مجلس الأمن الدولي: على العراق وتركيا حل مشاكلهما سياسياً وليس عسكرياً
شيرين كيلو
دعا رئيس مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، العراق وتركيا، إلى حل مشاكلهما سياسياً وليس عسكرياً، في تعقيب على العمليات العسكرية للقوات التركية في جنوب إقليم كوردستان، عاداً ما يجري “مقلقاً”.
وقال كريستوف هيوسكن، لمراسل شبكة رووداو الإعلامية أنه “لا توجد أي معلومات حول ما إذا كان العراق قد طالب باجتماع خاص بتلك العملية”.
وبدأت تركيا في 15 من شهر حزيران الماضي عملية عسكرية في بعض المناطق في إقليم كوردستان، ويقول المسؤولون الأتراك إنهم يسهدفون مواقع لحزب العمال الكوردستاني، إلا أنه وحتى الآن فقد 4 مدنيين على الأقل حياتهم نتيجة القصف التركي، وأصيب آخرون بجروح، وأفرغت بعض القرى من سكانها.
ويرى رئيس مجلس الأمن الدولي، أنه “يجب أن تقوم تركيا والعراق بحل مشكلاتهم بشكلٍ سياسي”.
رووداو: لدي سؤالان، أولهما حول مسودة مشروع القرار الذي قامت كل من المانيا وبلجيكا بتحضيره، حول المعابر الحدودية السورية لدخول المساعدات الانسانية خاصةً معبر اليعربية، إلى أي مدى أنتم متفائلون بقبول المسودة، ومدى أهمية فتح هذا المعبر لدى أعضاء مجلس الأمن، خاصةً في الوضع السئ الحالي لشمال شرق سوريا؟
كريستوف هيوسكن: حول مشروع قرار المعابر الحدودية، أنا ومساعديَّ البلجيكيون مسؤولون عن هذا القرار، وما دفعنا للعمل هو الضرورة الإنسانية، حيث أننا بحاجة لتقديم المساعدات للناس عبر الحدود، قبل 6 أشهر كان هناك الحوار نفسه وطالبنا بفتح معبر اليعربية الحدودي، وقتها تعرضنا لتهجم الفيتو الصيني والروسي، إننا نتخذ مواقفنا بحسب الحاجة الإنسانية، نعم هناك مساعدات من الممكن إرسالها عبر دمشق للمناطق الأخرى، ورأينا كيف أن منظمة الصحة العالمية نقلت المساعدات من دمشق إلى شمال غرب سوريا، إلا أن هذا لا يكفي ولا يسد كافة الاحتياجات وهناك نقصٌ فيه، وسيتم سده من خلال فتح معبر اليعربية، لأننا وضعنا ذلك ضمن مسودة القرار، لا يوجد أمامنا وقت كاف، في الـ10 من هذا الشهر تنتهي مدة القرار السابق الذي يسمح بدخول المساعدات، نحن نريد إيصال مساعدات إنسانية للمنطقة وسنواصل محاولاتنا لانجاح مشروع القرار، في الاسبوع القادم سنرى ما هي النتيجة، نحن نتحرك حسب الحاجة للمساعدات الانسانية، وهناك حاجة ملحة لإرسال مساعدات انسانية لشمال شرق سوريا، وليس هناك أي طريق لإرسال المساعدات من الحدود، ويجب ان تمر المساعدات من تركيا ومن ثم إلى معبرين حدوديين موجودين في مسودة قرارنا ذي الرقم 2504، نحن سنواصل محاولاتنا حتى انجاح مشروع القرار وأعود لأقول ما يدفعنا هو الحاجة الانسانية.
رووداو: الحدود العراقية تتجه الآن نحو وضع شائك، فمنذ اسبوعين بدأت تركيا بعملية عسكرية ضمن الأراضي العراقية، واليوم يقول العراق بأنه سيرسل قوة عسكرية، لإيقاف تركيا حيث كان العراق قد أرسل عدة شكاوى لمجلس الأمن، ماذا سيفعل مجلس الأمن بهذا الخصوص؟ هل وصلتكم أي مطالبات من العراق بعقد اجتماع؟
كريستوف هيوسكن: بشأن العراق وتركيا، نحن ننظر بقلق لهذا الوضع، لم تكن هناك مطالبة بأن يكون هذا الموضوع جزءاً من قائمة عمل مجلس الأمن، على الأقل أنا لا أعلم، إلا أنني لم يمضي على رئاستي لمجلس الأمن سوى 14 ساعة، وأعتقد أن النزاع والخلاف بين الدول المتجاورة يجب أن يتم حله سياسياً وليس عسكرياً.
