واقع حقوق العمال والموظفين في العراق
التقرير السنوي الثالث للمرصد العراق لحقوق العمال والموظفين الخاص بمناسبة الأول من أيار يوم العمال العالمي 2023
يواصل المرصد العراقي لحقوق العمال والموظفين اصداره التقارير الدورية.
ويأتي هذا التقرير السنوي الثالث بالتزامن مع الاول من آيار يوم العمال العالمي والذكرى السنوية الثالثة لتأسيس المرصد.
حيث اصدر مرصدنا على مدار السنوات الثلاثة (١١) تقرير فصلي وثلاث تقارير سنوية اخرها هذا التقرير.
ويتضمن التقرير السنوي الثالث دراسة معدة من قبل ادارة المرصد وشبكة الراصدين التابعة للمرصد والمنتشرة في عموم المحافظات العراقية.
وهي دراسة عن اسباب عزوف الشباب عن الانتماء للنقابات العمالية، اضافة الى ما تم رصده من انتهاكات اخرى للفترة من الاول من آيار ٢٠٢٢ ولغاية الثلاثين من نيسان ٢٠٢٣.
1- نقابات العمال في العراق ونظرة شبابية يشوبها التوجس والحذر
يشكل الشباب العماد الأساسي للمنظمات النقابية في العالم وتعمل تلك المنظمات على إعداد برامج لاستقطاب الشباب من كلا الجنسين الى نقابات العمال وبناء قدراتهم المهنية والنقابية وإعدادهم لتسنم المناصب النقابية على مختلف المستويات وتذليل كافة المصاعب التي تعترض ولوجهم العمل النقابي.
في العراق ، مرت الحركة النقابية العراقية بظروف صعبة منذ أواخر القرن الماضي وفقدان نسبة كبيرة من العضوية جراء قرار تحويل العمال الى موظفين في دوائر الدولة والقطاع العام وحرمانهم من حق التنظيم النقابي بموجب القرار 150 لسنة 1987 ، وبالرغم من التحولات السياسية في العراق بعد 2003 إلا إنه لم تتمكن الحركة النقابية من معالجة الاثار السلبية السابقة لكن على العكس زادت التحديات والعقبات أمام المنظمات النقابية لعدة أسباب منها ما يتعلق بالأوضاع الأمنية المتدهورة في العراق خصوصا للفترة 2005-2008 و الانقسامات الحادة في الحركة النقابية وعدم توفر الأطر القانونية لحماية المنظمات النقابية والأعضاء النقابيين ، وغيرها من أسباب ساهمت في تدني العضوية النقابية وعدم إدماج الشباب والنساء في العمل النقابي بصورة تتناسب مع حجم تمثيلهم الفعلي في سوق العمل.
يسلط المرصد في هذا التقرير الضوء على الأسباب التي تثبط من ولوج الشباب عالم العمل النقابي ، مستندا في البيانات الواردة في هذا القسم على نتائج استبيان اليكتروني تم تصميمه وتحليل النتائج الرئيسية فيه لعينة من 684 شاب في جميع محافظات العراق ومن كلا الجنسين وبواقع 74.2% ذكور 25.8 %.
يشير الشباب ، وبموجب نتائج الدراسة ، الى ابرز الاسباب دفعتهم الى عدم الانتماء الى النقابات العمالية منها ما يتعلق بأمور شخصية للعمال والعاملات ومنها ما يرتبط برؤية الشباب الى النقابات على إنها منظمات غير مستقلة ، ومنها ما يتعلق بمفهوم النقابة العمالية لدى الشباب والخدمات التي تقدمها للأعضاء والأطر القانونية للنقابات العمالية، والآخر يرتبط ببعض التقاليد
الاجتماعية والسيطرة الذكورية على العمل النقابي والذي تعاني منه بعض النساء عينات الدراسة.
يأتي في مقدمة الأسباب التي منعت الشباب من ولوج العمل النقابي هو عدم قناعة ، 35.3% من الشباب عينة الدراسة ، بعمل النقابات في الوقت الحاضر وعدم جدوى الخدمات التي تقدمها تلك المنظمات الى العمال والموظفين من الاعضاء المنتمين اليها، فيما يقف الاطار القانوني وعدم توفر الحمايات القانونية اللازمة لمزاولة العمل النقابي عائقا أمام 33.2% من الشباب من الانتماء الى المنظمات النقابية القائمة أو إنشاء منظمات أخرى.
