ابرز العوامل التي تصنع فارقاً في توفير الحد المقبول لضمان حماية المدافعات عن حقوق الانسان
لغرض توفير المزيد من المساحة الحوارية لنقاش اثر العوامل المؤثرة على حماية وسلامة المدافعات عن حقوق الانسان, نظم منتدى الاعلاميات العراقيات في السابع والثامن من شهر تموز الجاري مجموعتي تركيز بحثية حضرها ناشطات من مختلف محافظات العراق.
ناقشت الجلسة الأولى اثر البيئة الإعلامية واستضافت الأستاذ ضياء السراي الذي استعرض ورقته البحثية حول (اثر البيئة الإعلامية على حماية وسلامة المدافعات عن حقوق الانسان) وتناول فيها اهم المشاكل ومن ضمنها : قلة وعي صناع القرار بقضايا المدافعات عن حقوق الانسان، غياب الرؤيا لدى وسائل الاعلام، تسيس الاعلام، منظومة المعارف والثقافة العامة ، المنظومة الدينية والعشائرية والبيئة الإعلامية غير ناضجة بسبب عدم استقلالية الاعلام.
وتناول السيد السراي اهم اطراف المشكلة المؤثرة على البيئة الإعلامية والتي هي وبنفس الوقت معنية بالحل : السلطات، المؤسسات الإعلامية (خاص وعام)، (منظومة القوانين)، منظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة والمنظمات الدولية. وعن الحلول تطرق السراي لعدد من المقترحات، أهمها:
١- صياغة استراتيجية إعلامية يكون للمفصل رئيسي فيها والمقترح ان تقم بهذا الحكومة واليونسكو وان تشرك المنظمات المعنية.
٢- ان تعتمد المؤسسات الإعلامية مدونات سلوك، مواثيق شرف ،مذكرة تفاهم ،و بيانات ولوائح تنظيمية كلها تضمن حماية وسلامة المدافعات عن حقوق الانسان وصورتهن في الاعلام
٣- ضرورة العمل على معالجة المحتوى غير المنصف حول صورة ودور المدافعات عن حقوق الانسان، والتي تبرز في المؤسسات الإعلامية. وذلك من خلال عمل مشترك ومدافعة مستمرة.
٤- ضرورة تمكين المرأة في مواقع صنع القرار ومطالبة الحكومة بتنفيذ قانون شبكة الاعلام العراقي وتضمين قانون هيأة الاعلام والاتصالات الكوتا وإعادة التوازن الجندري في وزارة الثقافة
واختتم السراي بحثه: بأن الهدف من هذه الورقة رؤية واضحة عن التحديات والمخاطر لوضع سياسات يمكن اعتمادها كعوامل تغيير وتطوير لتحقيق بيئة إعلامية اكثر أمناً وفاعلية.
اما الجلسة الثانية فقد ناقشت اثر البيئة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية على حماية المدافعات عن حقوق الانسان. وذلك من خلال ورقة عمل قدمها الأستاذ عباس العطار ، استنتج منها بعض النقاط المهمة. فعلى المستوى الاجتماعي تناول العقلية الذكورية المسيطرة على إدارة الحياة والنظم الاجتماعية المتوارثة والثقافة السائدة. حيث ساهمت بربط دور المرأة في إدارة شؤون الزوج والأطفال والبيت وما تقوم به من اعمال نمطية أخرى.
وسجل الباحث بان بعض المطالبين بحقوق المرأة ممن يدعون الى ضرورة اشراكها في العمل المدني والمجتمعي هم أكثر الناس تعميقا لانتهاكها, حيث يمارس بعض العاملين في حقوق الانسان نفس أدوار المجتمع بالتعامل مع المرأة في البيت والمدرسة والوظيفة والشارع والسوق.
العامل الثقافي: نرى ان الساحة الثقافية تعج بالوسط الرجالي بصورة طاغيه مع غياب واضح للمرأة في ميادين الحركة الثقافية وان وجد فنسبة غير مؤثرة في الوسط الثقافي والمجتمعي بما لا يمكنها من تحريك الساحة الثقافية والرأي العام إزاء قضايا معينه تتعلق بحقوق الانسان وقضايا مجتمعيه أخرى.
اما اقتصادياً: ان اغلب المدافعين والمدافعات عن حقوق الانسان في احتياج الى مقومات اقتصادية تمكن من نجاح حملاتهم وخططهم وبرامجهم وجميع الأنشطة التي يهدفون للقيام بها, فالعامل الاقتصادي احد اكبر العوامل ذات الأثر الكبير المعيق لحركة المدافعات داخل المجتمع.
و يذكر ان مجموعتي التركيز هذه هي الثالثة والرابعة من نوعها وتأتي في اطار مشروع شهرزاد بموسمه الثاني, بعد ان تم تنظيم مجموعتي تركيز في مايو الماضي لنقاش اثر البيئة الأمنية واثر البيئة القانونية. و تشهد هذا المجاميع عادة نقاشات يتم تدوينها من قبل المختصين لتعزيز المقترحات التي ستقدم لاحقاً كحصيلة لعملها.
تهدف سلسلة جلسات التركيز هذه الى دراسة ابرز العوامل التي تصنع فارقاً في توفير الحد المقبول من ضمان الحماية والسلامة للسيدات العاملات في مجال الدفاع عن حقوق الانسان حيث من المقرر ان يتم انجاز ورقة بحثية متكاملة كحصيلة لنقاشات هذه المجاميع لتعالج قضية حماية المدافعات, ويتم تقديمها للسلطات التشريعية والأطراف المعنية بالموضوع للاستفادة منها ودراسة إمكانية تطبيقها فيما يصب بمصلحة توفير بيئة اكثر أمناً واستقراراً للمدافعات. ويقوم منتدى الاعلاميات العراقيات بتنفيذ مشروع شهرزاد بموسمه الثاني الذي تموله السفارة الألمانية في العراق وتدعمه مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي بالتعاون من منظمة جسر الى الإيطالية وفاي السويسرية.