انتفاضة العراق: مقتل وإصابة محتجين بالكوت ومتظاهرو النجف يلوّحون بالتصعيد
العربي الجديد ـ براء الشمري
تصاعدت حدّة الاحتجاجات العراقية في مدينة الكوت مركز محافظة واسط (وسط العراق)، والتي شهدت مقتل متظاهر وإصابة آخرين بعضهم في حالة حرجة على خلفية استخدام قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق تظاهرات المدينة. وبدأت الصدامات بعدما أغلق متظاهرون مدارس ومؤسسات حكومية وقطعوا جسورا وطريقا رئيسية من بينها شارع الهورة، الذي حاولت قوات الأمن فتحه بالقوة من خلال استخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، ما دفع المتظاهرين إلى رميهم بالحجارة.
وامتدت الاحتجاجات إلى الشارع المؤدي إلى مبنى القائمقامية (الإدارة المحلية). كما حاول محتجون الوصول إلى مبنى قيادة شرطة واسط، إلا أنّ القوات العراقية واجهت التظاهرات بإطلاق نار مباشر تجاههم، ما أسفر عن مقتل متظاهر وإصابة آخرين من بينهم 3 في حالة حرجة.
وقالت مصادر محلية بالكوت لـ”العربي الجديد” إن أعدادا كبيرة من المتظاهرين توجهت للانضمام إلى المحتجين قرب قيادة شرطة واسط مع استمرار عمليات الكرّ والفرّ، مشيرة إلى وصول قوة أمنية مدجّجة بالأسلحة إلى مكان التظاهرات، ما ينذر باحتمال تصاعد وتيرة القمع خلال الليل.
وانضم آلاف الطلبة والموظفين والمتظاهرين إلى ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) للمطالبة بمحاسبة الجهات التي هاجمت الساحة، كما جدد المعتصمون في ساحة الحبوبي ترديد شعارات تطالب بتدخل دولي لإنهاء الممارسات القمعية ضدّ المتظاهرين، بينما قطع متظاهرون الجسور الرئيسية في الناصرية مع فشل محاولات الأمن لتفريقهم، وأطلقت قوات مكافحة الشغب النار لتفريق تجمع للمتظاهرين عند الجسر السريع في المدينة.
في غضون ذلك، منح متظاهرو مدينة النجف (جنوب شرق) أحزاب السلطة مهلة تنتهي يوم السبت المقبل لتنفيذ مطالب ساحات الاحتجاج التي تتمثل باختيار رئيس وزراء غير جدلي، وحسم قانون الانتخابات الجديد والمصادقة عليه، وتحديد موعد الانتخابات المبكرة في فترة لا تتجاوز 6 أشهر، ملوّحين في بيان وزّع في ساحة اعتصام النجف باتخاذ إجراءات تصعيدية في حال انتهت المهلة ولم تتحقق هذه المطالب.
ومن بين هذه الإجراءات غلق الطرق الخارجية لمحافظة النجف، وغلق جميع مؤسسات الدولة باستثناء الخدمية والأمنية، ومنع دخول ممثلي النجف في البرلمان إلى المحافظة بسبب دورهم السلبي في التسويف والمماطلة.
وختم بيان متظاهري النجف “إذا تم الاستمرار بالتسويف والمماطلة سيلجأ المعتصمون إلى طرق تصعيدية أكثر شدة على السلطة الحاكمة”.
ولم تقتصر مظاهر الاحتجاج في النجف على ساحة اعتصام الصدرين بل امتدت لتشمل مناطق أخرى من بينها التجمع على طريق مطار النجف الدولي.
وفي البصرة، توجهت أفواج من المتظاهرين إلى ساحة الاعتصام لتجديد المطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين، بينما قام المعتصمون بإحياء ذكرى قتلى التظاهرات من بينهم الصحفايان أحمد عبد الصمد وصفاء غالي، وكذلك الناشطان الزوجان حسين وسارة، مطالبين بمحاكمات عاجلة وعادلة للقتلة، وإقالة المحافظ أسعد العيداني والقادة الأمنيين.
وفي العاصمة بغداد، استمر التوافد على ساحة التحرير وسط العاصمة، بينما رفع المتظاهرون فوق المطعم التركي (جبل أحد) لافتات كبيرة الحجم طالبت بتدخل الأمم المتحدة لحماية المتظاهرين من القمع الحكومي، وذلك بعد يوم واحد على مطالبة سفراء 16 دولة في بغداد السلطات العراقية بوقف الانتهاكات ضدّ المحتجين.