في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، حاورت منظمة المسالة موضوع واقع التعليم في ظل جائحة كوفيد-19
طاولة حوار ما بين المجتمع المدني والسلطات على هامش (اليوم الدولي لحقوق الإنسان)
على هامش اليوم الدولي لحقوق الإنسان، عقد (مركز خدمات المجتمع المدني في أربيل)، التابع لـ(منظمة المسلة لتنمية الموارد البشرية) طاولة حوار واقع التعليم في ظل جائحة كوفيد/19، لمناقشة أهم المشكلات التي تتعرض لها العملية التعليمية في إقليم كوردستان أثناء الجائحة، وآليات ضمان حق التعليم باعتباره واحداً من الحقوق الأساسية للإنسان؛ وذلك بمشاركة السلطات المحلية ممثلة ببرلمان وحكومة إقليم كوردستان، إضافة إلى الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني.
استهلت الجلسة بترحيب مُيَسِّرتها (سانا زادا) بالحضور والمشاركين، شاكرةً تلبيتهم دعوة المشاركة في الطاولة الحوارية، تلتها كلمة السيد (إبراهيم إسماعيل) المدير التنفيذي لمنظمة المسلة الذي تحدث عن عمل مركز خدمات المجتمع المدني في أربيل مؤكدا أن “المركز خاص لتنمية قدرات المجتمع المدني وتطوير تفاعله مع المشكلات الاجتماعية المتعددة للمساعدة في إيجاد الحلول والبدائل التي من شأنها مساعدة المجتمع” مضيفاً “أن الطاولة الحوارية تندرج ضمن هذا الميدان الساعي إلى فتح الحوار للتعاون من أجل مساهمة أكبر للمجتمع المدني في حل المشكلات، وبضمنها مشكلة التعليم في ظل جائحة كوفيد/١٩”.
مفوضية حقوق الإنسان مَثـَّلها عضوها الدكتور (دارا محمد) الذي ذكر أن “التعليم حق من الحقوق الأساسية في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، التي ورد ذكرها في الجيل الثاني لإعلان الحقوق”، وأكد قائلاً “لا بد من ضمان هذا الحق في أصعب الظروف، عبر التدخل المباشر للدولة من خلال تطوير البنى التحتية اللازمة لذلك”.
ذكر الدكتور (خالص رشيد) المدير العام لديوان وزارة الصحة في إقليم كوردستان “أن قرار إيقاف الدراسة في المرافق الدراسية جاء إثر زيارة نسب الإصابات بعد الأسبوعين الأولين لافتتاح المدارس، إذ تجاوزت الألف من الإصابات”، مبيناً “أن وزارة الصحة لديها نسب للقياس، وفي حال تجاوز تلك النسب الحد المقرر، فأنها تنذر بحالة الخطر، ولا بد من اتخاذ إجراءات للحد من الزيادة، لذلك قررنا إيقاف الدراسة”. من جانبها أوضحت الدكتورة (تانيا عثمان) مستشارة وزير التربية والتعليم في إقليم كوردستان أن “خطط الوزارة واضحة بشأن استئناف الدوام الرسمي، لكن هذه المواعيد يمكن أن تتغير تبعاً للظروف ولقرارات خلية الأزمة”، وأضافت أن “إجراءات الوزارة لضمان حق التعليم حققت خلال الفترات الماضية تطويراً للأدوات الرقمية؛ بالانتقال إلى المدرسة الإلكترونية”.
اتحاد المعلمين؛ ممثلاً برئيسه السيد (أحمد كرمياني) بين أنهم “في اتحاد المعلمين متفقين على قرار وقف الدوام الرسمي خصوصاً أن الكثير من المعلمين أصيبوا بالوباء، ولا بد من حماية الملاكات التدريسية والطلبة من خطر الوباء”، لكنه تساءل قائلاً “هل تضمن الدراسة الرقمية التربية؟”.
