التقرير الجديد من انقاذ نهر دجلة حول التحقق من خسائر التبخر في خزانات السدود العراقية
يواجه العراق أزمة مياه متصاعدة. مع ارتفاع درجات الحرارة، واشتداد ظروف الجفاف، وتقييد البلدان المجاورة بشكل أكبر للتدفقات إلى العراق، تتقلص إمدادات المياه في البلاد حتى مع ارتفاع الطلب. وفي المقابل، يواصل العراق بناء السدود في جميع أنحاء البلاد كأداة لتخزين المياه كوسيلة لتخزين المياه وبالتالي طريقة صالحة للتكيف مع المناخ. ومع ذلك، فإن مشاريع السدود تحمل تكاليف عالية لسبل العيش المحلية والبيئة والتراث الثقافي وتعطيل النظم البيئية والتأثير على جودة المياه. بالإضافة إلى ذلك، فإن الظاهرة التي لا يتم الإبلاغ عنها هي التبخر:الخزانات الموجودة خلف السدود يمكن أن تسبب في الواقع خسارة إجمالية للمياه بسبب معدلات التبخر المرتفعة خلال أشهر الصيف.
نشرت جمعیة إنقاذ نهر دجلة تقرير حول بحث أجرته الجمعية عن تبخير مياه الخزانات وآثاره، مع تقديرات للأضرار التي لحقت بالمنطقة ودرس تأثير الظاهرة على المياه المخزنة. وكان هذا التقرير استعراضا ويركز على آخر الأوضاع في العراق.
في العقود الأخيرة، قامت السلطات العامة برصد مستوی التبخر في جميع أنحاء العراق عبر محطات الأرصاد الجوية المختلفة. تشير التقديرات إلى أن التبخر من خزانات العراق يقلل من إجمالي إمدادات المياه في البلاد بأكثر من 10٪ كل عام. كقاعدة عامة، كلما زاد حجم الخزان، زادت نسبة المياه المتبخرة من السطح المائي نحو الغلاف الجوي. ومن المتوقع أن يزداد الجفاف في السنوات المقبلة. على الرغم من هذه التوقعات، التزم إقليم كوردستان العراق بسد جميع الأنهار في منطقته، بينما بدأت الحكومة الفدرالية العراقية مؤخرًا بناء سد مكحول على نهر دجلة.
تناشد جمعية إنقاذ نهر دجلة في تقريرها حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان لصرف النظر عن بناء مشاريع السدود الكبيرة المخطط لها في استراتيجيات إدارة المياه الإقليمية والوطنية. كما تقترح الجمعية إنشاء إطار عمل لرصد واقع التبخر، والتوعية حول الحفاظ على الموارد المائیة. يجب استكشاف طرق مستدامة بيئيًا خارج خزانات السدود من أجل تقليل الفقدان المفرط للمياه من خلال التبخر، مع ضمان تمتع الناس في كل جزء من البلاد بإمدادات ملائمة وكافية من المياه النظيفة.