حملة الغاء تقاعد البرلمانيين تحقق انتصار، و تتخذ خطوة جديدة وتتحول الى حراك المدني يحمل اسم (مستمرون)
حققت الحملة الوطنية لإلغاء تقاعد اعضاء البرلمان ،والتي انطلقت في اواخر آذار من عام 2013 ، هدفها الاساسي المنشود بإلغاء الرواتب العالية التي منحت للبرلمانيين الذين انهوا دوراتهم البرلمانية.حيث ونتيجة للضغط الشعبي والوعي الذي خلقته الحملة حول هذه القضية، اقرت المحكمة الاتحادية العراقية بعدم جواز صرف مثل هذه الرواتب.
ومنذ انطلاقها قامت الحملة بعدة انشطة احتجاجية و استخدمت وسائل مختلفة في عمليات التحشيد والتعبئة. فقد شكلت لجان تنسيقية في المحافظات والاقضية والنواحي، لعب بها الشباب من كلا الجنسين دور مهم سواء في الانشطة الحية او تلك التي نظمت من خلال شبكات التواصل الاجتماعي . ومن الاليات التي استخدمتها الحملة للتعبئة : حملة جمع التواقيع ، توزيع المنشورات ، رفع لافتات والبوسترات في شوارع المدن العراقية . القيام بعدة تظاهرات كان اولها في 31 آب واخرها في 26 تشرين الثاني . ومن ثم قررت الحملة رفع دعوى امام المحكمة الاتحادية وقد توجت الحملة بالانتصار الكبير الذي تحقق بقرار المحكمة لصالح الحملة.
حضيت الحملة ايضا باهتمام دولي واعتبرت مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي (ICSSI) هذه الحملة، كخطوة في طريق طويل لمكافحة الفساد الاداري والمالي الذي تفشى في العراق وأصبح يهدد امل العراقيين بالتنمية واعادة البناء.
وبعد ان تحقق هدف الحملة، عقد ناشطي الحراك في بغداد يوم الخامس من تشرين الثاني من عام 2013 ، اجتماعا لمناقشة الخطوات المستقبلية، وبعد نقاش موسع ،اتفق المجتمعون على اطلاق تسمية الحراك المدني (مستمرون). في اشارة لاستمرار الحراك، اما على مستوى باقي المحافظات العراقية فقد عقد اجتماع موسع للجان التنسيقية في المحافظات في التاسع من تشرين الثاني في محافظة الديونية، وقد ايد المجتمعون فكرة الاستمرار وكذلك تسمية “مستمرون”.
الحراك المدني الان امامه عدة اولويات لاختيار حملة المدافعة المقبلة وسيكون هناك عدد من النقاشات واللقاءات لمناقشة الاولويات وتحديد موضوع حملة المدافعة المقبلة. وبالرغم من ان الحركة مازالت تطالب بإلغاء امتيازات مالية مماثلة لعدد من موظفي الدولة ذوي الدراجات الخاصة وأعضاء مجالس محلية، فان الحراك المدني و القائمون على هذه الحملة، يفكرون باستثمار ما تحقق من انجاز ليكون منصة لخطوات اخرى مماثلة في اتجاه محاربة الفساد وهدر المال العام ونقص الخدمات.
واحد المواضيع التي اتفق عليها الحراك المدني ( مستمرون ) هو موضوع حماية الاثار العراقية. حيث نظم الحراك الجديد زيارة للمنطقة الاثارية في بابل ضمن نشاط جديد يعد له هذا الحراك ويطلق عليه ( الحضارة توحدنا). ويقول القائمون على الحراك في بيانهم حول هذه الزيارة “إنطلاقاً من الفهم الواعي لاهميّة حضارة بلاد ما بين النهرين العظيمة ، أولى الحضارات الإنسانية على الإطلاق… التي يتشرّف كل إنسان عراقي مهما كان دينه أو قوميته بالانتماء اليها .”
وقد تم تنظيم عدة انشطة تمت اقامتها في الموقع الاثري ، منها مشغل رسم، تنظيف المكان الاثري. وقد اهتم الاعلام المحلي العراقي بهذا النشاط، حيث حضرت بعض وسائل الاعلام وغطت الفعالية مثل قناتي السومرية والبغدادية. ووجهت الحملة بهذه المناسبة رسالة ونداء الى وزارة السياحة والاثار تطالب فيه بالاهتمام والعتناء بالاماكن الاثرية العراقية، وشملت المطالب النقاط التالية:-
1. الإهتمام بالاماكن الآثرية كافة في العراق، وتنميتها عن طريق بناء وإقامة المنتجعات السياحية القريبة منها لاحياءها .
2. مطالبة وزارة السياحة والاثار بمفاتحة الدول التي تملك بقايا آثرية عن حضارة بلاد ما بين النهرين لاعادتها فوراً إلى موطنها الاصلي وعدم الإحتفاظ بها في المتاحف العالمية كون هذا يعد جزء من عملية نهب وسرقة لحضارة هذا البلد .
3. الإهتمام بباحثي علم الآثار ” الآركيولوجيا ” وتدربيهم وفتح باب الدراسات العليا امامهم خارج العراق لتمكينهم من الاحاطة التامة بحضارتهم وكيفية فك رموزها الثقافية .
4. تخصيص يوم 29 / تشرين الثاني من كل عام كيوم للحضارة العراقية .
5. طبع دليل إرشادي بكل اماكن العراق الآثرية .