وكان مدير ناحية سيدكان، التابعة لمحافظة أربيل، احسان الجلبي، أعلن يوم الثلاثاء (30 حزيران 2020)، قيام طائرات حربية تركية بقصف قرى في الناحية.
وقال الجلبي لشبكة رووداو الإعلامية إن طائرات حربية تركية قامت في الساعة التاسعة والنصف من مساء يوم الثلاثاء، بقصف قرى بيركمه ومنطقة سنين، التابعتين للناحية.
وأوضح الجلبي انه وبعد تحليق الطائرت التركية لنحو نصف ساعة في سماء منطقة برادوست، قامت بقصف المناطق المذكورة، مشيراً إلى أن القصف لم يسفر عن خسائر بشرية، لكنه تسبب بخسائر مادية فقط.
يشار إلى أن تركيا قامت بعملية إنزال جوي في جبل خامتير بقضاء زاخو بمحافظة دهوك، يوم الجمعة، (26 حزيران 2020)، حيث نقلت المزيد من جنودها إلى المنطقة الواقعة على بعد 5 كلم عن ثكنة عسكرية لقوات حرس الحدود في قرية شرانش.
وقال مدير ناحية دركار في زاخو، زيرفان موسى لشبكة رووداو الإعلامية إن “طائرة عسكرية تركية، نفذت عملية إنزال جوي في جبل خامتير الواقع بالقرب من ثكنة عسكرية لحرس الحدود في قرية شرانش”، مبيناً أن “هذا يشكل خطراً كبيراً على سكان مناطقنا”.
وأضاف أن “القصف الجوي والمدفعي يتكرر بشكل يومي، كما أن تركيا تواصل تقدمها في المنطقة”، موضحاً أن “العمليات العسكرية منذ انطلاقها طالت 30 قرية، ما يمثل خطراً على 13 ألف مواطن إلى جانب 27 ألف لاجئ يقيمون في ثلاث مخيمات، حيث يثير القصف ذعر الأهالي”.
بدوره، قال مدير ناحية باتيفا، دلشير عبدالستار لرووداو، إن “القصف المستمر ألحق أضراراً مادية باثنتي عشرة قرية في الناحية، كما تم إخلاء قرية بالكامل، فيما يهدد خطر الإخلاء سكان ثلاث قرى أخرى”.
ولفت إلى أن “العمليات العسكرية تمثل خطراً على نحو 10 آلاف من سكان المنطقة”.
ومؤخراً، أعلنت وزارة الدفاع التركية انطلاق عمليتين ضد مقاتلي حزب العمال الكوردستاني في إقليم كوردستان، وكانت العملية الأولى جوية باسم “مخلب النسر”، والثانية عملية برية في منطقة حفتانين باسم “مخلب النمر”.
ولا تزال العمليات التركية مستمرة داخل أراضي إقليم كوردستان، حيث يقصف الجيش التركي المناطق الحدودية.
واندلعت اشتباكات بأنواع مختلفة من الأسلحة، يوم الجمعة الماضي، بين مقاتلين من حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي، في قرية شرانش التابعة لناحية دركار شمال شرقي قضاء زاخو في إقليم كوردستان، وسط تحليق الطائرات الحربية التركية تحلق فوق المنطقة.
كما أعلن حزب الحياة الحرة الكوردستاني المقرب من حزب العمال، مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين، بقصف تركي على منطقة “كونه ماسي” في السليمانية يوم الخميس، حينما كانوا يستقلون سيارة خلال “عودتهم من تنفيذ إحدى الواجبات”، على حد قوله.
وكانت وزارة الدفاع التركية، قالت في تغريدة إنه “كما هو الحال عليه في العمليات السابقة، لم ولن تلحق عملية مخلب النمر الأذى بأي مدني، والجيش التركي يعتبر المدنيين والأراضي والمباني التاريخية والآثار الثقافية عناصر لا يمكن المساس بها”، مضيفةً أن “الهدف الوحيد للقوات المسلحة التركية في العملية المستمرة بنجاح هو الإرهاب”.
في المقابل، دعت رئاسة جمهورية العراق، يوم الجمعة إلى “إيقاف الانتهاكات التي تطال السيادة الوطنية نتيجة العمليات العسكرية التركية المتكررة وخرقها للأجواء العراقية والتي ذهب ضحيتها عدد من المدنيين العزل”.