المبادرة الدولية للتضامن مع المجتمع المدني العراقي

The Iraqi Civil Society Solidarity Initiative (ICSSI) is dedicated to bringing together Iraqi and international civil societies through concrete actions to build together another Iraq, with peace and Human Rights for all.

العراق: القيود التي تفرضها حكومة إقليم كردستان تعيق انتعاش الإيزيديين

krg

Human Rights Watch

بيروت – قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم إن حكومة إقليم كردستان العراق وضعت قيودا غير متناسبة على حركة البضائع من وإلى منطقة سنجار، مركز الأقليّة الإيزيدية في العراق

يقول مسؤولون في حكومة إقليم كردستان إن الحكومة قلقة إزاء أنشطة “حزب العمال الكردستاني”، منظمة كردية مسلحة لها قوات في سنجار تتألف في معظمها من مقاتلين إيزيديين، يمكنهم التنقل بحريّة عبر الحدود السورية. ولكن، بعد عامين من تعرض السكان لهجمات عنيفة وانتهاكات ارتكبها تنظيم “الدولة الإسلامية” (المعروف أيضا باسم “داعش”)، تُعتبر القيود المجحفة التي تفرضها حكومة إقليم كردستان غير متناسبة مع أي اعتبارات أمنية محتملة، وتعيق وصول الناس إلى الغذاء والماء وسبل العيش، وغيرها من الحقوق الأساسية.

قالت لمى فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “بعد هجمات داعش المدمرة على المنطقة، وذبح السكان الإيزيديين قبل عامين، تُعتبر القيود التي تفرضها حكومة إقليم كردستان صفعة مؤلمة أخرى. على حكومة إقليم كردستان أن تعمل على تسهيل وصول مئات المدنيين الإيزيديين الراغبين في العودة إلى ديارهم في سنجار، وليس إضافة المزيد من الحواجز لاستعادة حياتهم”.

قبل أغسطس/آب 2014، كانت سنجار تأوي 360000 إيزيدي. قتل داعش بين 2000 و5500 منهم منذ 3 أغسطس/آب 2014، وخطف نحو 6386، وفقا لتقرير أصدرته الأمم المتحدة مؤخرا. نزح أكثر من 90% من السكان الإيزيديين من سنجار بسبب هجمات داعش. أكثر من 180000 نازح إيزيدي يعيشون في مخيمات في إقليم كردستان العراق. لم يعد منهم سوى عدد قليل.

نظريا، تقع سنجار تحت إدارة الحكومة المركزية العراقية، ولكن قوات أمن حكومة إقليم كردستان والقوات العسكرية موجودة ونشطة في سنجار. تسيطر قوات حكومة إقليم كردستان على الطريق الرئيسية من سنجار إلى إقليم كردستان العراق، بينما يسيطر داعش على الطرق الرئيسية من سنجار إلى مناطق أخرى من العراق.

في أغسطس/آب 2016، زارت هيومن رايتس ووتش 4 مخيمات نازحين في دهوك، في إقليم كردستان العراق، و4 بلدات في شمال سنجار، وقابلت 67 شخصا بين نازحين وسكان محليين. شملت المقابلات سكانا حاولوا نقل محاصيلهم الزراعية أو ممتلكاتهم الشخصية خارج سنجار، ولكن منعتهم قوات أمن حكومة إقليم كردستان من ذلك، وآخرين حاولوا إدخال مواد غذائية وإمدادات أخرى لأفراد عائلاتهم الذين عادوا إلى سنجار، ولكن منعتهم قوات الأمن أيضا.

منذ هجوم داعش على سنجار عام 2014، أصبح معبر جسر سحيلة، على بعد 2 كلم من الحدود السورية، الطريق الوحيدة للذهاب من سنجار إلى العراق الذي لا يسيطر عليه داعش، بل قوات حكومة إقليم كردستان. جنوب سنجار لا يزال تحت سيطرة داعش.