ثم ناقش المشاركون آليات إسناد المجتمع المدني للجهود الحكومية من أجل ضمان حق التعليم، فقد أوضح السيد (هيوا رفعت) عضو (منظمة تطوير الطلبة) أن ثمة “مشكلات متعلقة بإمكانية وصول الطلبة إلى الإنترنت، بسبب ضعف الخدمة أو بسبب الحالة المادية لعائلاتهم”، واقترح وضع المناهج والمحاضرات على أقراص مدمجة أو وسائط أخرى، لتسهيل وصول الطلبة إلى المواد الدراسية حتى حين لا يتوفر الإنترنت”.
السيد (سرور عبد الرحمن)، العضو السابق في برلمان إقليم كوردستان؛ اقترح أن “تستبدل الكتب والمناهج بأجهزة لوحية خاصة للدراسة، تحتوي جميع الكتب وشروحات المناهج، حيث ستنقل هذه العملية الدراسة إلى مستوى جديد من التطور” مردفاً “أن إضافة درس خاص حول كيفية الوقاية من الأوبئة سيكون مهما للطلبة، لتعليمهم آليات الوقاية وطرق الحفاظ على الصحة العامة”، مؤكداً على “ضرورة أن يكون هناك يوم واحد في الأسبوع على الأقل يذهب فيه الطلبة إلى المدارس”.
شركة Standing Tech Company لتكنولوجيا المعلومات عبر ممثلها السيد (آزاد عمر) اقترح عدداً من الحلول التقنية، وذكر قائلاً “إنه من الممكن إنشاء شبكة محلية تتيح للطلبة الولوج إليها بسهولة ولا تحتاج إلى إنترنت قوي” وأضاف أن “شركات تكنولوجيا المعلومات تستطيع تدريب الملاكات التدريسية لتطوير قدراتها في المجال الرقمي”.
في نهاية الجلسة خرج المشاركون بمجموعة توصيات، أهمها:
- التركيز على تطوير البدائل التقنية الإلكترونية، والحاجة إلى زيادة الوعي والمعرفة لدى الملاكات التدريسية والطلبة بالدراسة الإلكترونية.
- تسهيل وصول الطلبة للمواد التعليمية بأساليب مختلفة؛ منها الشبكات الرقمية الداخلية التي تتيح للطلبة الولوج بسهولة إلى المنظومة الدراسية الرقمية، والأقراص المدمجة المحملة بالمناهج التعليمية والشروحات الفيديوية، والألواح الذكية الخاصة بالدراسة والمحملة بالمواد التعليمية.
- استحداث منهج تعليمي جديد يركز توعية الطلبة بآليات الوقاية من الأوبئة، والحفاظ على الصحة العامة، لغرض تعليم الطلبة طرق التباعد الاجتماعي والوقاية من كوفيد/١٩.
- مع أخذ أوضاع كوفيد/١٩ بعين الاعتبار، يوصي المجتمعون بإعادة فتح المدارس ولو بشكل جزئي؛ ليحظى الطلبة بيوم دراسي واحد في الأسبوع على الأقل، من أجل ضمان تواصلهم مع أساتذتهم.
- تدريب الملاكات التدريسية على الوسائل الرقمية، بمساعدة منظمات المجتمع المدني وشركات تكنولوجيا المعلومات.
- زيادة الوعي حول استخدام التكنولوجيا للدراسة عبر الإنترنت والمدارس الإلكترونية من خلال وسائل الإعلام المحلية.
- فتح أقسام خاصة في وزارات التعليم للتعاون مع المجتمع المدني، من أجل ضمان تسهيل دعم المجتمع المدني للجهود الحكومية في مجال التعليم.
- فتح حوارات مع المؤسسات الدولية المعنية والدول الصديقة من أجل المساعدة في تطوير العملية التعليمية في إقليم كوردستان، خصوصاً في الجانب الإلكتروني، وضمان حق التعليم.
- ضرورة صرف مستحقات الرواتب المتأخرة للملاكات التدريسية.
جدير بالذكر أن مركز خدمات المجتمع المدني في أربيل، هو واحد من مراكز خدمات المجتمع المدني التابعة لـ(مشروع تطوير) الذي يتم تنفيذه بالشراكة ما بين منظمة المسلة لتنمية الموارد البشرية و(منظمة جسر إلى) الإيطالية، بتمويل من (الاتحاد الأوروبي).