مركز الخليج لحقوق الإنسان يحتفي بالمدافعين/ات عن حقوق الإنسان في العراق في حفله السنوي بدورته الثانية
في اليوم الدولي للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، احتفى مركز الخليج لحقوق الإنسان بالمدافعين/ات عن حقوق الإنسان في العراق في الحفل السنوي بدورته الثانية والتي سميت بدورة الباحث والصحفي الدكتور هشام الهاشمي. لقد جرت مراسيم الأحتفال بالمدافعين/ات رقمياً عبر الإنترنت تماشياً مع البروتوكول الصحي وحفاظاً على الصحة العامة بسبب تفشي فايروس كورونا (كوفيد-19).
أحتفى المركز بحضور 9 مدافعين/ات بينما احتفى الجميع بالغائب الحاضر الدكتور هشام الهاشمي. أدار الجلسة الصحفي عماد الشرع حيث أفتتحها بالترحيب بالجميع، ومن ثم ألقى المدير التنفيذي لمركز الخليج لحقوق الإنسان خالد أبراهيم كلمته، حيث أشار، بعد الترحيب والتهنئة، إلى التحديات المتزايدة والتهديدات المستمرة التي يتعرض لها المدافعون/ات في المنطقة بشكل عام والعراق بشكل خاص. حضر في الحفل ضيوف الشرف الخبيرالرقمي محمد المسقطي ممثلاً عن مؤسسة فرونت لاين ديفيندرز والمدافع عن حقوق الإنسان هرنيك هنري فوسبري، أحد المكرمين في الحفل السنوي – الدورة الأولى.
من هم المدافعين/ات؟
ليزا نيسان حيدو: تؤمن المدافعة عن حقوق الإنسان ليزا بالمساواة بين الرجل والمرأة وتعمل جاهدة لمناهضة التمييز ضد حقوق النساء وهي حقوق أساسية من مبادئ حقوق الإنسان. شغلت ليزا منصب رئيس جمعية نساء بغداد وهي جمعية معنية بشؤون المرأة تأسست سنة 2004 وتهدف إلى محاربة كل أشكال العنف ضد النساء والفتيات. تتمنى ليزا أن ترى المجتمع العراقي ينبذ العنف بكل أشكاله ويسير على خطى تحقيق الديمقراطية العادلة على النقيض من الديكتاتورية.
آسو وهاب: كرس المدافع عن حقوق الإنسان والخبير الرقمي آسو وهاب وقته لتمكين المدافعين وحماية الناشطين في مجال حقوق الإنسان في الفضاء الرقمي من خلال تقديم الاستشارات والتدريبات اللازمة لتعزيز السلامة الرقمية للعاملين في هذا المجال. يعمل السيد آسو خبيراً رقمياً وعضواً في مجلس إدارة شبكة أنسم للتدوين، وهي شبكة متخصصة في مجال الحقوق الرقمية والدفاع عن حقوق مستخدمي الإنترنت والناشطين من خلاله. يؤمن آسو ان الإنترنت المفتوح وغير المقيد هو حق من حقوق الإنسان وان السلامة الرقمية هي جزء أساس من السلامة الشخصية للمدافعين/ات عن حقوق الإنسان.
كاميران كمال: المدافع عن حقوق الإنسان كاميران يعيش في مدينة سنجار المنكوبة، حيث قضى حياته في الاحياء الفقيرة في المدينة ولم يستطع الالتحاق بجامعته لأسباب مادية وأسباب متعلقة بالنزوح ولكن مرحلة النزوح والحرب كان مرحلة مهمة من مراحل حياة كاميران وتحدياً حقيقياً له، فقد كرس وقته على نشر الثقافة والإنسانية والمحبة بين مكونات وأطياف الشعب العراقي من خلال المعرفة. أن طموحه هو بناء مكتبة لنشر الثقافة بين المجتمع ويعتبر المعرفة هي جزء أساس من مبادئ حقوق الإنسان وقرر ان يصبع هو أحد مصادر المعرفة من خلال بناء أول مكتبة للمعرفة في مدينة سنجار ويقول: “عندما أرى كتاب وقراءة وقراء، سنجد حقوق الإنسان لأن الأمران مرتبطان.”
فاطمة البهادلي: المدافعة عن حقوق الإنسان فاطمة من مدينة البصرة في جنوب العراق. قامت بتأسيس جمعية الفردوس العراقية، وهي منظمة تركز على حماية النساء والفتيات المتضررات من الحرب وتعزيز دورهن في بناء السلام. تقدم الفردوس ورش عمل لمحو الأمية والتعليم والمهارات وتعمل على إنهاء العنف ضد المرأة في المناطق التي تكون فيها المرأة أكثر تهميشاً، بما في ذلك المناطق الريفية. تعمل فاطمة ومنظمتها على زيادة الوعي بين أفراد المجتمع حول تأثير زواج الأطفال والانقطاع المبكر عن الدراسة على النساء والفتيات، ودعت رجال الدين وزعماء القبائل إلى الاعتراف بالدور المهم الذي تلعبه المرأة في المجتمع. تعمل فاطمة أيضاً مع الشباب لمكافحة عسكرة المجتمع. كما أنها تحارب تجنيد الأطفال والشباب في الجماعات المسلحة وتعمل على إعادة ادماجهم في المجتمع. بسبب هذا العمل على مر السنين، تعرضت فاطمة لتهديدات بالقتل وضغوط اجتماعية شديدة من قبيلتها.