تعتقد مجموعة من الشباب عينة الدراسة إن هناك من بين النقابات العمالية في العراق ما هي غير مستقلة بما يكفي للانتماء اليها حيث يرى 27% من الشباب ان تلك المنظمات النقابية خاضعة لسيطرة بعض الاحزاب والتيارات السياسية ، فيما يعتقد 15% إن النقابات تخضع لسيطرة بعض الجهات الحكومية ، في وقت يرى 11.7% من الشباب عينة الدراسة إن النقابات خاضعة لسيطرة أصحاب العمل ، وإن بعض أصحاب العمل يتبؤون مناصب نقابية في بعض المنظمات النقابية. ولا ينتهي الموضوع باعتقاد الشباب بسيطرة بعض الجهات الحكومية وأصحاب العمل و الاحزاب والتيارات السياسية بل يؤكد 24.8% منهم سيطرة بعض الأشخاص على المفاصل النقابية ، خصوصا القيادية ، ولا يمنحون الفرصة للشباب في تبوأ مناصب متقدمة في النقابة مما يدفع الشباب الى عدم الانتماء أو مغادرة العمل النقابي ، فضلا عن رأي 6.8% من عينة الشباب ومن الإناث تحديدا إن النقابات خاضعة للسيطرة الذكورية وعدم فسح المجال أمام الإناث من مزاولة العمل النقابي أو تبوأ مناصب قيادية بنسب داخل المنظمات النقابية تتوافق مع حجم ما تمثله المرأة في قطاعات العمل كافة، كما تقف التقاليد والأعراف المجتمعية عائقا أمام 5.12% من النساء من ولوج العمل النقابي ، في حين يقف عامل الوقت ضد رغبات 22.4% من الشباب في ولوج العمل النقابي في عدم وجود الوقت الكافي الذي يمكنهم من خلاله مزاولة العمل النقابي.
إن ضعف البرامج التثقيفية و التوعية أنعكس على مستويات الانتماء النقابي ويتضح ذلك من خلال عدم معرفة 21.4% من الشباب بعمل وأهداف النقابات العمالية وما يمكن أن تقدمه من خدمات للعمال والموظفين، في وقت يبين 22.7% من الشباب عينة الدراسة عدم معرفتهم
بالأنظمة والقوانين الناظمة لعمل النقابات العمالية ، في حين إن 6.7% ليس لديهم رغبة شخصية بالانتماء الى المنظمات النقابية القائمة.
يرى 3.37 % من العمال الشباب عينة الدراسة إن هناك أسبابا أخرى دفعتهم الى عدم الإنتماء الى المنظمات النقابية القائمة في العراق خلال الوقت الراهن ويتمثل ذلك بعدم قناعة الشباب بالفائدة التي ممكن ان تقدمها النقابات لهم حيث لا تقدم اي خدمات لاعضاءها ولا توفر حمايات قانونية لهم وضعف تأثيرها في صناعة السياسات والقرارات الحكومية ، وعدم ثقة السباب عينة الدراسة بالمتصدين للعمل النقابي لأن أغلب من يتقدمون للعمل النقابي لغرض مصالحهم الشخصية وإن الفساد أصبح مستشريا في بعض المنظمات النقابية ، بحسب وصف الشباب عينة الدراسة ، فيما برر اخرون عدم انتماءهم بعدم وجود نقابات عمال في مواقع عملهم وأن البعض يسمع بها للمرة الأولى لاعتقاده بعدم وجود مثل تلك المنظمات في العراق.
وبالرغم من ذلك يبدي 55 % من العمال رغبتهم بالانتماء الى المنظمات النقابية لو توفرت الفرصة لهم لذلك بوجود نقابات ديمقراطية مستقلة قادرة على تمثيل أعضاءها بصورة فاعلة ، فيما بين 30% ترددهم في الإنتماء الى العمل النقابي ، في وقت رفض 15% فكرة الإنتماء الى المنظمات النقابية في الوقت الحاضر.
