البصرة تدعو القوات البريطانية للعودة اليها لحفظ الأمن
3 كانون الثاني 2014 – تليغراف
بعد ست سنوات من مغادرة القوات البريطانية البصرة وسط وابل من القنابل وقذائف الهاون ، مدينة البصرة العراقية تريد الاستعانة بالخبرة العسكرية البريطانية للإشراف على أمنها مرة أخرى.
على أمل التخلص من الانفلات الأمني الذي ما برحت تكابده عاصمة الجنوب العراقي البصرة ، وظف محافظ البصرة شركة عسكرية خاصة يديرها الجنرال البريطاني الذي ساعد في الاستيلاء على المدينة من صدام حسين.
الميجور جنرال جراهام بينز ، وهو الرئيس التنفيذي لشركة ايجيس Aegis للخدمات الدفاعية ، آمر اللواء المدرع السابع عندما قاد حصار البصرة في عام 2003.
بعدها بأربع سنوات أشرف على تسليم المدينة الى قوات الأمن العراقية. الآن وفي وسط قلق متزايد بشأن موجة جديدة من العنف الإرهابي في جميع أنحاء البلاد ، دعا محافظ البصرة شركة الميجور جنرال بينز مرة أخرى إلى المساعدة على ” المستوى الاستراتيجي ” .سيطلب من الشركة تقديم المساعدة في نصب الدوائر التلفزيونية المغلقة و نصب أنظمة متخصصة في التفتيش في أنحاء المدينة ، كذلك إنشاء ” حلقة من الصلب ” أي نظام أمني لإحباط التفجيرات الانتحارية.كذلك سوف تنشئ الشركة أكاديمية لمساعدة قوات الأمن العراقية في تحسين التنسيق و تقنيات جمع المعلومات الاستخبارية .
العقد حساس سياسيا بما أنه سيتم وضع خبراء الجيش البريطاني في موقع له تأثير قوي في البصرة ، كتقديم المشورة للجنة الأمنية العليا لمحافظ البصرة. على الرغم من أن معظم البصريين يصرون على أن البريطانيين هم الآن مرحب بهم مرة أخرى ،لكن المدينة لا تزال تؤوي فلول الميليشيات الشيعية والتي أجبرت القوات البريطانية على الرحيل السريع عن المدينة .
وقال الميجور الجنرال بينز (56 عاما) الذي انضم ايجيس Aegis بعد تقاعده من الجيش في عام 2010 بأنه ” تكريم ” له ان يعود إلى المدينة للمساعدة.
وأضاف أن ” محافظ البصرة حريص على تحسين الوضع الأمني هناك، و بالنسبة لي شخصيا أعتقد إنه لشرف عظيم أن أعود ، بعد أن شاركت هناك مع اللواء السابع و في تسليم المدينة “.
“لقد وقعنا عقدا مع محافظ البصرة ، مبدئيا سنقدم الدعم لهم في شراء المعدات المتخصصة لأغراض البحث و الكشف ومعدات الدوائر التلفزيونية المغلقة، ولكن ذلك قد يتوسع لاحقا . “
مؤخرا تصاعدت أعمال العنف الدموية في العراق من جديد ، مع تزايد عدد السيارات المفخخة لتنظيم القاعدة والتي رفعت حصيلة القتلى الشهرية إلى حوالي 1000 قتيل شهريا.
كان هناك قلق حول قدرة قوات الأمن العراقية على مواجهة التحدي. في وقت سابق من هذا الأسبوع قام مقاتلو القاعدة على إجبار قوات من الجيش العراقي على الانسحاب من مدينتي الفلوجة و الرمادي في غرب العراق.
على الرغم من أن البصرة كانت إلى حد كبير بمنأى عن العنف الدائر في مناطق العراق الأخرى ، لا يزال تنظيم القاعدة ينفذ التفجيرات بواسطة السيارات المفخخة بشكل متفرق هناك.
كميات الأموال الهائلة الناتجة عن ميناء العراق الوحيد كذلك تعتبر البصرة المدينة الرئيسية للنفط في العراق هذا يجعل المدينة ملاذا للعصابات الإجرامية ، المهربين و الخاطفين.
في مقابلة مع صحيفة عراقية ، قال ماجد نصراوي ، والذي تولى منصب المحافظ العام الماضي ، انه يود الابتعاد بمسؤولية الأمن عن قيادة الجيش العراقي ، والتي كثيرا ما اتهم بالغلظة .
وأضاف أن ” آليات مكافحة الإرهاب المعتمدة حاليا هي أولية، محدودة وغير مبتكرة ” ، وقال. ” أعتقد أن مشكلة الإرهاب لا يمكن حلها عن طريق القائد العسكري ، وإنما من خلال خبراء الأمن وتكنولوجيا المراقبة، والتدريب، و تطوير قدرات وكالات الاستخبارات . “
شر كة ايجيس Aegis ، والتي مقرها في لندن، اسسها تيم سبايسر ، ضابط سابق في الحرس الاسكتلندي والذي أسس أيضا ساندلاين الدولية Sandline International ، وهي شركة عسكرية خاصة .
الشركة والتي لها وجود في كل من العراق وأفغانستان في معظم سني العقد الماضي ، فازت بعقود تقدر بعدة ملايين من الدولارات لحماية بعض الشخصيات في الولايات المتحدة.وأكد الميجور الجنرال بينز أن الدور الجديد في البصرة سيركز على ” الاستشارات ” بدلا من ” الأحذية على الأرض ” .