رغم أن حزب العمال الكردستاني موجود في سنجار منذ عقود، إلا أن وجوده تعزز بشكل كبير بعد أغسطس/آب 2014. قال مسؤولون في “الحزب الديمقراطي الكردستاني” لـ هيومن رايتس ووتش إن وجود حزب العمال الكردستاني، الذي جند الكثير من السكان المحليين الإيزيديين في سنجار لإنشاء “وحدات مقاومة سنجار”، وهو جناح عسكري محلي، يمثل مصدر قلق أمني كبير للحزب الديمقراطي، أحد الأحزاب الحاكمة في حكومة إقليم كردستان.

قالت هيومن رايتس ووتش إنه في حين يجوز لحكومة إقليم كردستان اتخاذ تدابير أمنية معقولة لفحص المواد الداخلة والخارجة من منطقتها، فإنه لا ينبغي فرض قيود مجحفة وغير متناسبة مع الاعتبارات الأمنية، أو التي تعيق دون سبب وصول الناس إلى الغذاء والماء وسبل العيش وغيرها من الحقوق الأساسية.

على حكومة إقليم كردستان نشر معلومات للعموم تحدد من يستطيع إصدار وإلغاء القيود المفروضة على حركة البضائع، وما هي القيود المفروضة على سنجار، وما هي السلع المشمولة بالقيود، وإلى متى، وما هي الأسباب، مع تحديد تاريخ انتهاء صلاحية واضح. عليها أن تحدد كيف يمكن للأفراد معالجة أي ضرر لحق بهم بسبب القيود، وأن تعوض الذين يعانون بسبب قيود غير قانونية.

قابلت هيومن رايتس ووتش سكانا بقوا في سنجار خلال هجوم داعش على المنطقة في أغسطس/آب 2014، وكذلك بعض الذين عادوا بعد طرد داعش في ديسمبر/كانون الأول 2014. قالوا جميعا إن سكان سنجار يعانون منذ أغسطس/آب 2014 مما بدا أنه حظر فرضته حكومة إقليم كردستان على حركة جميع السلع الزراعية من سنجار إلى إقليم كردستان العراق. قال 3 مزارعين من سنون وخانسور إن قوات حكومة إقليم كردستان تمنعهم كلما حاولوا نقل القمح أو الانتقال إلى إقليم كردستان. قالوا إنهم لا يعرفون أي مزارع آخر في سنجار يملك تصريحا لنقل بضائعه إلى إقليم كردستان العراق، ولم تتمكن هيومن رايتس ووتش من إيجاد مزارع واحد قادر على السفر مع بضاعته في أي من مناطق سنجار التي زارها الباحثون. قالت عائلتان إن القوات الكردية عند المعبر أوقفتهم عندما حاولوا السير بأغنامهم إلى خارج سنجار

قالت عائلتان في مخيمات منطقة دهوك إن قوات حكومة إقليم كردستان في سحيلة أوقفتهم عندما حاولوا نقل أغراض من منازلهم في سنجار معهم، حتى بعدما أكدوا أنهم سيحصلون على تصاريح من ضباط “الأسايش” تؤكد ملكيتهم لها. قالت القوات في سحيلة إنها لا تعترف بأي تصريح من هذا القبيل.

يواجه الأفراد والجماعات أيضا قيودا عند محاولة نقل الأغراض إلى سنجار. قال عاملون في 5 منظمات إغاثة تعمل في إقليم كردستان العراق إن قوات الأمن في سحيلة ومسؤولي مكتب محافظة دهوك منعوهم، منذ نهاية عام 2014، أكثر من 10 مرات من نقل المواد الغذائية والمساعدات الطبية وغيرها إلى سنجار، رغم أنهم كانوا أحيانا يحملون تصاريح صادرة عن مسؤولين آخرين في حكومة إقليم كردستان. تمكنت منظمتان من جلب مساعدات مرة واحدة لأنهما أرسلتا المساعدات عن طريق جمعية خيرية تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني.