وللاطلاع اكثر يمكن مشاهده الفيديو المرفق في الرابط ادناه
2- لجنة تطبيق المعايير في منظمة العمل الدولية تضع العراق في القائمة القصيرة
بتاريخ 10/6 صادقت لجنة تطبيق المعايير في منظمة العمل الدولية عل ضرورة التزام العراق بتطبيق المعايير الدولية فيما يخص الاتفاقيتين 87 و 98 والخاصة بحق وحرية التنظيم النقابي والمفاوضات الجماعية هذا و اكد مؤتمر الاتحادات والنقابات العمالية العراقية في بيان له ان قرار لجنة تطبيق المعايير الدولية جاء ليؤكد مطالب الحركة النقابية العراقية بضرورة العمل على الغاء قانون التنظيم النقابي الجائر رقم 52 لسنة 1987 وتشريع قانون جديد عصري وعادل يشمل جميع قطاعات الإنتاج )العام , الخاص ,التعاوني والمختلط (وكذلك التأكيد على حق المفاوضات الجماعية للدفاع عن حقوق ومصالح عمال العراق.
3- تأخر صرف الرواتب والمستحقات المالية
سجل المرصد على مدى العام المنصرم أكثر من23 تظاهراه ووقفة احتجاجية بسب تأخر صرف رواتب موظفي وعقود والاجراء يومين في دوائر حكومية بعموم العراق بما فيها اقليم كردستان وقد تم تسجيل محاولة انتحار لعامل نظافة في احد مستشفيات كلار والتابعة لمحافظة السليمانية بسبب عدم استلام راتبه لمدة ثلاث اشهر.
4- تظاهرات للمطالبة بفرص عمل و تثبيت على الملاك الدائم
تم تسجيل 127 تظاهرة ووقفة احتجاجية للمطالبة بايجاد فرص عمل والتثبيت على الملاك الدائم وكانت اغلبها لحملة الشهادات العليا من ضمنهم شريحة مهندسي الطيران والنفط.
5- متقاعدو تربية البصرة بدون راتب
على الرغم من مرور أكثر من سنة ونصف ولغاية العام 2022 لم يستلم المتقاعدون في دوائر تربية البصرة ومعمل نسيج الكوت والشركة العامة للصناعات البتروكيمياويات رواتبهم التقاعدية بسبب عدم تسديد دوائرهم التوقفات التقاعدية المستقطعة من الموظفين أنفسهم وعدم صرف مكافأتهم التقاعدية دون الاكتراث لخدمتهم الطويلة التي قضوها في دوائرهم علما قد تجاوز عددهم 1600 متقاعد
6- عدم احتساب الشهادات
قام المرصد العراقي بتسجيل 19 تظاهرة قام بها موظفو دوائر حكومية لاحتساب شهاداتهم الدراسية التي حصلوا عليها اثناء الخدمة
7-اصابات العمل
تم تسجيل (108) إصابة عمل إضافة إلى ) 50) حالة وفاة في القطاعين العام والخاص وحسب التقارير الصادرة من المركز الوطني للصحة والسلامة المهنية وطوارئ المستشفيات وما سجله راصدون في عموم العراق
المرصد العراقي لحقوق العمال والموظفين
نبذة تعريفية
منذ تأسس المرصد العراقي لحقوق العمال والموظفين في مطلع العام الحالي على يد مجموعة من ناشطين نقابيين ومدافعي وناشطي في المجتمع المدني الذين يؤمنون بالحريات النقابية والعدالة الاجتماعية ولما يتعرض له العمال والموظفين من ظلم وانتهاكات من الدولة وأرباب العمل وأيضا ما يشهده الوضع السياسي والنقابي بسبب غياب القوانين العادلة التي تحمـي العمال ونقاباتهم والذي ادى الـى تراجع الحريات النقابية حيث يهدف المرصد الى رصد وتوثيق الانتهاكات وتقييم حقوق العمال والموظفين والحريات النقابية وإعداد التقارير والدراسات وتقديمها الى الجهات المعنية حول ما يتوصل إليه، مشفوعاً بالمقترحات والتوصيات الأساسية. بهدف تعزيز حقوق العمال والحريات النقابية في جمهورية العراق. بالإضافة الى تقديم الدعم المعنوي والنفسي لهم من خلال تقديم الاستشارات والدراسات من اجل توفير البيئة المناسبة والعمل على تعزيز مفاهيم الديمقراطية وبناء السلام لضمان حقوق هذه الفئة المهشمة.
إدارة المرصد
للتواصل مع المرصد:
البريد الالكتروني almrsdalraqy@gmail.com
واتساب:-
009647801366740
009647719892465