ملحمة للتعايش السلمي في مهرجان كوكاميلا الأول للسلام في مدينة كرمليس
تحت شعار” أنتم أغصان الكرمة” أقامت منظمة جسر إلى… (UPP) ضمن مشروعها مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى بالتعاون مع منظمة الرجاء للتنمية والتطوير وخورنة كرمليس للكلدان مهرجان كوكاميلا الأول للسلام بمناسبة أعياد القيامة المجيدة في دير القديسة بربارة عصر هذا اليوم المصادف 25 نيسان 2019.
و ان كلمة كوكاميلا يستخدمها أهالي كرمليس إلى حدّ يومنا هذا ويتداولونها فيما بينهم ، وكرمليس أو كرملش، (بالسريانية: ܟܪܡܠܫ)، هي بلدة عراقية تقع في سهل نينوى وتحديداً ضمن قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى. غالبية سكان البلدة هم من المسيحيين أتباع الكنيسة الكلدانية مع وجود أقلية تتبع الكنيسة السريانية الكاثوليكية وبالإضافة إلى أقلية من الشبك.
بدأت فعاليات المهرجان باستقبال مهيب من قبل بنات كرمليس بأزيائهم التراثية لباص السلام الذي كان محمّلا بأجمل عبارات السلام والمحبّة من قبل مسلمين كتبوا رسالة سلام واختاروها من عبق الحضارة الآشورية ومن تحت ركام الخراب الذي أسسته قوى الإرهاب ، وزّعوا الورود لبنات كرمليس ، ورودا بيضاء تعكس محبّة الموصل للمسيحيين والمكونات الأخرى ، ومن ثمّ كلمة ترحيبية قرأها مقدّم المهرجان الفنان وسام نوح بكلمات ملؤها السلام والطمأنينة ، وبعد ذلك استمرت فعاليات المهرجان لتشمل كلمة راعي أبرشية الكلدان للموصل وعقرة المطران مار ميخائيل نجيب الدومنيكي ، وتلتها رسالة الموصل التي قرأها الشيخ رامي العبادي ، وبعد ذلك كلمة منظمة جسر إلى (UPP) التي قرأها عماد صبيح كوركيس مساعد مدير مشروع مد الجسور بين مجتمعات نينوى ، وبعد ذلك كلمة لمنظمة الرجاء للتنمية والتطوير التي قرأتها سارة .
وإنتقلت فعاليات المهرجان إلى الجانب الفلكلوري والثقافي للمكونات ، حيث عرضت مجموعة من الإيزيديات أنشودة للسلام بإزيائهن وهن يرددن ويوثقّن حبّهن لبلدهن ، وتلتها أنشودة أخرى لفتيات من برطلة يتمنين السلام للعراق ، وبعد ذلك فرقة للبنات من كرمليس مع أزيائهن وأغنية فلكلورية من التراث الكرمليسي ، وبعد ذلك فقرة الشعر التي قرأ فيها كلّ من الشاعر إنليل قريو والشاعر سرمد حنّو قصائد باللغة السريانية ، وبعد ذلك فقرة الألعاب الترفيهية مع المشاركين ، ومن ثم فقرة توزيع الشهادات التقديرية للمشاركين والمشاركات ، وبعد ذلك فقرة إطلاق بالونات السلام وحمائم السلام من قبل المشاركين ومن ثمّ توديع باص السلام.
قال رائد ميخائيل شابه لــ إيزيدي 24 وهو المدير القطري لمنظمة جسر إلى والمستشار الستراتيجي لمشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى ” عادوا الى بلداتهم وارضيهم بعد سنوات من احتلال داعش ليؤكدوا أصالتهم وانتمائهم الى هذه الارض والوطن ، عادوا بكل ألوانهم وانتمائاتهم الدينية والاثنية ، جاؤوا من الموصل ليمدوا جسور السلام والمحبة مع اخوتهم في الارض ويشاركوا بأعياد القيامة المجيدة لمسيحيّ بلدة كرمليس ، حيث رأينا الفرح في حدقات عيونهم والذي يعبر عن مدى إنسانيتهم ورغبتهم في العيش المشترك .. هذا ببساطة مايسمى بمد الجسور بين مجتمعات نينوى”.
وأكّد الشيخ والخطيب رامي العبادي لـــ إيزيدي 24” بأنّ رسالتنا إلى المكوّنات غير المسلمة هي رسالة محبّة وطمأنينة وسلام، ونحبّهم كأنفسنا والذي حصل لهم حصل لنا أيضا وكما أنّه جعلنا نستاء من الكثير من الأمور،
اختتمت فعاليات المهرجان بكمية هائلة من الحب والمودّة وبناء جسور التواصل والمحبّة وابتسامات على وجوه أكثر من ثلاثمائة شخصا من مختلف المكوّنات والقوميات والأديان.
حضر المهرجان راعي أبرشية الموصل وعقرة للكلدان المطران مار ميخائيل نجيب الدومنيكي والخورأسقف ثابت حبيب راعي خورنة كرمليس للكلدان وممثّلو الديانة الكاكائية وممثّلو الديانة الإيزيدية والديانة المسلمة والقوميات الشبكية والعربية والتركمانية ومنظمات المجتمع المدني وجمع غفير من الناس.
من الجدير بالذكر أنّ مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى بمرحلته الثانية قد إنقسم إلى قسمين : القسم الأول هو إعادة وتأهيل مجموعة من المدارس في محافظة نينوى وبناء قدرات الكادر التربوي وإقامة فعّاليات تعزز السلام مع الطلبة، والقسم الثاني بدأ ببناء قدرات نشطاء المجتمع المدني في مواضيع عديدة وتنمية قدراتهم ليكونوا وكلاء السلام في مدنهم ومانعي الصراعات ، وسيشمل عدّة أنشطة وفعاليات وحملات والعمل مع الإذاعات لبث برامج السلام ، والمشروع ممّول من الوزارة الفدرالية للتعاون الاقتصادي والتنمية وتنفيذ منظمة جسر إلى الإيطالية UPP .