أوقفوا حربًا جديدة في العراق! حان الوقت لوقف التصعيد الآن!
المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI)
8 يناير 2020
إن الاحتجاجات التي يقودها الشباب بأغلبية سلمية وبدون عنف، والتي انطلقت في جميع أنحاء العراق منذ الأول من تشرين الأول (أكتوبر) – في بغداد والنجف وكربلاء وواسط والديوانية وبابل والعمارة والسماوة والناصرية والبصرة – كان عليها الرد خلال الاسبوع الماضي على سلسلة من الأحداث العنيفة التي تسببت بها قوات خارج العراق.
- فبعد مقتل مقاول أمريكي وإصابة أربعة جنود أمريكيين عندما أطلقت كتائب حزب الله – وهي ميليشيا عراقية تابعة لإيران – صواريخ على قاعدة عسكرية عراقية ، في 27 ديسمبر / كانون الأول ، شنت إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب غارات جوية على قاعدة عسكرية تابعة لكتائب حزب الله ، على مقربة من الحدود العراقية السورية ، أدت الى مقتل 25 من أعضاء المجموعة.
- ثم إقتحم المتظاهرون المؤيدون لإيران مجمع السفارة الأمريكية في المنظقة الخضراء في بغداد وهم يهتفون “الموت لأمريكا”، واقدموا على محاصرة السفارة لمدة يومين وأشعال النيران في عدة مبان قبل إنهاء حصارهم
- ردا على ذلك ، أمر الرئيس الأمريكي ترامب بشن غارة جوية على قافلة مؤلفة من سيارتين قرب مطار بغداد ، مما أسفر عنه مقتل قاسم سليماني ، أحد كبار الشخصيات العسكرية الإيرانية وزعيم قوات عملياتها الخاصة في الخارج ، وأبو مهدي المهندس ، القائد العراقي في الحشد الشعبي الذي قاتل داعش.
- إيران الان تتعهد بالانتقام.
- أدان السياسيون العراقيون الإضراب بشدة ، واصفينه بأنه انتهاك لسيادة العراق وانتهاك للاتفاقية مع القوات الأمريكية في البلاد.
- أصدر البرلمان العراقي قرارًا يشترط على الحكومة العراقية الإشراف على انسحاب جميع القوات الأجنبية من العراق. رداً على ذلك ، هددت إدارة ترامب بفرض عقوبات اقتصادية قاسية على العراق في حال أصرت الحكومة العراقية على سحب القوات الأمريكية من العراق.
لكن المحتجين والمتظاهرين العراقيين ما زالوا ملتزمين بمطالبهم: تغيير النظام السياسي العراقي بشكل أساسي ؛ ووضع حد للفساد المالي والإداري ؛ و تشكيل حكومة تمثل وتحترم هوية العراق الغنية – وليس المصالح الأجنبية ؛ ومحاسبة جميع الذين قتلوا المتظاهرين السلميين وهؤلاء الذين كان لهم يد في قمع أصواتهم.
لقد كان أحد أعظم آثار الاحتجاجات، التضامن الذي نشأ بين العراقيين من مختلف المحافظات ومن خلفيات دينية وعرقية مختلفة.
إن التصعيد الأخير للتوترات بين إدارة ترامب وإيران يعرض العراق والعراقيين لخطر كبير. أي عمل عسكري سيؤدي إلى حرب إقليمية وسيكون العراق ساحة المعركة الرئيسية. لذلك تدعو المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي إلى اتخاذ إجراءات دولية فورية لحماية العراقيين من أي تصعيد جديد للعمل العسكري. كما يجب على المجتمع الدولي التحرك بسرعة للضغط من أجل الوساطة والدبلوماسية لإيجاد حل سلمي. نحن نعتقد أنه ينبغي على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الدعوة إلى مفاوضات سلام عاجلة بين إيران والقوى الإقليمية الأخرى. فقد حان الوقت لوقف التصعيد الآن، ووقف أي حروب جديدة، وأي عسكرة أخرى في المنطقة.