محمد جمعة: يعمل محامي حقوق الإنسان محمد كمحام ٍ وخبير قانوني منذ 14 عاماً وناشط شجاع في قضايا حقوق الإنسان. يؤمن محمد أن الثقافة القانونية ركيزة أساسية من حقوق الإنسان لمعرفة الحقوق والواجبات من الناحية القانونية. نزل محمد إلى ساحة التحرير أثناء الاحتجاجات العراقية لشرح مواد الدستور وقانون الانتخابات والأحزاب وآلية استحصال حقوق الفرد من خلال الطرق السلمية – القانونية. كرس سنوات حياته في قضايا حقوق المرأة والطفل ونشر سلبيات النظام القانوني العراقي تجاه هذه الفئات المهمشة ومناهض لجرائم الشرف ووقف أمام محاولات مجلس النواب العراقي لسلب الحضانة من الأمهات وتوكل في عدة قضايا للفئات المهمشة في المجتمع بلا مقابل إيماناً منه بأن الحقوق واحدة ولا تتجزأ او تُشترط.
السيد علي صاحب: يعمل علي سكرتيراً في المنتدى الاجتماعي العراقي، وهو فضاء مشترك بين كل من الحركات الاجتماعية العراقية، نقابات العمال والنقابات المهنية، منظمات المجتمع المدني، نشطاء وناشطات من اجل العدالة الاجتماعية، والمبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي.
“عراق آخر ممكن” هو الشعار الذي ينادي به المنتدى الاجتماعي العراقي. كرس علي حياته من أجل حقوق الناس من خلال استخدام الاحتجاج السلمي والطرق القانونية في استحصال الحقوق ويؤمن علي أن عراقاً آخر ملئ بالحقوق، السلام والوئام بين جميع أطياف شعبه، ممكناً.
السيدة شيماء بهزاد: جاء تأسيس مدونة “العراقية هنا” من قبل المدافعة عن حقوق الإنسان شيماء لعدم وجود قاعدة بيانات لمعرفة أعداد النساء المبدعات في مجال عملهن وأنشطتهن في مجتمعاتهن المحلية، وذلك لتجاهل جهات مختلفة هذا النجاح نظرا للطبيعة الذكورية للمجتمع، وعندما نطالب بحقوقنا يُقال لنا: أين النساء الناجحات؟
أسستُ شيماء المدونة عبر منصة فيسبوك عام 2016 لنشر سير حياة المبدعات العراقيات، وبعدها شكلت فريق “العراقية هنا” مع مجموعة من النساء والرجال لتنظيم الحملات المجتمعية التي تشارك فيها نساء العراق المبدعات، وقدموا فرصا للمرأة المبدعة لربطها بالمجتمع عن طريق حملات ذات طابع إنساني وثقافي بين فئات المجتمع المختلفة، أما المرأة البسيطة فيتم دعمها ماديّاً ومعنويّاً، وحسب حاجتها من أجل النهوض بواقعها.
عصمت البصري: لم تكن الإعاقة البصرية للمدرس ومدافع حقوق الإنسان عصمت حاجزاً يمنعه من تأدية حلمه ومسؤوليته تجاه مجتمعه. كرس عصمت حياته لتدريس وتمكين الطلبة المكفوفين من عبور هذا الحاجز وجعل ذلك حافزاً لتحقيق الطموح. وطور عصمت من مجهوده ليصل إلى طباعة الكتب المنهجية لهؤلاء الطلبة بطريقة القَافَة وتسمى أيضاً طريقة بريل نسبةً لمخترعها الفرنسي لويس بريل، هي نظام كتابة ليلية ألفبائية، كي يستطيع المكفوفون القراءة، ولذا يجعل الحروف رموزاً بارزة على الورق مما يسمح بالقراءة عن طريق حاسة اللمس.
السيد ناصر ابراهيم: أخذ مدافع حقوق الإنسان ناصر مفهوماً مختلفاً في إيصال حقوق الإنسان إلى عموم الناس من خلال الفن. تميز ناصر بالفن الكاريكاتيري الساخر والناقد للحياة السياسية وانتقاد الحالات السلبية الموجودة في المجتمع. يؤمن ناصر ان الفن الكاريكاتيري من الفنون التعبيرية الجريئة والمهمة لأنها تحمل رسالة تصل إلى كافة طبقات المجتمع، المتعلمين وغير المتعلمين.
في الختام، أحتفى المدافعون/ات والحضور بالمدافع الغائب – الحاضر الباحث والصحفي هشام الهاشمي الذي اغتالته قوى الظلام التي لا تؤمن سوى بلغة العنف والدم ضد الكلمة والبحث التي كانت أقوى أداة يستخدمها هشام. وإيمانا ً منا في مركز الخليج لحقوق الإنسان في الاستمرار باستذكار هشام والمطالبة المستمرة دون نسيان بإلقاء القبض على الجناة وحصول عائلته على العدالة والحياة والحماية اللازمة التي يستحقونها لذا أسمينا دورتنا الثانية في الحفل السنوي لهذه السنة عنواناً كبيراً يجمعنا جميعاً.