شباب العراق: حرياتنا الشخصية غير مكفولة و بحدود نصف الانتهاكات تأتي من الحكومة والسلطات!
كانون الثاني 2014 – تقرير منظمة المسلة لتنمية الموارد البشرية عن واقع الحريات الشخصية للشباب في العراق لعام 2013، يتضمن نتائج استطلاع تشير الى ان اكثر من 72 % من الشباب يقولون حرياتهم الشخصية غير مكفولة، وان 41 % من الانتهاكات ضدهم تأتي من الحكومة والسلطات!
اصدرت منظمة المسلة لتنمية الموارد البشرية ، وبدعم من منظمة مساعدات الشعب النرويجي ،NPA تقريراً خاصاً حول الحريات الشخصية لفئة الشباب من العراقيين وبشكل خاص سكان العاصمة بغداد. وتضمن التقرير الاطار القانوني الذي يحكم الحريات الشخصية وفقا للمعايير الدولية ووفقا للدستور العراقي. وبينما تضمن المعاهدات الدولية والدستور العراقي الحريات، يجري وبشكل مستمر ومتعارض مع هذه الاطر القانونية انتهاك الحريات الشخصية وخصوصا لفئة الشباب والتي يشير التقرير الى انها تمثل اكثر من 40 % من مجمل الشعب العراقي. وتمثل الحكومة العراقية والسلطات مصدر مهما للانتهاكات بسبب بعض الاجراءات التي تتخذها، على سبيل المثال يورد التقرير كمثال (قرار من الأمانة العامة لمجلس الوزراء، جاء في نصه “يمنع دخول الملابس والإكسسوارات المخالفة للتقاليد، والخادشة للذوق العام، ومتابعة المروجين لها في الأسواق المحلية”) وتبرر مثل هذه القرارات والإجراءات استهداف الشباب والشابات من قبل موظفي الدولة وحتى من قبل المجاميع المتطرفة وقد تكون النتائج كارثية، كما حصل عندما اجتاحت موجة قتل وتهديد لفئات من الشباب بما عرف بظاهرة “الايمو” والتي ذهب ضحيتها عدد غير معروف من المدنيين وسببت ارهابا وخوفا كبير للشباب. ويفرد التقرير جزء خاص بما يعرف بظاهرة “الايمو” .
ويخلص التقرير ايضا الى ان المسؤولين في الدولة العراقية يصرحون وفي اكثر من مرة بان مسالة الحريات الشخصية ليست بأولوية، وان الاولية هي محاربة الارهاب. بينما يختلف الشباب العراقيون مع وجهة النظر هذه ويخلصون الى ان احترام الحريات الشخصية حجر زاوية في محاربة التطرف والإرهاب وسيادة القانون.
ويركز التقرير هذا على الشباب من سكنة بغداد ويورد مقابلات مع بعض منهم تشمل فنانين وموهوبين من كلا الجنسين، يتحدثون عن تجاربهم الخاصة ومواجهتهم لتصرفات حكومية وقضايا اجتماعية تحد من حريتهم في الملبس والمظهر والتصرف وممارسة الهوايات وغيرها من الحريات البسيطة والتي ترتبط بالمعيشة اليومية للشباب. بينما يتعرض الشباب للتحرش في نقاط التفتيش من قبل رجال الامن بسبب ترتيب شعرهم او ملبسهم او نتيجة لممارستهم هواية التصوير، تلاحقهم المخاوف الى داخل المنزل والمدرسة والجامعة، وبسبب هذه المخاوف ولتجنب هذه التحرشات، بدئت العوائل بدورها بفرض قيود على الملبس والمظهر، حيث اصبحت ظاهرة الحجاب القسري بازدياد كبير بين البنات بينما تطال الاولاد ضوابط تتعلق بترتيب شعرهم وملبسهم اليومي.
وبينما يمثل الارهاب والعنف الذي تسببه المجاميع المسلحة المختلفة كابوساً يومياً للشباب ، يشير الشباب بان الحكومة وأجهزتها الامنية تمثل مصدراً اساسيا لانتهاك حريات الشباب يقدره الاستطلاع الذي شمل 500 شاب وشابة من سكان العاصمة بغداد، بما يقارب 41% من مجمل الانتهاكات.
والنتيجة لكل هذه الانتهاكات يقوم عدد كبير من الشباب باللجوء الى مواقع التواصل الاجتماعي لانها توفر حريات اكبر كما وتقوم كثير من العوائل العراقية وخصوصا التي لديها شباب ذوي مواهب ، بالهرب الى خارج العراق بشكل دائم او بالسفر لخارج العراق والعودة فقط في الموسم الدراسي، هربا من قيود تفرضها الحكومة ومخاطر تتسبب بها جهات غير الحكومية متطرفة.
للإطلاع على معلومات اكثر يمكنكم تحميل التقرير الكامل ، لتحميل التقرير اضغط هنا
للكتابة لمنظمة المسلة حول الموضوع : almesalla@almesalla.net