وصفت 3 عائلات 4 حوادث منذ ديسمبر/كانون الأول 2015 منعهم فيها ضباط أمن في حكومة إقليم كردستان في سحيلة من أخذ مواد غذائية ووقود لأفراد من أسرهم كانوا قد عادوا إلى سنجار. قال 4 رجال أعمال من سنون، البلدة الرئيسية في شمال سنجار، إن سلطات حكومة إقليم كردستان منعت أو أخّرت أو خفّضت تعسفيا طلباتهم لاستيراد السلع إلى سنجار. قال صاحب متجر محلي إنه بالكاد يستسطيع تخزين ما يكفي لأيام قليلة من البضائع. قال بائع إسمنت وميكانيكيّان لـ هيومن رايتس ووتش إنهم لم يتمكنوا من استيراد أي سلع، بينما قال ميكانيكي ثالث إنه حصل على تصريح لاستيراد قطع غيار سيارات تكفيه 3 أيام فقط.

شهدت هيومن رايتس ووتش عند معبر سحيلة ضباط أمن حكومة إقليم كردستان يُوقِفون السيارات والشاحنات في الاتجاهين، ويفتشونها. رأت أيضا مسؤولين يوقفون رجلا قادما من سنجار إلى مناطق حكومة إقليم كردستان يقود شاحنة ومعه خروف في الخلف، وطلبوا منه العودة إلى سنجار.

في اجتماع عُقد في 14 مايو/أيار عند معبر سحيلة دعا الرئيس مسعود بارزاني الإيزيديين إلى طرد حزب العمال الكردستاني من المنطقة. قال 4 إيزيديين يعملون في سنجار وجوارها، ودبلوماسي دولي، كل على حده، لـ هيومن رايتس ووتش إنهم تكلموا بعد اللقاء مع اثنين من كبار العسكريين الإيزيديين اللذين قالا إنهما عندما سألا أحد كبار مسؤولي حكومة إقليم كردستان عن القيود على المواد في سنجار، أجابهم أنها عقاب لقبول الإيزيديين حزب العمال الكردستاني في المنطقة.

قال وزير خارجية حكومة إقليم كردستان فلاح مصطفى لـ هيومن رايتس ووتش، في 28 أغسطس/آب، إن محافظ دهوك لديه السلطة الكاملة لمراقبة نقل المواد داخل وخارج سنجار، وبرر القيود الواسعة بمخاوف أمنية من حزب العمال الكردستاني، وليس من السكان المحليين. قال سكان محليون لـ هيومن رايتس ووتش، إنه قبل أغسطس/آب 2014 لم تكن هناك قيود على البضائع القادمة أو الخارجة من سنجار.

في رد مقتضب في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 على رسالة كانت قد بعثت بها هيومن رايتس ووتش إلى حكومة إقليم كردستان في أكتوبر/تشرين الأول، ذكر د. ديندار زيباري، رئيس “اللجنة العليا لحكومة إقليم كردستان لتقييم والاستجابة للتقارير الدولية”، أن لكل فرد حرية التنقل داخل وخارج المنطقة، بما في ذلك جميع عمال الإغاثة والجمعيات الخيرية، لتقديم الخدمات اللازمة. بخصوص مغادرة السلع المنطقة، قال:

مُنِع إخراج الممتلكات من سنجار لأن ممتلكات العديد من الناس قد نُهِبَت. هذه القيود هي لحماية ثرواتهم وممتلكاتهم. إخراج المواد من سنجار يخضع لإجراءات أمنية مشددة من أجل تحديد ماهيتها.

لم يقدم زيباري أي تفاصيل عن التدابير الأمنية المعنية. كتب بخصوص دخول البضائع: “فيما يتعلق بالموافقة على نقل مواد البناء مثل الإسمنت، والماشية، فإنها محدودة – تعتمد على الطلب واحتياجات المنطقة”. وأضاف أن مجلس أمن قد تشكّلَ في مكتب رئيس بلدية سنجار لمراجعة طلبات الحصول على تصريح لإدخال المواد، وأن محافظة دهوك تملك الكلمة الأخيرة. وذكر أن المواد الوحيدة التي لا يسمح بإدخالها أو إخراجها هي التي يمكن استخدامها لـ “غرض مزدوج”، بما في ذلك بعض المواد الكيميائية.

في اجتماع في 18 أغسطس/آب قال فواز ميراني، مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في محافظة دهوك، لـ هيومن رايتس ووتش إن سلطات دهوك تضغط على منظمات الإغاثة الدولية لتقديم المزيد من الخدمات لأهالي سنجار.

