توثيق لسيرة 48 إعلامياً مختطفاً و13 صحفياً اعدمهم تنظيم “داعش”
27 أكتوبر 2015 – مرصد الحريات الصحفية ومراسلون بلا حدود
تحولت مدينة الموصل العراقية منذ ان سيطر عليها تنظيم “داعش” في حزيران عام 2014 الى مقبرة محتمة للصحفيين العاملين فيها، بعد ان استولى التنظيم على جميع المؤسسات الاعلامية في المدينة، وتمكنه من الحصول على قوائم كاملة باسماء وعناوين العاملين في المؤسسات الصحفية، من خلال الملفات الخاصة المحفوظة داخل تلك المؤسسات، ليبدء بعدها التنظيم بحملة ملاحقة أمنية كبيرة لجميع العاملين في قطاع الاعلام بـقرار من محكمته الشرعية، التي وجهت اتهامات للصحفيين بمخالفة التعليمات وتسريب معلومات من داخل المدينة لوسائل إعلام محلية واجنبية، ليبث التنظيم الرعب بين العاملين في وسائل الإعلام وإخافة الصحفيين ومنعهم من أداء عملهم، وجعلهم يصارعون مخاوفهم بعيداً عن الأضواء.
مرصد الحريات الصحفية (JFO) ومراسلون بلا حدود رصدتا في هذا التقرير، الذي استغرق اعداده مدة ثلاثة اشهر متتالية، جميع الجرائم التي ارتكبها تنظيم “الدولة الاسلامية” المعروف باسم “داعش” بحق الصحفيين ومساعديهم، في المنطقة الشمالية من العراق، ووثق مرصد الحريات الصحفية شريك منظمة مراسلون بلا حدود في العراق، من الفترة الممتدة من العاشر من حزيران/ يونيو 2014 حتى تاريخ نشر التقرير، اختطاف 48 صحافياً ومساعدا اعلامياً وطلاب اعلام من قبل التنظيم المتطرف بعد سيطرته على المدينة، حيث عمد إلى اعدام 13 منهم بطرق وحشية مختلفة بتهمة “الخيانة والتجسس”، فيما يكتنف الغموض مصير 10 آخرين يعتقد أنهم ما زالوا محتجزين في سجن التسفيرات، وسجن بادوش، ومعسكر الغزلاني، بينما ادت وساطات عشائرية وقبلية الى الأفراج عن 25 منهم بعد تعرضهم للتعذيب الشديد وتعهدهم بعدم ممارسة اي نشاطات صحفية.
فيما استطاع عناصر التنظيم المتطرف في يومهم الاول من احتلال محافظة نينوى من السيطرة على 8 مؤسسات اعلامية اذاعية وتلفزونية بكامل اجهزتها ومعداتها الفنية، واستغلوا تقنياتها الحديثة لتصوير الظهور الاول لزعيمهم المتشدد “ابو بكر البغدادي” بكاميرات قناة “سما الموصل” التي يمتلكها المحافظ السابق للمدينة اثيل النجيفي، حيث وثقت المواقع الالكترونية التابعة للتنظيم تلك الخطبة الدينية في جامع النوري الكبير، وسط الموصل، وعملت على انتاجها “مؤسسة الفرقان” وموقع “اعماق” و”البيان” و”الحياة”، فيما اطلق التنظيم اذاعة “البيان” وقناة “دابق” على ترددات ارضية، مستغلا بذلك معدات ومرسلات مؤسسات شبكة الاعلام العراقي ومؤسسات اعلامية اخرى.
وعمد التنظيم، الذي يتزعمه ابراهيم عواد البدري الملقب بابو بكر البغدادي، الى قطع جميع الاتصالات وخدمة الهاتف النقال والانترنيت عن جميع مناطق الموصل.
وشهدت مدينة الموصل هروب جماعي للصحفيين، حيث غادر المدينة أكثر من 60 صحافياً ومساعداً إعلامياً، 15 منهم هاجروا خارج البلاد، فيما توزع البقية منهم بين العاصمة بغداد وإقليم كردستان، فضلاً عن وجود مايقارب 20 آخرين ما زالوا عالقين داخل المدينة التي يسيطر عليها التنظيم بشكل كامل. وفقا لاحصائية اعدها مرصد الحريات الصحفية (JFO) عبر قاعدة بيانات وثقها على مدى عام كامل.
وكان تنظيم “داعش” قد توعد من خلال تعليمات نشرها في مراكزه الاعلامية كل من ينقل المعلومات والانباء من داخل المدينة “سيواجه الموت”، حسب توجيهات ما يسمى المحكمة الشرعية، التي وجهت للصحفيين اتهامات بمخالفة التعليمات وممارسة العمل الصحفي وتسريب معلومات من داخل المدينة لوسائل إعلام محلية واجنبية، وهذا مايثبت بان مقاتلي التنظيم المتشدد كانوا عازمين على تصفية جميع الصحفيين في المدينة.
وتحدث صحفيون محليون من داخل الموصل وخارجها، لمرصد الحريات الصحفية (JFO)، أن “جميع الاعلاميين ممن لم يغادروا المدينة، التزموا بشكل قاطع بتعليمات التنظيم بعدم ممارسة المهنة او الاتصال باي وسيلة إعلام، سواء كانت عراقية او اجنبية، حتى قبل سلسلة الإعتقالات والإعدامات التي طالت صحفيين في المدينة”.
العديد من الصحفيين الذين غادروا مدينة الموصل بعد سلسلة الملاحقات التي طالتهم، اضطر بعضهم للعودة إلى المدينة، بعد أهمال السلطات الاتحادية والتجمعات النقابية لهم، وعدم تمكنهم من العيش في العاصمة بغداد او إقليم كردستان، حيث تعرضوا بعد عودتهم للقتل من قبل المحاكم الشرعية لتنظيم “داعش”.
لقراءة التقرير كامل: اضغط هنا