قوارب التراث الثقافي تزين نهر دجلة في بغداد وتحيي جهود الكوادر الطبية لمواجهة فايروس كوفيد-١٩
بعد توقف استمر لخمسة أشهر بسبب الحجر المنزلي وإجراءات الوقاية المصاحبة لإنتشار كوفيد-١٩، عاودت جمعية حماة دجلة نشاطاتها بتنظيم فعالية نهرية لصالح مشاريع السفينة لتحية الكوادر الطبية التي عملت بجهد طيلة فترة الحجر لمكافحة الوباء. انطلقت الفعالية صباح يوم الثلاثاء ١٧ اب في نهر دجلة ببغداد بإستخدام القوارب التقليدية وبحضور مشاركين من مختلف المحافظات، بالإضافة لمساهمة اتحاد الجذافين في بغداد وبدعم من وزارة الشباب والرياضة العراقية.
عمل الفنان التشكيلي رشاد سليم خلال السنوات الماضية مع عدد من الحرفيين المحليين لإعادة انتاج القوارب التقليدية التي ميزت التراث الملاحي لوادي الرافدين لقرون مضت قبل ان يختفي الكثير منها لاحقاً، حيث قام سليم بجمع المخطوطات والوثائق الخاصة بتصميم وإنشاء هذه القوارب وقام بالتواصل مع من تبقى من الحرفيين الذين ورثوا خبرة صناعة هذا النوع من التراث من ابائهم، ثم أشرف منذ ٢٠١٦ على بناء عدد من القوارب التقليدية أبرزها: (الكفة، الكلك، الطرادة، المشحوف، الكاية، الشختورة). وتوزعت عمليات البناء على عدة ورش في محافظات مختلفة، أبرزها ورشة الهوير في البصرة، وورشة الحلة في بابل، وورشة هيت في الانبار. فيما ساعدت جمعية حماة دجلة في إتمام بناء هذه القوارب.
بهدف الاحتفاء بجهود الكوادر الطبية التي مثلت خط الدفاع الاول على مدار الأشهر الماضية في مواجهة جائحة كورونا، تم استخدام القوارب التقليدية المذكورة في رحلة نهرية انطلقت من أسفل جسر الصرافية داخل نهر دجلة في بغداد، ليتوقف المشاركون في النهر امام مدينة الطب، لتقديم رسائل الدعم والتضامن للكوادر الطبية العاملة هناك، مع دعم وتشجيع المصابين بفايروس كورونا والراقدين في هذا المستشفى لرفع الروح المعنوية لما لذلك من أثر في المساعدة على تشافي المصابين. فيما استقرت الرحلة النهرية في محطتها الأخيرة عند مرسى الزوارق الواقع عند نهاية شارع المتنبي الثقافي.
شارك في الفعالية مجموعة من رواد صناعة قوارب التراث قادمين من البصرة بأزيائهم الفلكلورية، بالإضافة لمشاركة نشطاء بيئيين من كردستان، مع فريق من الجذافين الشباب قادمين من الحلة، ليلتحقوا بمجموعة كبيرة من المساهمين في الفعالية من بغداد، ليتزين نهر دجلة بمشهد رائع من التنوع الثقافي والفلكلوري ساهم في تعزيز الرسالة التراثية التي حملتها قوارب الملاحة التقليدية. فيما قامت وزارة الشباب والرياضة العراقية بتوفير كافة التسهيلات والدعم اللازم لإتمام هذه الفعالية مع مساعدة من اتحاد الجذافين في بغداد الذي استضاف القوارب في مقره المطل على نهر دجلة.
يؤكد الفنان التشكيلي رشاد سليم انه يخطط لتنظيم المزيد من الفعاليات النهرية بالشراكة مع حماة دجلة وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ووزارة الموارد المائية، بهدف احياء التراث الملاحي المهدد بالانقراض. حيث يشير سليم ان برنامجه سيتضمن رحلة نهرية عبر نهر دجلة تمتد من شمال العراق الى اقصى جنوبه، ويشارك فيها مساهمين من جميع المحافظات العراقية، لنشر رسال صيانة التراث الثقافي وحماية البيئة.
يذكر ان الفعالية النهرية تمت بواسطة مشاريع السفينة وجمعية حماة دجلة وبدعم من وزارة الشباب والرياضة وبالتعاون مع اتحاد الجذافين في بغداد، وبتمويل من مؤسسة أليف للتراث الثقافي.