ولكن، قال أحد عمال الإغاثة في دهوك لـ هيومن رايتس ووتش إن “الفريق القُطري الإنساني” الذي يضم ممثلين عن الأمم المتحدة، و”المنظمة الدولية للهجرة”، وغيرها من المنظمات غير الحكومية الدولية، نصح منظمات الإغاثة بعدم ادخال مساعدات إلى المنطقة، قائلا إن ليس هناك حاجة حيوية لها، وإن هناك احتمال كبير من أن تُستعمَل المساعدات لأغراض عسكرية، أو أن تنخرط منظمات الإغاثة في العملية السياسية في المنطقة. رغم ذلك، تقدم بعض المنظمات الدولية والمحلية الصغيرة مساعدات للمنطقة. قالت إحدى المجموعات لـ هيومن رايتس ووتش إنها غالبا ما مُنِعَت من إحضار المساعدات. علاوة على ذلك، قال سكان سنجار لـ هيومن رايتس ووتش إن حزب العمال الكردستاني وعناصر مسلحة أخرى تيسّر وصول المواد القادمة من سوريا.

قالت فقيه: “تقول العائلات التي تحدثنا إليها في سنجار إنها غير قادرة على متابعة حياتها التقليدية – بالكاد تستطيع تدبير أمورها من يوم لآخر. إذا استمرت هذه القيود، سيواجه سكان سنجار والإيزيديين صعوبة في استعادة حياتهم”.

قيود على الصادرات من سنجار
قال 3 مزارعين من سنون وخانسور لـ هيومن رايتس ووتش إنهم ممنوعون من نقل المنتجات الزراعية من سنجار إلى إقليم كردستان العراق. جميعهم حصدوا محاصيل قليلة من القمح هذا العام، بسبب قلة سقوط الأمطار ونقص المياه اللازمة للري. 2 منهم قالا إنهما لم يحصلا على تصريح من مجلس الأمن في سنجار في يونيو/حزيران ويوليو/تموز لنقل انتاجهما عبر معبر سحيلة. بينما قال مزارع ثالث إنه لم يحاول تصدير إنتاجه بعد أن علم أن المزارعين الآخرين مُنعوا من ذلك. سكان سنجار الذين تعاملوا مع مجلس الأمن في سنجار قالوا إنه يضم مدير منطقة جنوب سنجار ومدير الأسايش المحلي، قوة أمنية كردية، ورئيس المجلس المحلي، ورئيس الشرطة المحلية. قال السكان إن قوات الأسايش لعبت دورا بارزا في القرار.

قال الرجال الثلاثة إنهم اضطروا بسبب القيود إلى العثور على مشترين محليين وبيع محصولهم بأقل من ثلث ما كان يمكن أن يحصلوا عليه في دهوك أو في أي مكان آخر في إقليم كردستان العراق. قالوا إنهم لا يعرفون أي مزارع آخر في سنجار حصل على تصريح من مجلس الأمن لنقل إنتاجه إلى إقليم كردستان العراق.

قالت عائلتان لـ هيومن رايتس ووتش إن مسؤولي حكومة إقليم كردستان أوقفوهم عند المعبر عندما حاولوا سَوق الأغنام خارج سنجار. شهدت هيومن رايتس ووتش توقيف المسؤولين رجلا يقود شاحنة تحمل خروفا واحدا، واجباره على العودة إلى سنجار عند معبر سحيلة. قال الرجل إن الخروف كان لجنازة أحد أقاربه في شاريا.

جميع الذين مُنِعوا من نقل المنتجات الزراعية والماشية قالوا إن رجال الأمن عند المعبر لم يقدموا أي تفسير.

قالت أسرتان تعيشان في مخيمات منطقة دهوك إن ضباط الأمن في سحيلة أوقفوهم عندما حاولوا نقل ممتلكاتهم معهم لما غادروا سنجار، بما في ذلك خزان المياه وخزانة وغسالة وبراد وبطانيات. قالت الأسرتان إن الضباط قالوا لهم إن هذا التدبير يرمي لوقف عمليات النهب واسعة النطاق في سنجار بعد نزوح السكان. عندما قالوا إن لديهم شهود، ويمكنهم الحصول على تصريح من ضباط الأسايش يؤكد ملكيتهم للبضائع، رفض الضباط.

