ثلاثة أزيديات هربن من داعش يروين قصصهن لرووداو
احمد محمود – روداوو
الموصل
ثلاث شقيقات إزيديات تمكن من الهرب من قبضة عناصر “الدولة الاسلامية” داعش في الموصل، وبعد رحلة طويلة من السير على الأقدام ومواجهة عناصر التنظيم الذين حاولوا إعادتهن إلى الأسر، لكنهن وصلن إلى بر الأمان وتمكن في النهاية من رواية قصصهن لشبكة رووداو الإعلامية.
بدأت قصة الشقيقات الثلاثة بعد أن تعهدن لبعضهن بالهروب معاً أو الموت معاً، وذلك للخلاص من مأساة الليالي البشعة في السبي من الإعتداءات الجنسية بطريقة وحشية، حتى كادت إحداهن أن تحمل في أحشائها طفلاً مجهول الهوية من بين العشرات من مسلحي التنظيم الذين إغتصبوها.
وتروي كبرى الشقيقات اللاتي تحررن من قبضة داعش (ف-ن) والتي تبلغ من العمر 28عاماً، لشبكة رووداو الاعلامية، قصة هروبها مع شقيقاتها الاخريات واللاتي يبلغن من العمر 20عاماً والأخرى 23عاماً، تقول: “تعاهدنا على الهروب معاً من منفذ باب صغير من المنزل الذي كنا محتجزات فيه، ويقع هذا المنزل وسط الموصل في منطقة قديمة جداً، وتحت حماية مشددة من قبل التنظيم”.
وتتابع: “في الفترة الأخيرة قبل هروبنا، كان عناصر التنظيم يحاولون بين الحين والآخر نقل إحدى شقيقاتي الى “الحاج”، وسمعت من خلال حديثهم مع بعضهم، أن هذا الشخص هو القيادي والأمير لهذه العناصر التي تحتجزنا، وبحسب هؤلاء العناصر فإن هذا “الأمير” يبحث عن الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن تحت العشرين عاماً، من أجل قضاء ليلة سوداء معهن وفض “بكارتهن”.
وتقول (ف-ن)، بأنها ساعدت شقيقاتها على الهروب، وقررت ما إذا تطلب الأمر قتلها مع شقيقاتها مقابل الكف عما يتعرضن له من إساءة جنسية كبيرة سببت لها ولشقيقاتها الأذى، فإنها لن تتردد إطلاقاً من المضي قدماً ولا تكترث لما قد يحصل.
وتضيف، بأنها هربت مع شقيقاتها، في تمام الساعة (3 فجراً من اليوم الثلاثاء 3-2-2015)، وأن قريناتها الإزيديات قدمن لهن المساعدة بعد خروجهن من باب صغير من المنزل الذي يحتجزن فيه، وتمكن في ظل هذا البرد من الإختباء داخل حديقة المنزل حتى بزوغ الفجر، لإكمال عملية هروبهن والعبور من فوق جدار المنزل، خشية القبض عليهن من قبل عناصر التنظيم”.
قصة هروب الشقيقات الثلاثة لم تكن أبداً بالسهلة وما حدث حتى الآن هو البداية فقط.
هنا تروي الشقيقة الكبرى، لحظة عبورهن من فوق جدار المنزل، حيث شاهدهن أحد عناصر التنظيم المكلف بالحراسة، وهن يركضن للهروب إلى طريق الحرية، فقرر هذا العنصر ملاحقتهن بين الأحياء السكنية المجاورة للمنزل، وتضيف، بأنه فتح نيران مسدسه عليهن لتخويفهن وعدولهن عن الهرب، لكنها تقول بإصرار “نحن قررن عدم التوقف حتى ولو تطلب الأمر قتلنا وسط الشارع”.
المفاجأة لا تخلو من قصة هروب الشقيقات الثلاثة، بعد أن أقدم أحد الشبان من العوائل العربية المسلمة في أحد الإحياء المجاورة، من تقديم المساعدة للشقيقات الثلاث، وتقول (ف-ن): “حاول هذا الشاب إدخالنا إلى منزله، وقام أيضاً بإطلاق النار على عنصر التنظيم الذي كان يلاحقنا ما أسفر عن إصابته في الكتف”.
مضيفة: “لم ندخل إلى منزل هذا الشاب لأننا أردنا المضي قدماً وعدم التوقف حتى خلاصنا من هذا الكابوس، وكانت خطوتنا التالية التوجه إلى قضاء تلكيف، والذي يبعد (25 كيلومتراً شمال الموصل)، ومضينا برحلتنا هذه سيراً على الأقدام، خشية أن نستعين بسيارة ويكون سائق السيارة على صلة بالتنظيم ومن ثم نعود إلى ذلك الكابوس المظلم من جديد”.
(ف-ن)، لم تنسى أبداً ذلك الشاب الذي ساعدهن على الهروب، لكنها تذرف الدموع، قائلة: “أخشى على مصير ذلك الشاب الذي ساعدنا، من أن يقوم عناصر التنظيم بإعدامه إنتقاماً على مساعدته لنا”.
وبعد رحلة مليئة بالمخاطر، وصلت الشقيقات الثلاثة الى منزل أحد معارفهم من العرب بقضاء تلكيف، وتقول (ف-ن): “بعد ان وصلنا إلى منزل أحد أصدقاء والدي، والذي يعتبر مقرباً جداً من عائلتنا، أحسست بأني قد إستيقضت من نصف الكابوس، ومكثنا في منزله بضعة أيام، حتى تمكنا بمساعدته من الوصول الى المناطق القريبة من تلكيف والتي تقع تحت سيطرة قوات البيشمركة، ومن ثم إلى فضاء الحرية”.
وتوضح (ف-ن)، بأنها تعرضت لإحداث سيئة جداً خلال رحلة الهروب، وتقول لربما لم تعد تتذكر مخيلتها هذه الأحداث أو تتمكن من إستيعابها، ولربما لم تشاهد مثلها حتى في أقوى أفلام الرعب الهوليودية المثيرة.
وتقول (ف/ن)، بأن “دافع هروبها مع شقيقاتها، هو تعرضهن للحمل من عناصر التنظيم، وهن بإعمار صغيرة، حيث تتابع بألم وحسرة مرة “لا يقبل الله بهذا الظلم، أنا وشقيقاتي صرنا فريسة سهلة كل ليلة تحت أنياب عناصر التنظيم”
وتضيف.. “الموت كان أهون علينا، مما كنا نتعرض إليه من إعتداءات جنسية بطريقة وحشية، كل يوم، كل ليلة، من قبل عناصر التنظيم”.