الدور الاجتماعي والسياسي للفتيات والنساء في زمن جائحة كورونا.
عقدت مجموعة “هي ثورة” الندوة الالكترونية الاولى لها يوم الثلاثاء المصادف 6/4/2020 بعنوان “دور الفتاة والمرأة الاجتماعي والسياسي في زمن وباء فيروس كورونا المستجد “ و التي شملت محورين اساسيين للنقاش، وهما:
- الظروف الحالية للفتاة والمرأة والمطالبة بشأن الضمانات السياسية والاجتماعية
- سبل التكافل الاجتماعي والتعاون بين مختلف فئات المجتمع والدور النسوي في ذلك.
مجموعة “هي ثورة ” هي منصة مجتمعية نسوية فاعلة في الشأن العام, مستقلة ومنفتحة على كل المبادرات التي تشترك معها بالرؤية والاهداف. تعمل المنصة على خلق المبادرات والأنشطة التي تشجع الفتيات والنساء للعمل المدني الفعال والمشاركة السياسية والقيام بحملات متنوعة لصالح الشرائح الاجتماعية المتنوعة.
استضافت الندوة الالكترونية 4 متحدثات، وهن: الناشطة ابرار العاني والناشطة لوديا ريمون والمحامية والناشطة ايمان عبد الرحمن لمناقشة المحور الاول و الناشطة ايناس جبار لمناقشة المحور الثاني.
ابتدأت الجلسة بمناقشة الوجود النسوي في الثورة الذي كان كبيرا جدا و كسر الكثير من القيود المتعارف عليها في المجتمع بخصوص المرأة حيث قامت الفتيات والنساء في بغداد والمحافظات الأخرى بالتنسيق وقيادة التضاهرات بالاضافة إلى الدعم اللوجستي والطبابة. حيث لم تقتصر ادوارهن على التنظيف والاسعاف فقط بل وكانت لهم ادوار قيادية أيضا.
وكما كان لهن نصيب من المشاركة في الاحتجاجت، كان لهن نصيب في التعرض للتهديد والاذى للأسف. حيث تعرض عدد من الناشطات والمشاركات في الثورة الى الخطف والتهديد و الطعن بالشرف والقذف بالكلام في عدة محافظات ابرزها البصرة كون المحافظة ذات طابع عشائري.
و يجب ان لا ننسى ذكر ان مشاركة النساء في الحراك الشعبي ادت الى تكوين وعي داخلي للنساء. يمكن وصف ما حصل من مشاركة واسعة للنساء في الاحتجاجت العراقية بثمرة جهد النضال الطويل للنساء ومنظمات المجتمع المدني خلال السنوات الماضية.
كما ان من ضمن ابرز الامور التي تعاني منها النساء خاصة في المناطق النائية و القروية في ظل ازمة كورونا، هي قلة وعي السكان بضرورة محاربة الفيروس و خطورته. حيث امتنع بعض الاهالي عن تسليم بناتهن اللاتي تعرضن للفيروس كون تقاليدهم المجتمعية او العشائرية تنص على بقاء المرأة في المنزل و اعتبروا ان هذه العدوى واخذ ابنتهم الى المستشفى او الحجر الصحي ستلحق بهم العار.
معاناة اخرى للنساء في فترة الحجر الصحي هي زيادة تعرضهم للعنف الاسري وصعوبة وجودها مع الشخص المعنف بنفس البيئة فبالتالي هنالك ضرورة لالتحرك المدني خاصة بعد تبني شعار “لا للعنف” من قبل الأمم المتحدة.
امر ملحوظ اخر تم نقاشه و هو ان الضغوط بدأت تزداد بشكل ملحوظ على النساء وتحميلهن المسؤولية من قبل الرجل خلال فترات الحجر الصحي، وتسخيرها لاستلام المساعدات والسلات الغذائية وطلبها بدلاً من الرجل بسبب الكبرياء الاجتماعي للرجل من جهة وتسخيرها لنفسها بسبب خوفها من تعرض اطفالها وعائلتها للجوع من جهة اخرى.
انتقالا للمحور الثاني وملاحظة تحول تحول وسائل التواصل الاجتماعي الى قنوات تواصل اجتماعية فعالة جدا بادارة وتنظيم المجتمع وبنسب عالية جداً حيث اصبحت الوجهات الاولى لطلب المساعدة وتنظيم ايصالها الى المحتاجين كذلك لتنظيم عمل الفرق المدنية وتبادل المعلومات.
كما لوحظ ايضا زيادة معاناة الطالبات بسبب التعليم الالكتروني و ضغط الاهل في بعض المناطق ذات الطابع العشائري على الفتاة ورفض التواصل بحجة الأعراف والتقاليد أيضا. حيث ان هنالك الكثير من الفتيات ليس لديهن هواتف ذكية لغرض التواصل مع الأساتذة وبقية الطلاب ومن لديها هاتف لا يسمح لها باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي او برامج الاتصال بين الطالب والأستاذ لعدم ثقة الأهالي في هذه التطبيقات او الأجهزة.
خرجت الندوة بعدة مخرجات كان ابرزها:
- ضرورة اعطاء ضمانات على تطبيق القوانين الخاصة بالمرأة سواء إشراكها في مختلف مفاصل الدولة او في خلايا الازمة،
- اعادة تنظيم دورها وعدم قصره على فترة النزاع او الكارثة بل مده لعملية بناء السلام والتشبيك،
- عدم اغفال دورها واستمرار التمثيل الصوري كما كان قبل انتشار فيروس كورونا في العراق.
- العمل على أطلاق حملة تخصص ارقام طوارئ لمساعدة النساء المعنفة وإطلاق صحفة رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي توعوية ولتنفيذ ونشر الحملة الكترونيا في محاولة للمساهمة في زيادة الثقة النسوية وتقليل خوفها من الشكوى المجتمعية و للتواصل مع الجهات المعنية.