قيود على الواردات إلى سنجار
قال موظفون في 5 منظمات إغاثة تعمل في إقليم كردستان العراق لـ هيومن رايتس ووتش إنه منذ نهاية 2014، منعتهم حكومة إقليم كردستان وقوات البشمركة والأسايش عند معبر جسر سحيلة أو مكتب محافظة دهوك في 10 مناسبات على الأقل من استقدام مساعدات إلى سنجار، بما في ذلك الطابعات والورق والدفاتر والخيام والبطانيات والأحذية والملابس للكبار والأطفال والألعاب ومنتجات التنظيف والأدوية والمواد الغذائية، بما في ذلك الأرز والسكر والشاي والطحين والزيت النباتي ومعجون الطماطم.

تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى قيادي في “الاتحاد الوطني الكردستاني” مسؤول عن تسليم المساعدات إلى السكان المحتاجين. تتألف حكومة إقليم كردستان، بما في ذلك البشمركة، من طرفين: الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. الحزب الديمقراطي يسيطر على إربيل ودهوك، محافظتان من محافظات إقليم كردستان الثلاث، في حين يسيطر الاتحاد الوطني الكردستاني على السليمانية.

قال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني لـ هيومن رايتس ووتش إن فرع المساعدات في الحزب حاول ادخال الطعام والملابس ولعب الأطفال إلى سنجار في فبراير/شباط بتصريح من وزير الصحة في حكومة إقليم كردستان. لكن أحد المسؤولين في مكتب محافظ دهوك رفض التصريح قائلا إن التصريحات الوزارية تشمل الحركة داخل المنطقة فقط، وإن هناك احتمال أن تذهب المساعدات لحزب العمال الكردستاني المسلح، أو وحدات مقاومة سنجار الحليفة، أو تُرسَل إلى سوريا. قال القيادي في الاتحاد الوطني إنهم مستعدون لتسليم جميع السلع لرئيس بلدية سنجار للتوزيع، ولكن رفض المسؤول في حكومة إقليم كردستان ذلك. في أوائل أغسطس/آب، أرسل قيادي الاتحاد الوطني الكردستاني شحنة كبيرة من الأدوية إلى سنجار باسم منظمة مساعدات تابعة للحزب الديمقراطي لم تواجه أي مشكلة. تمكنت إحدى المنظمات من إرسال المساعدات مرة واحدة من خلال جمعية خيرية تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني.

قال أحد سكان سنجار الذي يعاني من صداع مزمن لـ هيومن رايتس ووتش إنه قبل أغسطس/آب 2014، كان يدفع نحو 20 سنتا أمريكيا لـ 10 حبات باراسيتامول، أو حبوب أسيتامينوفين. الآن ارتفع السعر إلى 85 سنتا بسبب النقص في مخزون الصيدليات جرّاء القيود.

وصفت 3 عائلات 4 حوادث منذ ديسمبر/كانون الأول 2015 منعهم فيها ضباط أمن في حكومة إقليم كردستان في سحيلة من أخذ المواد الغذائية والوقود لأفراد الأسر الذين عادوا إلى سنجار. قالوا إنهم لم يطلبوا تصريحا من سلطات حكومة إقليم كردستان لأنها بضائع للاستهلاك الشخصي. قال لهم ضباط الأمن إن نقل هذه المواد ممنوع.

قال أحد السكان إنه حاول وعمه نقل البضائع لعائلاتهم في يناير/كانون الثاني لكنهما مُنعا. حاولا مرة أخرى في منتصف أغسطس/آب وتمكنا من نقل البرغل والأرز والحمص والفول والطحين وزيت الزيتون فقط بعد أن قدم عمه رشوة لأفراد قوات الأمن عند المعبر.

