من المواقع الأخرى في بغداد، وتسير فيها الحياة الاعتيادية بشكل يومي. فإن الفعاليات والفنادق التي ستقوم بإستضافة الاجانب لن تكون داخل المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة العراقية والسفارات الأجنبية، رمز القوى السياسية.
فالكثير من الأجانب يزورون بغداد كل يوم، لأغراض تجارية أو من أجل السياحة الدينية بشكل أساسي. حيث ان غالبية الأجانب الذين يزورون بغداد هم من الجنسيات التركية والصينية والإيرانية، وينزلون في عدد من الفنادق الآمنة والمحمية. وما يتوقعه منظمي المنتدى الاجتماعي العراقي بدلاً من ذلك، هو وصول وتواصل النشطاء الدوليين في حركة التضامن العالمي مع الشعب العراقي. فقبل أيام قليلة قامت اللجنة المنظمة للمنتدى الاجتماعي العراقي – والتي تتألف منظمات عراقية غير حكومية ونقابات واتحادات نقابية من جميع محافظات العراق – بإرسال رسالة إلى جميع الأجانب لتشجيعهم وحثهم على المشاركة في اعمال المنتدى الاجتماعي العراقي:
الزملاء الاعزاء
تحية طيبة
في البدء نتقدم لكم بجزيل الشكر والتقدير، على المساعد القيمة التي تقدمونها لنا من دعم معنوي ومشورة، وتفاعل مع نشاطات المجتمع المدني العراقي، وسرنا كثيرا التعاون معكم في اقامة اول منتدى اجتماعي عراقي، ليكون مساحة واسعة للحوار وتبادل الافكار والخبرات، يساهم فيه جميع العراقيين.
احبتنا، لا يخفي علينا وعليكم تدهور الاوضاع الامنية في الايام الماضية، والذي ادى الى سقوط عشرات الشهداء من المدنيين الابرياء والقوات الامنية، وهذا بدوره انعكس على موقفكم من المشاركة في اعمال المنتدى نهاية شهر ايلول المقبل، مما ادى الى خيبة أمل اللجنة التحضيرية المنظمة للمنتدى. ولكننا ومن وسط العاصمة بغداد نود ان نعلمكم بان الاوضاع ليست سيئة بالحد المرعب فالحياة مستمرة ونحن نعمل وننشط ونعيش بشكل طبيعي.
ان انعقاد المنتدى وبمشاركة محلية ودولية واسعة له انعكاساته الايجابية على الاوضاع والازمات التي يمر بها بلدنا، وهي داعمة لنشاط المجتمع المدني العراقي، الساعي لأخذ دوره الريادي في حلحلة الاوضاع، واعطاء موقف صريح ازاء ما يحصل الان من صراع سياسي انعكس بالسلب على الوضع الامني والمعيشي للمواطنين العراقيين.
من اجل ان يكون لنا دور كبير في تنظيم امور بلدنا، وتعديل السياسات العامة للدولة، ندعوكم للحضور والمساهمة في اعمال المنتدى، فضلا عن تنظيم فعاليات وانشطة طوال ايامه، لكي تنقلوا آمال وتطلعات العراقيين، ولكي تروا على ارض الواقع همة وحب العراقيين للحياة، سيما واننا وضعنا أسس جيدة لنجاح المنتدى ونقصد بها توفير المكان المناسب واجراء التنسيقات المحلية لتسهيل اقامة فعاليات المنتدى وانجاحه.
مرة اخرى نشكركم، ونتمنى حضوركم لبغداد المحبة والسلام ولاجل عراق افضل …
اللجنة التحضيرية للمنتدى الاجتماعي العراقي
بغداد، 29 تموز 2013
إذا كنت ترغب في المساهمة بأعمال المنتدى الاجتماعي العراقي، قم بتسجيل نشاط من هنا
إذا كنت من خارج العراق وترغب بحضور فعاليات المنتدى او المشاركة فيه، قم بالتسجيل من هنا