أوقفوا القمع والاغتيالات فوراً.. وحاسبوا المجرمين
واصلت جهات خارجة عن القانون عمليات تصفية الكثير من الناشطات والنشطاء من المنتفضين والمدافعين عن حقوق الانسان منذ انطلاق انتفاضة تشرين في العراق دون رادع او محاسبة قانونية ما ادى الى اتساع ظاهرة القتل العمد والخطف والاختفاء القسري والترهيب، كان آخرها جرائم اغتيال الفقيد هاشم الهاشمي وتحسين الشحماني والدكتورة رهام يعقوب وغيرهم الكثير. وشهدت الايام الاخيرة تصاعداً خطيراً لعمليات الاغتيال والتهديد بالتصفية.
وما يثير الاستغراب هو عدم جدية الجهات المسؤولة عن حماية ارواح الناس في التعاطي مع هذا الملف المهم وعدم تقديم الجناة للعدالة والاكتفاء بإقالة المسؤولين دون اجراءات واضحة وملموسة لمحاكمة القتلة ومحاسبتهم وكشف الجهات التي توجه إليهم الأوامر بالقتل. كما يثير قلقنا العميق غياب الادانة الحقيقية لهذه الجرائم من الجهات الاخرى كمجلس النواب وجهاز الادعاء العام، والاستغراب يتزايد عندما لا نرى اي تحرك من قبل السلطة القضائية لتقديم هؤلاء المجرمين الى المحاكم لينالوا جزاءهم العادل. في حين لم تلقى الادانات الدولية من منظمات حقوق الانسان وامم المتحدة والبعثات الدبلوماسية في العراق أي صدى او رد فعل من قبل الجهات الحكومية، مما جعلنا نعتقد ان الوضع الحالي أصبح يتطلب تدخل وتصعيد أكبر من الاكتفاء ببيانات ادانة واستنكار فحسب وانما نحن بحاجة الى افعال ملموسة وتدخل مباشر من قبل الجانب الدولي.
ونحن نطلق هذا النداء العاجل ترد الينا الكثير من المناشدات التي تتحدث عن اصدار قوائم بأسماء معينة للتصفية الجسدية في قادم الايام، كما يتعرض نشطاء المجتمع المدني وقادة الحركة الشبابية في انتفاضة تشرين الى حملة تشويه وتحريض على القتل تقودها جيوش الكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي , مما يضع السلطات العراقية – الحكومة والبرلمان والسلطة القضائية – امام مسؤولية تاريخية لوقف هدر الدم العراقي وصون حق المواطن في الحياة، وحماية حقه في التعبير عن الرأي، المكفول في الدستور، والاستجابة لمطالب الشباب المعتصمين العادلة.
لذا نعلن، نحن الموقعون ادناه، من اتحادات ومنظمات وجمعيات ونشطاء، ومدافعون عن حقوق الانسان اضافة الى مبادرة ” دعم انتفاضة تشرين” وقوفنا الى جانب المطالب المعلنة والخاصة بالمسائلة وتحقيق العدالة عبر اجراء تحقيق جدي وشفاف للكشف عن القتلة ومن يقف وراءهم ومحاسبتهم. وكذلك اتخاذ اجراءات مشددة لحماية المحتجين السلميين ووقف مسلسل الاغتيالات وجرائم التهديد والقتل فورا. مع ضرورة الاستجابة السريعة الى مطالب شباب انتفاضة تشرين في اجراء انتخابات عادلة ونزيه ومنع القتلة والفاسدين من خوضها.
ونناشد الخيرين من بنات وابناء شعبنا الوقوف معنا في دعم هذه الحملة التضامنية الوطنية ودعم جميع الانشطة التي ننوي القيام بها، كتعبير عن الوفاء لشهداء انتفاضة تشرين الباسلة ولدعم مطالبها العادلة في تحقيق التغيير المنشود، من اجل عراق أفضل.