قال 4 رجال أعمال من سنون، البلدة الرئيسية في شمال سنجار، إن سلطات حكومة إقليم كردستان منعت أو أخّرت أو خفّضت تعسفيا طلباتهم لاستيراد السلع إلى سنجار. قال صاحب متجر محلي يدير سلسلة متاجر كبرى مفتوحة حاليا في سنجار إن الضباط عند معبر سحيلة سمحوا له بنقل 20 علبة سجائر فقط في كل مرة بالرغم من طلبه نقل 10 كراتين أسبوعيا، وسُمح له فقط بنقل 15 علبة لحم. سمحوا له بنقل 50 كغم من السكر، بينما قال إنه بحاجة إلى 300، و10 صناديق من مسحوق الغسيل فقط في مقابل 100 صندوق قال إنه يمكنه بيعها. قال إنه يحتاج إلى تصريح خاص لنقل المياه المعبأة، وهي عملية قد تستغرق 20 يوما، ويجب أن يصدره قاض. كان يبيع ما قيمته 10 ملايين دينار عراقي (8583 دولار) أسبوعيا، ولكن الآن لا يتخطى 1.5 مليون دينار عراقي (1263 دولار) بسبب النقص في المواد التي منعتها سلطات حكومة إقليم كردستان بعد 3 أغسطس/آب 2014.

قال تاجر إسمنت إنه رغم حصوله على تصريح من رئيس بلدية سنجار، أوقفه ضباط أسايش محليين في سحيلة في يناير/كانون الثاني مع 15 طنا من الاسمنت، ورفضوا السماح له بنقلها إلى داخل سنجار:

أظهرت لهم رسالة التصريح، لكنهم أصروا على أن أعود إلى دهوك. ولم يعطوا أي سبب. عدت إلى المصنع حيث اشتريت الإسمنت، وتمكنت من استرداد ما دفعته ثمن الإسمنت، ولكن لم أتمكن من استرداد أجرة العمال لتحميل الإسمنت، في النهاية خسرت 300000 دينار (250 دولار).

قال نفس الرجل إن قوات الأمن منعته في يونيو/حزيران من ادخال شاحنة مياه خاصة، كان قد أخذها لإجراء تصليحات قبل بضعة أيام، إلى سنجار، إلى أن تدخّل عدد من قادة البشمركة لصالحه.

أظهر 3 ميكانيكيين في سنون لـ هيومن رايتس ووتش محلاتهم لتصليح السيارات الفارغة – قالوا إنهم حاولوا الحصول على تصاريح من مجلس الأمن في سنجار لاستقدام قطع غيار السيارات.

قال أحد الميكانيكيين إنه ذهب إلى دهوك 7 مرات للحصول على تصاريح، وأنفق 500 دولار للتنقل، وتمكن من استقدام بضائع لعمله في سنجار مرة واحدة خلال 6 أشهر. حتى في هذه المرة طلب تصريحا لاستقدام شحنة تبلغ قيمتها 2500 دولار، ولكن قوات الأمن في سحيلة سمحت له فقط بشحنة بقيمة 1300 دولار رغم حصوله على تصريح لكامل القيمة.

قال إنه في إحدى الرحلات في يوليو/تموز انتظر في سحيلة لمدة 3 ساعات ليسأل النقيب ما هي المواد المسموح باستيرادها إلى سنجار. عندما وصل النقيب، قال: “سأجيبك بكلمة واحدة – لا شيء”. قال ميكانيكي آخر إنه قدم طلبا للحصول على تصاريح من مجلس الأمن، لكنهم سمحوا له باستيراد 5 وحدات فقط من كل قطعة طلبها، أي ما يكفيه 3 أيام. عند المعبر، منعه الضباط من تمرير زيت المحركات.

شهدت هيومن رايتس ووتش عند معبر سحيلة ضباط أمن حكومة إقليم كردستان يوقفون السيارات والشاحنات التي تحوي ممتلكات شخصية وتجارية، ويفتشونها. أظهر صاحب متجر موقوف شحنته لـ هيومن رايتس ووتش، نحو 10 علب حليب مجفف و10 علب معسّل وتلفزيون وكيس وسائد وبطانيات. أُوقِفت إحدى العائلات لنقلها كيس أرزّ كبير وبعض الوسائد.

جميع الذين قابلناهم قالوا إن ضباط الأمن عند المعبر لم يقدموا لهم أي سبب لمنع دخول المواد.